zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: التنمية ودور المرأة السوسية 5/1 الأربعاء يوليو 22, 2009 1:17 pm | |
| التنمية ودور المرأة السوسية 5/1
المرأة المغربية: شهد لنا التاريخ أن المرأة من اضطهاد المجتمع لها وقيوده القاسية قبل وبعد الحماية، فكانت سجينة المنزل وسلطة الرجل، وكان يمنع ويحرم عليها مغادرة المنزل لأنه يعتبر من الممنوعات، وكانت محرومة من أبسط حقوقها في اتخاذ القرارات في أمور تخصها كالزواج، فكانت تتزوج الشخص دون معرفته لتنصاع في الأخير إلى أوامره، لتخرج من سلطة الأب إلى سلطة الزوج، وظلت وضعية المرأة المغربية هكذا حتى جاء أول محرر للمرأة محمد الخامس تلك الشخصية التي يرجع لها الفضل في تشجيع المرأة المغربية على الخوض في مجال الكفاح الوطني، وبالفعل برهنت فيه المرأة عن شجاعتها وبسالتها، فقد أشادت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة في خطابها الذي ألقته في حفل تدشين مدرسة "الفتاة بالدار البيضاء سنة 1956 منوهة بدور المرأة المغربية في حركة المقاومة قائلة:«لقد سجلت المرأة المغربية خلال محنتنا أعمال بطولية كفيلة بأن تجعلها في صف ما سطره التاريخ» من جلائل الأعمال لأسلافنا وما سيحتفظ به الأجيال المقبلة كأجمل الملاحم. فالمرأة المغربية لعبت دورا بارزا في نقل الأسلحة والعتاد والمنشورات بين المقاومين والخلايا السرية للقيام بواجبها نحو وطنها وذلك لكون المرأة آنذاك كانت غير مشتبه بها بحيث أنها كانت لا تتعرض للتفتيش من طرف السلطة الفرنسية. وكان محمد الخامس أول داعية إلى تعليم المرأة المغربية من أجل تثقيفها وتنوير عقولهن«هناك أمر آخر نهتم به كل الاهتمام، وهو تعليم بناتنا وتثقيفهن ليشأن على سنن الهدى، ويهذبن بما ينبغي حتى يتصفن بما يتعين أن تتصف به المرأة المسلمة حتى تكون على بينة من الواجب عليها لله ولزوجها وبنيها وبيتها» . وهذا مقتطف من خطاب محمد الخامس رحمه الله يوما في جماعة من علماء وطلبة القرويين، فقد كان محمد الخامس طيب الله ثراه في كل مناسبة يدعو بضرورة دخول الفتاة المغربية معركة الحصول على العلم، ومعركة البناء، ومشجعا الآباء على توجيه فتياتهم للمدارس، والمعاهد من أجل تثقيفهن، وتنوير عقولهن، واصفا إياهن بنصف الأمة، وكان رحمه الله يضرب المثل ببناته، حيث كان يصطحبهن إلى المدرسة المولوية، ويتابع بنفسه تطور دراستهن وتعليمهن، وكانت مبادرة جلالته مبادرة رائدة اهتزت لها جنبات المغرب، كما خص جلالته الوفود التي جاءت لتهنئته بعيد الفطر سنة 1326هـ 1943م على توجيه فتياتهم للمدارس من أجل التثقيف في حدود الشريعة السمحة، وقد همس بعضهم:«أفعى ونسقيها سما» فكانت إجابة جلالته رحمه الله عليه:«إن البنت ليس أفعى، وأنتم ونحن وهم لا نقبل أن نكون أبناء أفاعي، من البنات أمهاتنا، وأخواتنا، وبناتنا، وعلى فرض أن الفتاة كذلك، فاعلم لم يكن أبدا سما بل هو دواء يحفظ من السموم». وكان محمد الخامس يشرف بنفسه على تأسيس المدارس الحرة، وفتح أبوابها أمام أبناء الشعب وبناته، حيث دشن مدرسة«الأميرة لالة عائشة» بتواركة في نونبر 1947م، وقد قام أثناء زيارته لمدينة فاس سنة 1949م بتدشين معهد للفتيات لنيل شهادة القرويين العليا وهو الأول من نوعه في تاريخ المغرب. وعن حركة تعليم الفتاة المغربية في عهد محمد الخامس إبان عهد الحماية يقول الأستاذ عبد الهادي بوطالب في مذكراته، بأن المرحوم محمد بن عبد الله أنشأ بمدرسة العدوة شعبة للبنات في الثلاثينيات في الوقت الذي لم تكن فيه تربية البنات موضع اهتمام، ولكن سلطة الحماية أغلقتها، وأقامت على فتح مدرسة للبنات عوضا عنها لتضمن مراقبتها لها.