zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: التنمية ودور المرأة السوسية 7/1 الأربعاء يوليو 22, 2009 1:24 pm | |
| التنمية ودور المرأة السوسية 7/1
مكانة المرأة السوسية من خلال الكتابات التاريخية: في المجتمع المغربي، وعبر حقبه وتطوراته التاريخية، كان للمرأة حضور في شتى المجالات الثقافية والدينية والسياسية، وقد احتفظ لنا التاريخ المغربي بأسماء نساء شهيرات عرفن كعالمات وفقيهات وأديبات، فالكتابات التاريخية تعد المرجع الوحيد للتعرف إلى أي حد اهتم التأريخ بالمرأة السوسية ولكن بعودتنا إليها نجدها تناولت المرأة السوسية بشكل عرضي، اللهم إذا استثنينا كتابات المعسول لصاحبه محمد المختار السوسي الذي كتب عنها بإسهاب في بعض من أجزائه، حيث تطرق في الجزء الأول إلى دورها الاجتماعي من خلال المرأة الإلغية بإيجاز، باعتبارها نموذج للمرأة السوسية. والملاحظ أنه حين تحدث محمد المختار السوسي في أجزاء من المعسول عن بعض النساء الشهيرات بسوس، يغلب عليه نموذج الولية الصالحة وذلك راجع إلى سيادة التصوف والطرقية في هذه المنطقة وكثرة الزوايا حيث كانت هناك كل من الطريقة الناصرية والتيجانية والدرقاوية وبالتالي فصاحب المعسول كتب عن المرأة السوسية في علاقتها بالحقل الديني. فالمرأة السوسية لم تحض بالحظ الأوفر في الكتابات التاريخية، وهذا راجع إلى التهميش والإقصاء الذي تعرضت له من طرف مجتمعها. رغم أنها حاولت إثبات ذاتها من خلال المسؤوليات المنوطة لها. فندرة الكتابات التاريخية عن المرأة السوسية منعتنا من معرفة تاريخها وكشف النقاب عن حقيقتها.
إن معرفة أدوار المرأة السوسية في عهد الاستعمار، لا يمكن اكتشافه إلا بالعودة إلى تاريخها، فهذا الأخير يشهد لها بهذا، ولا يغفل ذلك أو يجهله، فبعض الكتابات التاريخية ستأرخ لها وتتحدث عنها، فهي ساهمت في المقاومة وبرهنت على أنها قادرة على الوقوف إلى جانب الرجل في معاركه ضد الاحتلال الأجنبي، وهذا ما سنلمسه من خلال دراستنا لهذا الجانب، بالإضافة إلى أدوار أخرى أظهرت فيها المرأة السوسية كفاءتها: الاجتماعي، الاقتصادي، الديني وهذا كذلك ما سنحاول تفصيله في هذا الفصل. I- دور المرأة السوسية في عهد الاستعمار: 1- الدور الاجتماعي المرأة السوسية عماد الأسرة وهي التي تقوم بكل شؤونه، وتتحمل مصاعبه ومشاقه، بحيث لها السلطة الكاملة داخل بيتها لتقوم بسائر شؤونه، وتقوم كذلك بمساعدة زوجها خارج المنزل، فالمرأة السوسية حاولت تنمية مجتمعها بمجهوداتها لتحقق له الاستقرار، فنهارها كله تقضيه في أعمال المنزل فكانت "مضطرة لقضاء بياض نهارها وجزء كبير من سواد ليلها في أعمال التنظيف والغسيل والعجن والطبخ والغزل والنسيج وصناعة الزرابي والألبسة الصوفية" وفي هذا الشأن تحدث محمد المختار السوسي في المعسول من نموذج للمرأة السوسية وهي المرأة الإلغية يقول:«فهذه المرأة الإلغية ككل نساء تلك النواحي، هي التي تقوم بكل شؤون بيتها، فتضل نهارها في الأعمال المرتبة على أوقات اليوم، تقوم سحرا لتطحن ثم تسخن ماء الوضوء مع الفجر، ثم تحلب البقرة، ثم تسقي من البير بالقلة على ظهرها تأخذ القلة بحبل يمر بكاهلها، ثم إن أرادت أن تحطب فإنها تبكر ولا تطلع عليها الشمس إلا وراء روابي إليغ، حيث لا يزال الشيح الذي هو الوقود الوحيد للإلغيين، فتجمع منه إبالة عظيمة تنظمها ثم ترجع بها على ظهرها، والعجب أن ذلك الحمل الثقيل لا يؤودهن، فإن النساء الحاطبات يرجعن بالأغاني يتداولنها بأصواتهن الرخيمة، ثم لا تكاد تدخل الدار حتى تهيئ الغداء إن لم تكن طبخته صباحا، ثم تمخض وطبها، ثم تنقي طحنها للغد، ثم تغربل طحين الصباح ثم تأتي بالخضر من الحقل، ثم تسقي البقر ثم إن كان عندها سقي من البير للحقول فهي التي تتولى ذلك.