zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: التنمية ودور المرأة السوسية 8/1 الأربعاء يوليو 22, 2009 1:26 pm | |
| التنمية ودور المرأة السوسية 8/1
دورها في المقاومة وعن كفاح المرأة المغربية يقول جلالة الملك الحسن الثاني في إحدى خطبه:«... إن نصف الأمة لم يبق بمعزل عن الكفاح، فقد خاضت أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا غماره، بإيمان صادق وعزم ثابت ولم تنل منه السيطرة والسطوة، ولم يثنه العنف والقسوة، فساهمن في العراك بالنصيب الموفور، وأبدين الشجاعة والشهامة والإقدام ما هو معروف ومأثور...» . فهذا الخطاب يؤكد على مشاركة المرأة المغربية في المقاومة، و المرأة السوسية لا يجب أن نستثنيها، فبالتأكيد هي النموذج في الكفاح والنضال، فالمرأة المغربية لعبت دورا بارزا وخطيرا في نقل الأسلحة والعتاد والمنشورات بين المقاومين والخلايا السرية للقيام بواجبها نحو وطنها،ذلك لكون المرأة آنذاك كانت غير مشتبه فيها، بحيث انها كانت لا تتعرض للتفتيش من طرف السلطات الاستعمارية، وبهذه السياسة الشجاعة استطاعت المرأة أن تمد الخلايا السرية والمقاومين، بما يحتاجون إليه، ولعل أحسن نموذج يضرب به المثل المرأة السوسية، فرغم نذرة المراجع التي تعالج هذا الموضوع، فقد عرف تاريخ المقاومة المسلحة من خلال مساهمات بعض المقاومات اللواتي تعرضن للإقصاء والتقصير في حقهن وتهميش أدوارهن ضد الاحتلال الفرنسي، فالمرأة السوسية التي ظلت على الدوام ملازمة للرجل في الحقل وكسب لقمة عيشها، لم تكن بمعزل عن تلك الأحداث التي انخرطت فيها، وقد عايشت تلك المعارك بكل جوارحها، وبهذا فإن حضور المرأة في تلك الحروب الضارية كان حضورا قويا، رغم تجاهل مكانة المرأة المنتمية إلى البادية المغربية بصفة عامة والمنتمية إلى بادية سوس بصفة خاصة. «فالمرأة في البادية المغربية لم ولن يتعرف عليها إلا مجتمعها الذي أطلق عليها اسم "تامغارت" أي الكبيرة والعظيمة، فكل امرأة يطلق عليها "تامغارت" إضافة إلى اسمها الشخصي، ولا يطلق اسم أمغار الكبير إلا على من تولى مشيخة القبيلة، ويفقد هذا الاسم عندما تتخلى عنه وظيفته، ويرجع هذا التمايز وهذا التقدير المستمر والمعنون بعنوان "تامغارت'' إلى الدور الطلائعي الذي تقوم به داخل الأسرة وخارجها في السراء والضراء» فالمرأة السوسية لم تبقى منحصرة في أدوارها التقليدية، بل فرضت وجودها في معارك المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بجانب الرجل، وكافحت خدمة لوطنها ولم تبقى منعزلة عن مجريات الأحداث. ترى ما هي نوعية الأدوار التي قامت بها المرأة السوسية لمساعدة الرجل لصد الاحتلال الفرنسي؟ أ- دور المرأة السوسية في المقاومة ضد الاستعمار من خلال وقوفها إلى جانب الرجل في المعارك والحروب: المرأة في الجنوب لعبت دورا طلائعيا في مناهضة الاستعمار، فكما برهنت المرأة العطاوية في معركة بوكافر بصاغرو، وتركت بصمات كفاحها خالدة في سجل تاريخ المقاومة المسلحة ضد الاستعمار وأعوانه وحملت السلاح وجابهت المستعمر بالبارود والخناجر والحجارة وكيف أنها«كانت تتسلل بشجاعة خارقة لموارد المياه تحت نيران رشاشاتنا، وتسقط أغلبهن لكن الباقيات يواصلن مهامهن البطولية...