</SPAN>
القضية الفلسطينية وموقعها في الصراع مع العدو الصهيوني </SPAN>
</SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN>
بدأ الصراع العربي الصهيوني مع بدء الغزو الصهيوني الفلسطيني، الذي انطلقت بوادره مع مطلع القرن الماضي، تنفيذاً للمشروع الصهيوني الكبير الذي طرح تحت عنوان إيجاد وطن لليهود. </SPAN></SPAN>
ولم يكن صدفة أن يتمركز هذا المشروع على أرض فلسطين ولا هو مجرد خيار اعتباطي لمع في ذهن أحد أحبار اليهود أو أحد زعمائهم. بل كان نتيجة لالتقاء مصلحة الغرب الاستعماري مع الحلم اليهودي. ففلسطين كممثل المكان المثالي المطلوب لتحقيق المشروع المشترك. فهي من جهة تقع في وسط المنطقة العربية ومنها يمكن مراقب ومتابعة المنطقة والتأثير على مجريات الأمور فيها بطريقة مباشرة. وهي حلقة اتصال مهمة بين الكيانات العربية التي اصطنعها الاستعمار نفسه ووجود الاستعمار فيها بنفسه أو عبر وكلائه اليهود يؤمن له الحفاظ على استمرار حال التجزئة في المنطقة ومنع وحدة الأجزاء أو تلاقيها. كما أن وجوداً قوياً فيها ومدعوماً من الغرب يجعله سيد الساحة والمتحكم بموازين القوى فيها. ومن ناحية أخرى فهي تلبي حاجة المشروع الصهيوني لوجود حوافز تاريخية ودينية تجذب اليهود من أنحاء العالم ليتجمعوا فيها ويشكلوا مادة المشروع وجنوده. </SPAN>
ومنذ البداية أعلن الصهاينة أن مشروعهم يتجاوز فلسطين الى محيطها ورفعوا شعار حدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات وهو ما يزال مرفوعاً حتى اليوم. </SPAN>
لم يستشعر العرب والمسلمون بالخطر الصهيوني إلاّ بعد أن تمكن من فرض نفسه وبناء قوته. مع أن حالات المقاومة له لم تنقطع يوماً. كلها كانت متوقفة على مجموعات شعبية حيناً أو نخبوية أحياناً أخرى دون أن تصل الى مستوى التعبئة العامة المطلوبة. وقد ساعده على تثبيت نفسه في ذلك الوقت وجود أنظمة عربية تابعة للغرب وممتثلة لأوامره. </SPAN>
وقد حاول المجاهدون الأوائل أن يوقظوا الأمة من سباتها وينبهوها الى الخطر المحدّق بها. وقدموا أنفسهم شهداء لذلك. ولكن استشهادهم أثر فقط في وجدان ونفوس الشعب ولم يؤد الى تغيير يذكر في الحالة الرسمية العربية. حتى جاء عام 48 وأعلن اليهود قيام دولتهم على أرض فلسطين فكان لهذا الإعلان الوقع المدّوي في المنطقة حيث اعتبره الجميع ناقوس الخطر المحدّق بهم. وتحت ضغط التحرك الشعبي وموجات التهجير والتشريد التي لحقت بالشعب الفلسطيني وأخبار المجازر المرتكبة بحقه حاولت الأنظمة أن تقوم بخطوة تغطي عجزها فكان جيش الإنقاذ الذي بقي خطوة ناقصة لم تسمن ولم تغن من جوع. ووصل صدى النكبة الى أقصى أطراف البلاد العربية والاسلامية وظل يتردد طويلاً في أرجائها، فهزها هزاً وأحدث تغييرات كبيرة فيها. حيث حصلت انقلابات ونشأت حركات سياسية وأحزاب تتبنى القضية الفلسطينية وتعتبرها من مهامها الأولى ووصلت بذلك الى سدة الحكم في أكثر من قطر عربي، خصوصاً تلك المجاورة لفلسطين. ومنذ ذلك الوقت تحول شعار تحرير فلسطين الى لازمة في العمل السياسي العربي، استخدمت كثيراً لقضاء مصالح داخلية وتحقيق استحقاقات محلية ولم تستخدم إلاّ نادراً من أجل فلسطين حقاً. </SPAN>
لقد أيقظت نكبة 1948 العرب والمسلمين من سباتهم، وجعلتهم يهتمون بمشكلة الخطر الصهيوني المتفاقم والمتنامي على أرض فلسطين، ودائماً كان حماس الجماهير أكبر بكثير من حماس الأنظمة. ولم يمهل العدو الصهيوني العرب لإلتقاط أنفساهم وتنظيم صفوفهم فشّن مع حلفائه فرنسا وبريطانيا عام 56 عدواناً عسكرياً على قناة السويس بعيد نجاح عبد الناصر وجماعة الضباط الأحرار بالاستيلاء على السلطة في مصر رافعين شعارات التحرير والوحدة. ودخلت المنطقة في مواجهة مستمرة وتحولت القضية الفلسطينية الى هم يعيشه ويلتمسه كل عربي. وكان لفشل العدوان الثلاثي على مصر أثر في عملية نهوض شعبية في المنطقة تنادي بتحرير فلسطين وطرد اليهود منها. وقد تعززت هذه النهضة بانطلاقة المقاومة الفلسطينية الوطنية عام 65 وتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وبدء العمليات العسكرية ضد اليهود المحتلين. وقد لاقت انطلاقتها تجاوباً وترحيباً شعبياً عارماً لأنها مثلت حينها التعبير العملي عن رفض العرب للإحتلال الصهيوني واستعدادهم للتضحية في سبيل تحرير فلسطين من رجسه. </SPAN>
