<P style="LINE-HEIGHT: normal; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" class=MsoNormal><SPAN style="FONT-FAMILY: Arial; COLOR: black; FONT-SIZE: 36pt; mso-fareast-language: FR"><SPAN style="mso-spacerun: yes"> </SPAN><SPAN dir=rtl lang=AR-SA><?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p></SPAN></SPAN></P>
<P style="LINE-HEIGHT: normal; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" class=MsoNormal><SPAN style="FONT-FAMILY: Arial; COLOR: red; FONT-SIZE: 36pt; mso-fareast-language: FR" dir=rtl lang=AR-SA>دعاة التعريب أو المشركون الجدد<o:p></o:p></SPAN></P><SPAN style="LINE-HEIGHT: 115%; FONT-FAMILY: Arial; COLOR: red; FONT-SIZE: 36pt; mso-fareast-language: FR; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: FR; mso-bidi-language: AR-SA" dir=rtl lang=AR-SA>بودهان/ ماسن</SPAN><SPAN style="LINE-HEIGHT: 115%; FONT-FAMILY: Tahoma; COLOR: black; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-language: FR; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: FR; mso-bidi-language: AR-SA"><BR><BR><BR><BR><SPAN dir=rtl lang=AR-SA>غالبا ما يتهم المعادون للأمازيغية المدافعين عنها الرافضين لسياسة التعريب بأنهم، برفضهم للتعريب، يعادون الإسلام الذي جاء به القرآن الذي نزل بلسان عربي. لكن لنحلل مفهوم "التعريب" كما يريده ويفهمه دعاته ويمارسه المخططون له كسياسة للدولة يطبقها أصحاب القرار السياسي بالمغرب، حتى نرى هل له حقا علاقة بالإسلام؟ وإذا وجدت مثل هذه العلاقة، فبأي معنى وبأي مضمون؟</SPAN><BR><BR><SPAN dir=rtl lang=AR-SA>التعريب، كما هو ممارس بالمغرب، يعني إضفاء الطابع العربي على كل شيء، إنسانا وأرضا ودولة وشعبا وهوية ومحيطا ولسانا وثقافة وأسماء وتاريخا وسلطة وحُكما وانتماء وحصانا وغناء وحياة عامة... وحسب المنطق الديني، الذي يزعم دعاة التعريب أنهم ينطلقون منه للدفاع عن سياسة التعريب، فإن الله تعالى قرر أن يخلق كل شعب بلغة خاصة به وهوية تميزه عن باقي الشعوب الأخرى. وهكذا اقتضت إرادته أن يكون سكان شمال إفريقيا أمازيغيين، ولغتهم أمازيغية، وهويتهم أمازيغية ومحيطهم أمازيغيا</SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>. <SPAN dir=rtl lang=AR-SA>ولو أراد تعالى أن يكونوا عربا ولغتهم عربية وهويتهم عربية ومحيطهم عربيا لحصل ما أراده وقرره: "نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا" (سورة الإنسان، الآية 28) ـ "إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيد"، (سورة فاطر، الآية 16</SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>).<BR><BR><SPAN dir=rtl lang=AR-SA>فماذا يعني تعريب الإنسان والمحيط والحياة العامة ـ وهو ما يطالب به دعاة التعريب بالمغرب ـ من وجهة نظر إسلامية دينية بحتة؟ واضح أنه يعني تحديا لقدرة الله وإرادته بالسعي إلى تغيير ما قرره وأراده، أي تغيير الإنسان الذي خلقه الله أمازيغيا إلى إنسان عربي، والهوية التي قرر الله أن تكون أمازيغية إلى هوية عربية، والمحيط الذي أراده الله أن يكون أمازيغيا إلى محيط عربي. وماذا يعني هذا التحدي والمنافسة لإرادة الله وقدرته؟ إنه يعني الشِّرْك به ومعه بادعاء القدرة على القيام بنفس ما يقوم به (خلق شعوب جديدة بهويات جديدة بشمال إفريقيا)، والاستطاعة على تغيير خلقه وإبداعه. إن هذا الموقف، لأصحاب سياسة تعريب الإنسان والمحيط، لا يختلف عن موقف نمرود بن كنعان ملك بابل الذي تحدى قدرة الله عندما قال لإبراهيم إنه هو كذلك يحيي ويميت: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ" (البقرة، الآية 258). لكن إذا كان نمرود بابل قد بهت واستسلم عندما </SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>"<SPAN dir=rtl lang=AR-SA>قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ" (نفس السورة، نفس الآية)، فإن دعاة التعريب بالمغرب لا يبهتون ولا يستسلمون ـ كما فعل نمرود ـ بل يصرون على التحدي وذلك لأنهم إذا سئلوا: "إن الله خلق العرب بالمشرق فاخلقوهم أنتم بالمغرب</SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>"<SPAN dir=rtl></SPAN><SPAN dir=rtl lang=AR-SA><SPAN dir=rtl></SPAN>، فإنهم يجيبون: "نعم نحن قادرون ـ بفضل سياسة التعريب ـ على خلقهم بالمغرب مثلما خلقهم الله بالمشرق"، متجاوزين في ذلك موقف نمرود بابل في تحدي قدرة الله المطلقة، معلنين بذلك عن شرك بالله يدخلهم زمرة الكافرين. هكذا تكون سياسة التعريب، الرامية إلى تعريب الإنسان الأمازيغي والمحيط الأمازيغي والهوية الأمازيغية، سياسة شِرْكية، ويكون المخططون والمنفذون لها والمدافعون عنها مدافعين عن الشرْك بالله يجب عل رجال الدين إصدار فتوى تكفّرهم لأنهم يشركون بالله بادعائهم منافسته ومضاهاته والوقوف ندا له</SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>.<BR><BR><SPAN dir=rtl lang=AR-SA>فدعاة التعريب، الذين يتهمون المطالب الأمازيغية بأنها تعادي الإسلام، هم المعادون الحقيقيون للإسلام لأنهم يرتكبون أكبر الكبائر التي لا يغفرها الله أبدا وهي الشرك به: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" (سورة النساء، الآية 48</SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN><SPAN dir=ltr></SPAN>)<BR><BR><SPAN dir=rtl lang=AR-SA>النتيجة أنه، من منطق إسلامي ديني كما سبقت الإشارة، تكون كل الأحزاب المغربية المدافعة عن التعريب، كما هو مفهوم وممارس بالمغرب، أحزابا مشركة بالله كافرة بقدرته وإرادته التي اقتضت أن يكون سكان شمال إفريقيا أمازيغيين لا عربا، ولغتهم أمازيغية لا عربية، وهويتهم أمازيغية لا عربية، ومحيطهم أمازيغيا لا عربيا. وكذلك الحكومات المغربية التي تتبنى وتطبق سياسة التعريب الشِّركية تقع في محظور الشرك والكفر المرتبطين بالمضمون الشركي لسياسة التعريب كما شرحنا ذلك. لكن الكارثة أننا نجد تيارات تنتسب إلى الحركات الإسلامية، تتبنى التعريب وتدافع عنه كجزء من دفاعها عن الإسلام. إنها حقا طامة كبرى: كيف يدافع محسوبون عن الحركة الإسلامية، التي تهدف إلى أسلمة الدولة والمجتمع، عن مشروع فيه شرْك بالله، وبالتالي مخالف أصلا للإسلام وعقيدة التوحيد؟</SPAN><BR style="mso-special-character: line-break"><BR style="mso-special-character: line-break">يتبع........</SPAN>