وتحمسن المقاتلين بالزغاريد المدوية، كما يقمن بتوزيع الذخيرة والمؤونة ويأخذن مكان القتلى لتعويضهم، وفي غياب الأسلحة يدحرجن على المهاجمين من قواتنا أحجار ضخمة تنشر الموت حتى قعر الوادي» مما يبين لنا أن نساء آيت عطا قد استشهدن في معارك عسو أوبسلام عندما كن يخترقن الحصارات الفرنسية ليأتين بالماء من الآبار التي كانت تراقبها المدفعية الفرنسية، ولقد فقد عسو بسلام زوجته وهي تحمل الذخيرة إلى مقدمة المقاومين في جبل صاغرو بمعركة بوغافر بالأطس الكبير سنة 1933، فلقد تحدث الضباط الفرنسيون عن شجاعة المرأة الأمازيغية بصفة عامة و المرأة العطاوية بصفة خاصة، حيث كتب الطبيب ماجور فيال عن هذه الأخيرة ما يلي:«لقد عزموا أشد العزم عن الدفاع عن كل قمة من هذه القلعة المنيعة، وعزموا كذلك أشد العزم وخاصة نسائهم على الاستشهاد أو على إحباط أعمال جنودنا» . فالمرأة السوسية كمثيلتها العطاوية وخاصة في معركة أيت باعمران، برهنت أنها قادرة على الاستماتة والإصرار الشديد لمجابهة الاستعمار ومقاومته، والمندوبية السامية لقدماء المحاربين تحتفظ بأسماء عدة شاركن في معركة أيت باعمران وتم تزويدنا ببطائق تعرف بهن وبمنجزاتهن، وتسجل لنا الأعمال التي قامت بها هذه المرأة لمساندة الرجل ووقوفها إلى جانبه من خلال المعارك التي خاضها ضد السلطات الاستعمارية وتشجيعه على الصمود أمام العدو، معبرة عن رفضها للاستعمار، وذلك من خلال تقديم له يد المساعدة، كالطهي، وغسل الملابس والحطب، وعلاج الجرحى من أفراد جيش التحرير وتقديم العلاجات الأولية بالطرق التقليدية وتنفد جميع التعليمات المعطاة لها وتوزع كذلك المناشير، ومنهن من احتملن قساوة الإعتقال، لتبرز لنا انخراط المرأة السوسية في هذه الأحداث المؤلمة ومواجهتها لها بالصبر واستماتة وقوة لا تقل عن صبر وقوة الرجل. ب- دور المرأة السوسية في المقاومة ضد الاستعمار من خلال النصوص الشعرية: دور المرأة السوسية في المقاومة ضد الاستعمار، لم يقتصر على الأدوار التقليدية أثناء المعارك من مداواة وطهي الطعام وغيرها، بل تجدها نظمت قصائد ونصوص شعرية تثير حماس المقاومين فهو نوع من المقاومة، فالمرأة السوسية شاركت بالقول والفعل فهي لم تكن بعيدة عن مجريات الأحداث. وما يثير في هذه النصوص الشعرية كما عبرت عنه للا صفية العمراني:«نظم نابع عن إحساس عميق بالحرية وصادر عن نساء نشأن وكبرن في بيئة اجتماعية وسياسية توارثت فيها الذاكرة الجماعية صورة القيصر منذ أزيد من ألفي سنة، ف أرومي (الروماني= النصراني= الصليبي= الغازي =المحتل..). هو ذلك الطاغية الهدام، السالب للأرض والمستعبد للبشر، فالذاكرة المغربية الأمازيغية احتفظت بأوصاف ونعوت القهر والقساوة والجبروت على أنها سلوكات الغزاة، ولا تزال هذه الأوصاف متوارثة حيث يقال في أوصاف الطغاة وكل من لا يحرم ( زود أرومي= مثل الروماني) » كما نستشف أيضا من خلال هذه النصوص الشعرية أنها نصوص معبرة عن رفض المرأة السوسية للاستعمار. هكذا إذن، «عملت المرأة الأمازيغية من خلال أشعارها للدعوة للجهاد، وتمجيد المقاومين، وصب جم غضبها وحقدها على المتعاونين مع المستعمر وعملائه من الخونة، التي وصفتهم بكل الصفات القدحية، فقد تمكن شعرها من اختراق الحراسة المشددة التي فرضتها سلطات الحماية للحيلولة، دون تسرب أخبار المعارك البطولية التي شهدتها جميع مناطق المغرب، شمالا وجنوبا شرقا وغربا، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار شعرها بمثابة الجريدة الرسمية التي لم تطلها رقابة المستعمر وأعوانه». وهذه بعض النصوص الشعرية التي أرخت للمشاركة الفعلية للمرأة السوسية في المقاومة ضد الاستعمار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|