هناك دواوير بمدينة اقا مخفية وراء الجبال و الوديان لا تسمع عنها خبرا
هناك قرى كبرت مع الزمن و اتسعت حتى تحولت الى مدن قروية لا نشاهدها في التليفزيون و لا يصلها منتخبيها في المجلس البلدي كما اننا لا نقرا عنها شيئا في الصحف فقط لانها دواوير تتسع و تكبر في حكم الزمن المنسي بنفس صور البؤس و الفقر الدي يكبر و يشيب و لا يموت حتى تتوارته الاجيال.
لدينا قرى لا يصح نعتها بعد اليوم الا بالمدن العشوائية فقرى اقا القديمة لم تكن تشم فيها روائح المياه العادمة كانت قرانا لا روائح فيها الا روائح خبز تفارنوت و رائحة التمر و الزبدة البلدية.
اليوم اتسعت القرى و تحولت بسبب النمو الديموغرافي الى مدن عشوائية تتجمع فيها برك الواد الحار في كل اتجاه و تتكدس فيها مطارح الازبال فتصير كالتلال و رؤساء الجماعات يضعون الرزة فوق رؤوسهم افتخارا باميتهم التي تبيح لهم تسيير شان الاقاويين كما يديرون شان الدجاج.
بقرى اقا هناك مشاهد تعاند الواقع تكبل احلام البسطاء و الفقراء تجد بنيات تحتية في حكم الخراب و مياه شرب مخلوطة بالتراب و بينهما اطفال حفاة ان لم يكونوا عراة يجرون واقعهم بدون دنب لا العاب لهم و لا دمى يحدتونها و يضحكون معها لا زالوا حتى و قد فتحت نوادي الانترنت بقراهم و انتشرت الصحون الفضائية فوق بيوتهم المصنوعة من تراب يقبطون العصى في ايديهم و يتجولون مع البهائم محرومين من دلك الباب الدي يفتح عادة في الطفولة كي يترك للمستقبل شرف المرور.
هده المشاهد على من يشتاق لرؤيتها ان يخرج من اقا المركز الدي يتوفر على ابرز شروط العيش الكريم في اتجاه دواوير فرض المسؤولون على ساكنتها حياة الانسان البدائي حارمين اياهم من ابسط شروط العيش الكريم.
قليل من شباب اقا يعرف قرية تمزرارت احدى القرى المترامية في احضان الجبال تبعد عن اقا المركز بحوالي 50 كيلو متر و الراغب في زيارتها عليه تحمل مشقة طريق غير معبدة كاول اختبار.
في قرية تمزرارت تنعدم ابسط شروط العيش فالسكان لازالوا يتقاسمون فيما بينهم مياه البئر الوحيد بنظام ري قديم.
في تمزرارت لا يوجد اي مخدع هاتفي و لا اي يوجد اي نادي للانترنيت
في تمزرارت يوجد بقال وحيد يبيع الشاي و السكر و الزيت و علب الصابون لا غير.
في تمزرارت يوجد قسمان فقط يدرس بهما تلاميد الابتدائى بمستوياته الست و يدرس بهما معلمان يندبان يوميا حضهما التعيس الدي رما بهما الى هده القرية البائسة.
في تمزرارت لا مجال للحديت عن المجال الصحي مستوصف دشن مند سنوات و لم يفتح الى حد الان و ربما لن يفتح ابدا .
راسمال هده القرية هو طبيعتها الخلابة التي تجلب بعض الزوار فالقرية تقع على واد يحمل اسمها يتوفر على برك تحتفظ بماء المطر على طول السنة مما يجعلها قبلة لعشاق الرحلات و الخرجات الجماعية القادمين من اقا .
.................................................. .......
