zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: التنمية ودور المرأة السوسية 6/1 الأربعاء يوليو 22, 2009 1:20 pm | |
| التنمية ودور المرأة السوسية 6/1
في ميدان القانون تمكنت من ممارسته بكل كفاءة، وتعد خديجة الكتاني وبديعة ونيش من أولى القاضيات، والأستاذات عائشة بنت مسعود ولطيفة المنتوني وفتيحة أبو زيد ولطيفة المعروفي من أولى المحاميات في فجر عهد الاستقلال، وقد برزت القاضية السعدية بلمير الحاصلة على دكتوراة الدولة في القانون العام من جامعة باريس الثانية سنة 1987.وفي خطاب جلالة الملك الحسن الثاني عندما استقبل فوج القضاة من المتخرجين من المعهد الوطني للدراسات القضائية يوم 26 نونبر 1985،قال جلالته مخاطبا أعضاء الفوج رجالا ونساء:«وكم يسرني أن أرى بينكم المرأة المغربية التي أراها في جميع الميادين تقفزالقفزة اللازمة، وتثب الوثبة الواجبة حتى تكون تلك الزوج وتلك الكفيئة للرجل في القيام بما عليهم أن يقوموا به من واجبات... ومن هنا تعلمون المرتبة التي أضع فيها المرأة المغربية والمطامح التي أنيطها بها الآمال التي أعلقها عليها...» . وقد دخلت المرأة المغربية مجال المنافسة مع الرجل في ميادين كانت مقتصرة على الرجال، بحيث تعتبر أمينة الصنهاجي سندور أول امرأة مغربية دخلت إدارة الفضاء بأمريكا بla nasa، غادرت المغرب إلى أمريكا سنة 1951. بعد تفوقها في علم الرياضيات، وبعد إلمامها بعدة لغات دولية، أصبحت مترجمة رسمية بلانازا، وأحرزت سنة 1992 على ميدالية الامتياز. وتدخل شامة الأحمر، بدورها في عالم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية،حيث أتمت تداريبها في "مخيم الفضاء" وأكاديميته بمركز "الباسا الفضاء" في مارس من سنة 1988 مما سيؤهلها لمتابعة دراستها العليا كي تتخرج مهندسة في علم الفيزياء والعلوم النووية. أما في ميدان الطيران وتتخرجتا بتفوق من مدرسة الطيران المغربية سنة 1985، وتخصصتا في قيادة طائرة البوينك كل من بشرى البرنومي وأمينة السائح، ومن المعلوم أن أول طيارة مغربية كانت هي المرحومة ثريا الشاوي التي حصلت على شهادة الطيران سنة 1951. ومن خلال هذا العرض الموجز لأسماء نساء مغربيات حافظ التاريخ المغربي على انجازاتهم، واعتبرهن القدوة المثلى التي يجب الاقتداء بها، لأنهن استطعن تحطيم القيود التي مورست عليهن، وساهمن بذلك في صنع القرارات وبهذا فالمرأة المغربية مند انبثاق فجر الاستقلال والحرية، برهنت على وعيها ونضجها، وتمكنت من فرض وجودها في ميادين شتى ساعية للحصول على كافة حقوقها وعلى مساواتها مع الرجل عاملة جاهدة بإزائه لبناء وطنها وتنمية جميع الميادين الحيوية.
المرأة السوسية: لقد سجلت المرأة الأمازيغية في مجتمعات بلاد الأمازيغ حضورا بارزا، إذ طغت نساء أمازيغيات على المسرح السياسي منذ العهد القديم، وشغلن أرقى المناصب السياسية بل ومنهن من اعتلت عرش المملكة، ناهيك عن الدور العسكري والاجتماعي الذي مافتئت المرأة الأمازيغية تضطلع به. ترى هل مازالت نفس المكانة التي احتلتها المرأة الأمازيغية تحتلها نظيرتها السوسية؟ مع بزوغ الإسلام تغيرت ملامح المجتمع الأمازيغ، وقد شملت هذه التغييرات المرأة السوسية، فوضع الإسلام حدودا لحريتها: يتجلى في تمسكها بلباسها التقليدي وخمارها الشرعيين طبقا لما جاء في الكتاب والسنة، وفي «حفاظها على صلاتها في دارها بواسطة السمع من المسجد وقليل منهن من تخرج إلى المسجد في البوادي لما عليها من تبعات داخل المنزل وخارجه، ولما استقر في ذهنها من أن صلاتها في بيتها خير من صلاتها في غيره» وقد استغل الرجل تعاليم الشريعة الإسلامية في حصر دور المرأة داخل المنزل في حين أنهم في الحقيقة يدافعون عن سلطتهم الذكورية، ولا يريدون مساندة أو مساعدة المرأة منتقصين بذلك أهمية المرأة وفعاليتها في المجتمع، وبهذا جردت من حق السلطة وصنع القرار التي كانت تمتاز به المرأة الأمازيغية قديما. فانحصر دورها على الحياة العائلية « في السهر على شؤون منزلها الداخلية وتربية أولادها والزوج حاضر، وإذا غاب الزوج فإن الإشراف الفعلي يكون لها أيضا على سائر الشؤون الخارجية، فهي بهذا أو ذاك مثال التضحية في كل ما يعود على بيتها بالخير باذلة في سبيل ذلك أغلى راحتها فهي تقوم بنقل حاجيات المنزل، ورعي الماشية، وحرث الحقول، وجميع المنتوجات الفلاحية، وغلل الأشجار، ونسج الملابس بعد غزلها إلى غير ذلك من الأعمال التي لا تتم إلا لتبدأ من جديد» فالمرأة السوسية مثال للتضحية والكفاح في سبيل استقرار عائلتها خاصة في غياب