وكان من نتائج فتح باب التعليم في وجه المرأة المغربية سواء في إطار التعليم الرسمي أو التعليم الحر سنة 1942 انطلاقة التنظيمات النسائية في وسط الحركة الوطنية، فقد كان خطاب الأميرة للا عائشة بمدينة طنجة سنة 1947 منطلقا للحركة النسوية التي بوأت المرأة المغربية مكانتها اللائقة بها، كما قامت سموها بتدشين مدرسة تحمل اسمها في مارس سنة 1947م. ولقد صرح جلالة المغفور له محمد الخامس في خطاب العرش لسنة 1952 قائلا:«وقد وجهنا عناية خاصة لتعليم المرأة حيث كانت سجينة تقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وقد نما بفضل الله غرس هذا التعليم، وستصبح المرأة المغربية بحول الله على بينة من أمرها، عالمة بحقوقها وما يجب عليها نحو دينها وبيتها وبلادها». . وتابع جلالة الحسن الثاني ما بدأه والده في ميدان رقي المرأة المغربية وجعلها تتساوى مع الرجل في كل الواجبات والحقوق، وسمح لها باقتحام مجالات كان الرجل وحده ينفرد بها. وقال جلالة الملك الحسن الثاني في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ذكرى الأربعين لوفاة جلالة الملك المقدس محرر المرأة المغربية محمد الخامس رحمه الله:«ولقد آمنت يا أبتاه بأنه لا يمكن أن يصلح آخر هاته الأمة إلا بما صلح به أولها. فأخرجت المرأة من عهد الجهل حليا يشترى بل أصبحت تفاخر بالشهادات والتسابق إلى المعاهد والكليات، وتقوم بجانب الرجل بجمع المهام بالداخل. وتوج عصرك الزاهر بأن أحرزت المرأة على أعظم ما وصلت إليه في بلد متمدن، ألا وهو المشاركة في الانتخابات والظفر بحق التصويت ... لقد دعوت لتعليم الفتاة وكنت أول البادئين وناديت بتحريرها وكنت أول المحررين». وبهذا فمنذ عهد الاستعمار والمغفور له محمد الخامس يدعو إلى تعلم المرأة باعتبارها أساس لتوعيتها ولخروجها من دائرة التهميش الذي عانت منه قبل وبعد الاستعمار، فتابع ابنه الحسن الثاني مسيرته وذلك وعيا وإيمانا منه بضرورة إدماج المرأة المغربية في التنمية والدفع بها إلى تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والتربوية داخل الأسرة المغربية ومسؤولياتها التسييرية في المرافق الإدارية والتجارية، وفي خطاب له قال:«...لم نكن نريد أن يقال أن المرأة المغربية كانت حية من سنة 1945 إلى 1955 ثم بعد ذلك نامت وانقرض ظلها وتقلص عملها وأثرها في المجتمع...» وهذا مقتطف من خطاب ألقاه بمناسبة إنشاء الإتحاد النسائي المغربي سنة 1969. وبذلك تتجلى لنا رعاية العرش المغربي بالمرأة المغربية وعنايته بتعليمها وتثقيفها وخطت بذلك المرأة المغربية خطوة كبيرة في مسارها التاريخي، حيث تحررت وحطمت البنية الذهنية التقليدية التي كانت تسود آنذاك، فنجدها بعدما كانت مجبرة على البقاء سجينة المنزل، برهنت عن كفاءتها وتفوقها في مجالات كان الرجل ينفرد بها، فلقد انخرطت في الحركة الوطنية والعمل السياسي، ولعل أحسن مثال على ذلك من النساء اللاتي كان لهن وزن سياسي على الساحة المغربية، من بداية الحرب العالمية الثانية 1934 إلى أن حصل المغرب على استقلاله، نجد السيدة مليكة الفاسي التي ابتدأت مشوارها السياسي بنشر مقالات وأبحاث باسم الفتاة المغربية، ثم انضمت إلى كتلة العمل الوطني حيث عملت بالخلايا السرية له، واهتمت بتوعية العنصر النسوي، وخلال سنة 1944 كانت من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال بصفتها عضو في الحزب الوطني، والتي قدمت للسلطات الفرنسية، وبذلك تكون أول امرأة مغربية الموقعة على هذه الوثيقة. وكذلك انتظمت الفتيات والنساء المغربيات في فجر الاستقلال داخل جمعيات تابعة لتنظيمات سياسية، وجاءت سنة 1960 تمنحها حق المشاركة في الانتخابات الذي ساهم كعامل أساسي في وعي المرأة المغربية سياسيا، وقد«فازت 20 مرشحة تقريبا في انتخابات 1976 من بين 76 مرشحة للمجالس المحلية» وبهذا انخرطت المرأة في العمل الحزبي، وظهرت عدة حركات نسوية، واستمر هذا التفوق إلى عصرنا هذا، حيث تقلدت عدة مناصب عليا في البرلمان والوزارة وتحملت مسؤولياتها بكل استحقاق وجدارة، مبرهنة عن كفاءتها السياسية. ولم يقتصر دور المرأة المغربية في الميدان بل شمل عدة مجالات برهنت على وعيها ونضجها فيها. ففي ميدان البحث الاجتماعي والتربوي، برزت الباحثة الاجتماعية فاطمة المرنيسي في الميدان البحث والتأليف في مختلف المواضيع الثقافية والاجتماعية والتربوية، ولها عدة أبحاث تهتم بالنساء في المغرب، بالإضافة إلى ميدان البحث والتأليف تعمل فاطمة المرنيسي كمستشارة لمنظمة اليونسكو والمنظمة الدولية للشغل، وقد عينت في يوليوز 1989 عضوة مجلس جامعة الأمم المتحدة، التي أحدثت سنة 1969. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|