قرية ايت وابلي حالها احسن بقليل من تمزرارت الا ان سكانها لا يفهمون كيف ان قريتهم الكبيرة التي تضم عددا مهما من السكان تعتبر جماعة قائمة الدات دون ان تلبس لباس الجماعات و تخلع عنها لباس البؤس و الفقر و التهميش و الاحساس الكبير للاجيال الصاعدة بها انهم اقاويون منسيون.في ايت وابلي التي ارتبط اسمها تاريخيا بسوقها الاسبوعي لو اراد بسطاء و فقراء الفلاحين بها ان يقابلوا منتخبيهم في المجلس الجماعي فانه يكون عليهم طرق ابواب هؤلاء ليس في الدوار و انما في المنازل الفخمة لهؤلاء في طاطا العمالة و في ايت وابلي التي لا يجد الاطفال بها مياها صالح للشرب في ايام الحر الحالية هناك في الجماعة من يجد مبالغ مالية مهمة من اموال دافعي الضرائب ليرميها في فم جمعية لم تاسس الا لحدت سعيد اسموه مهرجانا.
.................................................. ....................................
لو نظمت مسابقة لاقبح دوار بمدينة اقا لفاز بها دوار اكادير اوزرو بكل سهولة
نعم هده الحقيقة التي قد لا ترضي بعض شباب هدة القرية
اكادير اوزرو تستحق هده الجائزة بفعل الوجه القبيح الدي منحه اياه البناء العشوائي الدي تعاني منه. بيوت متزاحمة و بدون تصميم ازقة ضيقة و منعرجات خطيرة جدران ايلة للسقوط خلفتها فيضنات 1995التي كلفت الدوار ضحايا بشرية.
استغرب كتيرا لعشق سكان هده القرية تسلق الجبل...
ربما يحبون ان تكون منازلهم فوق الجبل لتجنب اي فيضان جديد...و ربما ليشعروا انهم فوق جميع ساكنة الدواوير المجاورة.
اكادير اوزرو اسم على مسمى بمعنى انها و بكل بساطة قلعة من الطوب و الحجر تريد ان تظهر للاخرين انها قرية متحضرة.
الكتيرون يعتبرون اكادير اوزرو الاخت الكبيرة لقرية لكناتة المجاورة لكن هده الاخيرة لا تتمنى ان تكون دات يوم في بشاعة اختها الكبرى.
لكناتة بسكانها القليلين و بازقتها النظيفة و بمبانيها المنظمة تتمنى ان تبقى على حالها و ان لا يعرف الاكتضاض طريقه اليها لانه سبب البناء العشوائي.
في الحقيقة كل دواوير عمالة طاطا بشكل عام تعاني من التهميش و الاقصاء المتعمد.فهده المداشر ليس لها من يخرج احلامها الى حيز الوجود ليس لها من يحقق احلام ابنائها و ليس لها من يسال عن حاضرها و لا مستقبلها .
فهل سيكون على هده الدواوير انتظار الفيضانات و الزلازل و حتى البراكين ادا اقتضى الامر لتصل معاناتها الى الصحافة و التيليفزيون و يشفق عليها المسؤولون ببعض الاهتمام و الرعاية.
الاكيد ان اغلب هده الدواوير المنسية لا تمانع في دفع ضريبة الكوارث الطبيعية من اجل لفت انتباه من صنفوها يوما ضمن المغرب غير النافع.
هدا رايي ..........و رايي صواب يحتمل الخطا و راي زوار هدا المنتدى خطا يحتمل الصواب.
في مقال سابق نشرته بموقع طاطا2 نت كان من بين الردود من اتهمني بالاحباط و نصحني بقراءة كتاب لم اعد اتدكر اسمه. و لهؤلاء اقول :
قد اكون قاسيا مع مدينتي اقا في كتير من الاحيان لكنها فقط غيرة, نعم غيرة تقبلوها مني يا سادة ,و ان كانت الغيرة في نظر البعض احباطا فمرحبا بهدا الاحباط.
و لا تلوموني حتى ان طالبت يوما لمدينتي بطريق سيار و حافلات الساتيام و حتى بالقطار فمسؤولونا لطالما وصفونا بالصغار الدين لا يعرفون شيئا فادا كنا صغارا حقا فامنحونا حق الاحلام كما نشاء من فضلكم نريد ان نحلم بمدينتنا تتحدت عنها الصحف و التيليفزيون و ليس مدينة منسية تتدكرها الدولة كل موسم تمور.