الزوج، فهي تتحمل مسؤوليات المنزل وسائرها، ونفس الشيء في حالة وفاة الزوج، فالمرأة هي التي تقوم بكل المهام داخل أسرتها، فتجدها ترفض الزواج من جديد، غير مبالية بما تتعرض له من إهانة ونظرة احتقار وإذلال المجتمع لها، حيث إن الأرملة لا تحضى بلقبها واسمها الحقيقي إذ تقلبت ب "تادكلت" ويطلق على أبناءها "تروان تادكلت" إلا أنها تظل صامدة وقوية وخير مثال المرأة الإفرانية «الحاجة يامنة بنت إبراهيم أولحاج علي أوطالب التي تنتمي إلى أسرة آل الحاج علي والطالب ورباها أبواها تربية حسنة ودخلت في سنها المبكر في مشاركة نساء آل الفقيه الطاهر الإفرانية ونساء آل بناصر البشير المدني في ندواتهم التي تقام في زوايا الأسرتين أي ما يعرف بالحضرة وتساعدهم في أشغال الزوايا في أوقات فراغها التي حسبت لها آلاف حساب، خصصتها من الساعة أولى من الفجر إلى طلوع الشمس إلى مساعدة ابنها الوحيد الذي كانت ترافقه يوميا إلى المسجد ليتعلم فيه القرآن بالإضافة إلى الأشغال المنزلية إلى جانب الاعتناء بأبيها وأخيها القاصرين، دون استثناء أشغال الحرث والحصاد وجميع ما يقوم به الرجال نيابة عن زوجها المتوفى، وفضلت أن تبقى أرملة محترمة واهبة كل حياتها لإبنها اليتيم الذي تفرغت لتربيته ولم تفارقه في يوم من الأيام رافضة الزواج وكل ما سيحول بينها وبين تربية ابنها الوحيد، واستطاعت أن تواجه عدة مشاكل واجهتها بصبر وعزيمة قوية إذ كانت أول امرأة تتحدى كبرياء رجل في ذلك الوقت أمام المحاكم. ودافعت عن نفسها وعن والدها القاصر وأملاكه وربحت قضاياها ولم يسبق لها أن سلمت أي توكيل لأي كان أن لها عائلة تريد الوقوف بجانبها إلا أنها كانت عصامية، وفضلت التحدي وبدأت في مواجهة شيخ القبيلة آنذاك والذي كان له نفوذ قوي في المخزن، والذي طمح في أملاكها وأملاك ابنها بصفته عم ابنها فشله في مطالبه الأولى باعتباره رجل سلطة وكلامه يجب أن يحترم وهو الذي يأمر وينهى وصاحب الكلمة والقرار، إلا أنها انتصرت عليه كما انتصرت على غيره من اللئام الطامعين» . ورغم سلطة الرجل، فالمرأة السوسية استطاعت فرض ذاتها،وهذا ما يدل عليه مصطلح تامغارت الذي تلقب به المرأة في سوس نظرا للدور الطلائعي الذي تقوم به داخل الأسرة وخارجها في السراء والضراء، فجعلت المجتمع يمنحها مكانة عالية داخله، حيث تعتبر ندا للرجل، ودورها أعظم من دوره، وبذلك اعترف لها المجتمع السوسي بالسعاية والكد وهي مشاركة الرجل في المداخيل والأرباح، حيث تخدم المرأة يعطون لها نصيبا في كل ما يدخل إلى المنزل. وبهذا يكون المجتمع السوسي، المجتمع الوحيد الذي اعترف لها بهذا الحق، والسعاية مسألة مألوفة تناولتها كتب النوازل الفقهية عن البوادي، فالسعاية«مأخوذة من فعل سعى يسعى سعيا وسعاية، أي قصد عمل وكسب لعياله كما في القاموس ومنه قوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى" وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، الصائم النهار"» فعرفت "تامزالت" أي السعاية يعطي الحق للمرأة الأمازيغية قديما في أن تتمتع بنفس الحقوق المخولة للرجل في الإرث. إلا أنه مع دخول المد الأموي ووصول الإيديولوجية الثقافية إلى شبه الجزيرة العربية، شهد وضع المرأة في شمال إفريقيا انحطاط تجلت تداعياته في استعمال العقيدة وفقا للمصالح السياسية والاجتماعية للحكام للنيل من كرامة الإنسان الأمازيغي عامة والمرأة الأمازيغية خاصة والحد من حقوقها وحرياتها. ومما عرفه الأمازيغ قديما عدم تعدد الزوجات، وقد ورث عنهم المجتمع السوسي ذلك. «فإن الجزولي يقتصر على زوجة واحدة لأنه أدرك بفطرته أن السعادة والصفاء والوئام والاستقرار الدائم لا تكون إلا في الاقتصار على زوجة واحدة أما التعدد بدون ضرورة فإنما يوقد في البيت نار الغيرة والدس وسوء الظن ثم التشريد والطلاق قليل جدا أو منعدم» «فكان الطلاق لذلك قليل جدا أو منعدما، وإذا وقع شيء منه، فكثيرا ما يكون طلاق الخلع إذا رأت الزوجة من زوجها انحرافا في الأخلاق، أو تهاونا في الدين أو تنكرا لواجباته، كما يقل جدا أن ترى للرجل في جزولة أكثر من زوجة واحدة إلا في حالة اضطرار الشديد، وبعد موافقة الأولى، والأخذ بوجهة نظرها في ذلك فالمرأة لا تتعصب إذا كان الحق في جانب الرجل وهي تحنو عليه». وبهذا فتاريخ المرأة السوسية يشهد لها بدورها المتميز داخل الأسرة، وتحمل مسؤوليتها وناهيك عن الأدوار الطلائعية التي ستقوم بها، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في بحثنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|