وبدأ الوعي العربي والاسلامي يتقدم في نظرته الى عملية الصراع مع العدو الصهيوني المحتل. وتجلى ذلك في العمل الاعلامي المترافق مع الكفاح المسلح والعمل الديبلوماسي مع دول العالم التي لا ترتبط بمصالح مباشرة مع العدو والتي يمكن أن تتفهم موقف العرب وحقوقهم المسلوبة من قبل اليهود المحتلين. واشتد الصراع عقب العدوان الصهيوني على الدول العربية المجاورة عام 1967 والذي انتهى باحتلال أراضٍ عربية مصرية وسورية ولبنانية وأردنية واستكمال احتلال كامل أرض فلسطين بما فيها مدينة القدس، وسط سكوت دولي مريب ودعم أميركي واضح وجلي للعدوان. ومع سقوط القدس جعل العرب والمسلمين يشعرون بالفاجعة نظراً للمكانة المقدسة التي تحتلها هذه المدينة في نفوسهم ووجدانهم. باعتبارها مثوى الأنبياء ومهبط الوحي ومسرى رسول الله محمد (ص). ومهد عيسى بن مريم (ع).. وهي أولى القبلتين عند المسلمين وثالث الحرمين. وهي المدينة الموعودة التي يظهر فيها في آخر الزمان النبي عيسى ليدعو الناس جميعاً الى الاسلام خلف راية الامام المهدي (عج). </SPAN>
وسقوط القدس أيضاً قرّب المشروع الصهيوني من التنفيذ باعتبارها العاصمة الأبدية المنشودة لدولتهم المزعومة. ولعبت أعمال التخريب الصهيونية والاعتداء على المقدسات وخصوصاً المسجد الأقصى دوراً في إثارة عواطف العرب والمسلمين وحماستهم لحماية المقدسات والعمل على إنقاذها وتحريرها. </SPAN>
ومنذ ذلك الوقت تصدرت القدس عنوان القضية وتداخلت العناوين لتصبح فلسطين هي القدس والقدس هي فلسطين. </SPAN>
لم يتوقف المشروع الصهيوني عند هذا الحد بل وسع دائرة عدوانه لتشمل لبنان أكثر من مرة في عام 72 و78 والاجتياح الكبير عام 82 الذي وصل الى أول عاصمة عربية بعد القدس. </SPAN>
في كل هذه المراحل كانت فلسطين هي عنوان الصراع. وكانت القضية الفلسطينية هي المحور الأساس لأي نضال عربي ولأية عملية استنهاض شعبية ولأي تحرك سياسي وديبلوماسي. وكان الالتفات الشعبي العربي حول الثورة الفلسطينية وبقاء القضية الفلسطينية عنواناً متمرناً في كل الساحات العربية يزعج العدو كما يزعج راعيته أميركا وأصدقاءه الغربيين. ولذلك فقد حاولوا بعد حرب تشرين عام 1973 والتي حققت فيها العرب بعض المكاسب أن يفككوا هذه الروابط المتينة وأن يلجأوا الى تجزئة القضية كما فعلوا في المنطقة سابقاً. وعلى هذا الأساس جرت اتفاقية ما سمي بالسلام بين العدو وكل من مصر والأردن على حدة. ثم مع عرفات كمثل للشعب الفلسطيني على حدة أيضاً. </SPAN>
وكان من المنتظر أن تأتي نتائج هذه الاتفاقيات بحصر القضية الفلسطينية في ساحة ضيقة هي حدود غزة وأريحا تم تصفيتها تدريجياً عبر اتفاقيات وتنازلات. </SPAN>
ويمكن القول أن هذه المحاولات كادت أن تنجح بفضل تخاذل بعض الدول العربية لولا الانتفاضات المتكررة للشعب الفلسطيني المجاهد التي كانت تنطلق لتعيد شحن النفوس العربية ولتجديد عنوان القضية المحورية ولإيقاظ المشاعر نحوها. ولولا المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان والبقاع الغربي التي كانت بجهادها ودماء شهدائها وانتصاراتها المتتالية تعيد للقضية تألقها وتوهجها وتدب الحماسة في نفوس العرب والمسلمين وتحفزهم للتعبئة والنهوض من أجل تحرير الأراضي المحتلة وطرد اليهود المحتلين. </SPAN>