وزد على ذلك أن تتعهد مغزلها، وترضع ولدها، ثم إن كان حرث أو حصاد فهي التي تقوم بذلك بمعاونة زوجها أو وحدها إن غاب، بهذا تملأ نهارها ثم تطبخ العشاء، هذا كله والغالب أن تحافظ على صلاتها في دارها مع المسمع من المسجد، والمرأة الإلغية هي سيدة الدار حقا، فهي الخازنة وهي المتصرفة في الشعير والسمن والمراعية الأضياف ولو لم يحضر زوجها إن كانت الدار دار الأضياف » فهي لا تكل من العمل الشاق التي تقوم به أثناء الحصاد بجانب الرجل، وتنفرد لوحدها بنقل جميع ما يمكن حصده على ظهرها إلى البيادر، وتستغل في الحرث والزراعة وجمع والمحاصيل كالزيتون وأركان، ولقد لعبت دورا مهما وأساسيا بجانب الرجل، ولعل ما تقدر عليه المرأة من أعمال خارج البيت وداخله مساهمة منها في التنمية والتربية والاقتصاد يفوق ما يقوم به الرجل. يقول محمد العثماني في ألواح جزولة بهذا الخصوص:«والمرأة الجزولية ينحصر دورها في الحياة العائلية، في السهر على شؤون منزلها الداخلية وتربية أولادها والزوج حاضر، وإذا غاب الزوج فإن الإشراف الفعلي، يكون لها أيضا على سائر الشؤون الخارجية، فهي بهذا وذاك مثال التضحية في كل ما يعود على بيتها بالخير، باذلة في سبيل ذلك أغلى راحتها، فهي تقوم بنقل حاجيات المنزل، ورعي الماشية، وحرث الحقول وجمع المنتوجات الفلاحية، وغلل الأشجار ونسج الملابس بعد غزلها إلى غير ذلك من الأعمال التي لا يتم إلا لتبدأ من جديد ولا تتوقف عجلتها التي تسير في خط دائري متصل لا أول له ولا آخر كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفها» ولم يقتصر دورها على ما ذكرنا، ففي حياة القبيلة كانت تقوم بدورها في كل ما يلزم الجماعة من أداء شرط إمام المسجد أو أستاذ مدرسة القبيلة، من مؤونة طعامه ونقدية والمساهمة في الأعمال الخيرية المحلية. فالمرأة السوسية دورها فاعل في الحياة الاجتماعية، ولذلك اعترف لها بالسعاية والكد ومشاركة الرجل في المداخيل والأرباح. يقول محمد المختار السوسي في كتابه المعسول في هذا الشأن:«وقد كان يؤدي لكل ذي حق حقه بميزان الشريعة حتى أنه زوج بنتا من بناته، فلما ودعها دخل إلى داره فقدر ثمن كل ما فيها، من حبوب وتين وبهائم وأركان وكل ما يعلم أن للمرأة فيه السعاية، فحسب كل ذلك فقيد أن حظ فلانة من السعاية هو كذا وكذا، تأخذه من أهلها متى شاءت، ومعلوم أن الجزوليين حيث تخدم المرأة يعطون لها نصيبا في كل ما يدخل إلى الدار بقدر سعيها» وبهذا فالمجتمع السوسي هو الوحيد الذي منح المرأة هذا الحق اعترافا لها بمجهوداتها. فالمرأة السوسية لا تجد تحقيق ذاتها في غالب الأحيان إلا في أشغال بيتها وتتطلع إلى المشاركة في العمل الاجتماعي. ويقول محمد المختار السوسي في المعسول:«ومن الأمثال الإليغية إن المرأة تقول: (دعوا لنا المطبخ ندع لكم الرأي) أي اتركوا لنا إدارة المنزل، نترك لكم ما في خارج المنزل، ومجمل القول أن المرأة الإلغية تقوم إزاء زوجها الذي لا يعرف الراحة أيضا بدور عظيم في الحياة مع الصيانة وعدم الزلق إلا في النادر الذي لا يكاد يخرم القاعدة، مع الصبر العظيم والإخلاص لزوجها والرفق في المعيشة، مع حفظها للسر ومحافظتها على مظاهر التدين والتصدق على المقابر، خصوصا أيام الجمعة وعاشوراء، فتذهب النساء بالتمر، ومقلو الذرة أو القمح، فيفرقنه على الصبيان» [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|