وجاء انتصار المقاومة في لبنان وتحرير أرضه المحتلة ليوجه ضربة قاضية الى سياسة إنهاء القضية وخنقها. وليضخ دفعاً معنوياً هائلاً في نفوس الشعب الفلسطيني الموجود داخل فلسطين لينطلق في انتفاضته المباركة المستمرة والتي تحمل اسم الأقصى، وليلتف حولها كل العرب والمسلمين والشرفاء في العالم وتعدو قضية فلسطين حاضرةً في الميدان كما كان كامنة في الوجدان. </SPAN>
لقد شكّلت القضية الفلسطينية محور الصراع مع اليهود الغاصبين ومشروعهم الاستيطاني الاستعماري. وما زالت والمعركة معهم بدأت في فلسطين وتنتهي هناك. وكل العرب والمسلمين يدركون أن الخطر المحدق بهم لن يزول إلاّ إذا تحررت كل أرض فلسطين من رجس الاحتلال الصهيوني.</SPAN>
</SPAN>
مدخل إلى القضية الفلسطينية</SPAN> </SPAN></STRONG>
لا يمكن التعامل مع الصراع الدائر فوق ارض فلسطين المحتلة كصراع نموذجي من الصراعات البشرية العادية، كما لا يمكن اعتبار هذا الصراع امتداداً لصراعات لم تتوقف بين القوى المختلفة للسيطرة على أرض فلسطين لأسباب اقتصادية أو عسكرية أو حتى دينية. فالصراع الذي تحياه الأمة - بدرجات متفاوتة - مع العدو الصهيوني يشكل صراعاً تتداخل فيه الظروف التاريخية والسياسية وعوامل الاقتصاد والدين وحتى الرؤية الحضارية للمنطقة العربية والإسلامية ودورها في موكب الحضارة الإنسانية. ويكفي استعراض المراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية لتوضيح هذه الحقيقة فبينما كان التنافس الإستعماري الاوروبي يشتد في نهاية القرن الثامن عشر لوراثة الإمبراطورية العثمانية، والسيطرة على طريق الهند الإستراتيجي، ويشكل عاملاً أساسياً لرسم سياسات الدول الأوروبية، حاول الحركيون اليهود - بدعم أوروبي شاركت فيه آنذاك ألمانيا وبريطانيا - الضغط على الخلافة العثمانية لانتزاع ميثاق من السلطان عبد الحميد الثاني يمنح اليهود حق الإستيطان في فلسطين والسماح بهجرتهم إليها، غير أن السلطان العثماني رفض الضغوط الأوروبية وإغراءات اليهود . </SPAN></STRONG>
وفي الفترة بين عامي 1900- 1901 أصدر السلطان عبد الحميد بلاغاً يمنع المسافرين اليهود من الإقامة في فلسطين لأكثر من ثلاثة أشهر، كما أمر بمنع اليهود من شراء أي أرض في فلسطين، خشية أن تتحول هذه الأراضي إلى قاعدة لهم تمكنهم من سلخ فلسطين عن بقية الجسد المسلم . </SPAN></STRONG>
وفي عام 1902 تقدم اليهود بعرض مغر للسلطان عبد الحميد يتعهد بموجبه أثرياء اليهود بوفاء جميع ديون الدولة العثمانية وبناء أسطول لحمايتها، وتقديم قرض بـ(35) مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة العثمانية المنهكة، إلا أن السلطان رفض العروض وكان رده كما جاء في مذكرات ثيودور هرتزل: (انصحوا الدكتور هرتزل ألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، لأني لا استطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الارض، فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الارض ورواها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت امبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الامبراطورية الاسلامية، وهذا أمر لا يكون، فأنا لا استطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة .. ) . </SPAN></STRONG>
وعندما أيقن اليهود بفشل جميع المحاولات الممكنة بدأوا بالعمل على إسقاط الخلافة العثمانية، حيث استطاعوا التسرب عن طريق طائفة يهود الدونمة التي تظاهر أفرادها بالإسلام وحملوا الأسماء التركية، ودخلوا في جميعة "الاتحاد والترقي" ووصلوا الى الحكم سنة 1907، وتصاعد النشاط الصهيوني في فلسطين بدعم من أنصار الاتحاد والترقي ويهود الدونمة الذين سيطروا على مقاليد السلطة في الاستانة حيث سمح الحاكم العثماني الجديد لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي فيها، مما فتح أمام المنظمات الصهيونية للبدء بالنشاط العملي على نطاق واسع حتى سقطت الخلافة رسمياً سنة ( 1924) واحتلت الجيوش البريطانية فلسطين . </SPAN></STRONG>
لقد التقت المصالح الاستعمارية الاوروبية في انتزاع فلسطين من الوطن العربي مع المصالح الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود، بل إن قادة أوروبا هم الذين عرضوا على اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين، قبل أن تطرح الحركة الصهيونية الفكرة بسنوات طويلة، وعلى الأخص من جانب فرنسا وبريطانيا في محاولة للتخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا وتحقيق مكاسب استعمارية من الدولة اليهودية . </SPAN></STRONG>
كان التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا واضحاً في الشرق الأوسط، حتى قبل قيام الحركة الصهيونية، وكان هدف كل منهما حماية مصالحه في المنطقة، وملاحقة الدولة الأخرى من إجل إيذائها أو منافستها على تلك المصالح، وإيجاد الوسائل المختلفة التي تحمي مصالحها واعتقدت بريطانيا بعد فشل نابليون بونابرت في مصر وبلاد الشام، أنه من المفيد إيجاد بدائل اخرى في الشرق الأوسط، لاستمرار تفوقها على فرنسا. وقد وجدت في فلسطين مكاناً ملائماً لبسط نفوذها بسبب الموقع الجغرافي الذي تتمتع فيه وسط الوطن العربي وباعتبارها البوابة التي تربط بين أسيا وأفريقيا، ولهذا فإن من مصلحة الاستعمار الاوروبي والبريطاني بالذات، فصل الجزء الاسيوي عن الجزء الأفريقي من الوطن العربي، وخلق ظروف لا تسمح بتحقيق الوحدة بين الجزءين في المستقبل . </SPAN></STRONG>
بدأ الموقف البريطاني يتضح بعد حملة محمد علي باشا والي مصر الى الشام، عندما أرسل ابنه ابراهيم باشا الى المنطقة، مما أثار بريطانيا لأنها خشيت أن تتوحد مصر مع بلاد الشام في دولة واحدة، لهذا ساهمت بريطانيا مع الدولة العثمانية في إفشال حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام . </SPAN></STRONG>
وبعد تدخل بريطانيا، أرسل بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا مذكرة إلى سفيره في استانبول في عام 1840، شرح فيها الفوائد التي سوف يحصل علىها السلطان العثماني من تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين وقال :« إن عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين بدعوة من السلطان وتحت حمايته يشكل سداً في وجه مخططات شريرية يعدها محمد علي أو من يخلفه » . </SPAN></STRONG>
وفي مارس / آذار 1840 وجه البارون اليهودي روتشيليد خطاباً إلى بالمر ستون قال فيه : «إن هزيمة محمد علي وحصر نفوذه في مصر ليسا كافيين لأن هناك قوة جذب بين العرب، وهم يدركون أن عودة مجدهم القديم مرهون بإمكانيات اتصالهم واتحادهم، إننا لو نظرنا إلى خريطة هذه البقعة من الأرض، فسوف نجد أن فلسطين هي الجسر الذي يوصل بين مصر وبين العرب في أسيا. وكانت فلسطين دائماً بوابة على الشرق. والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر في هذه البوابة، لتكون هذه القوة بمثابة حاجز يمنع الخطر العربي ويحول دونه، وإن الهجرة اليهودية إلى فلسطين تستطيع أن تقوم بهذا الدور، وليست تلك خدمة لليهود يعودون بها إلى أرض الميعاد مصداقاً للعهد القديم، ولكنها أيضاً خدمة للامبراطورية البريطانية ومخططاتها، فليس مما يخدم الامبراطورية أن تتكرر تجربة محمد علي سواء بقيام دولة قوية في مصر أو بقيام الاتصال بين مصر والعرب الآخرين». </SPAN></STRONG>
هاتان الوثيقتان الصادرتان عن بريطانيا وأحد زعماء اليهود، تظهران التقاء مصالح الطرفين في محاربة قيام دولة عربية موحدة، وأن ذلك لا يتم إلا من خلال إقامة دولة دخيلة لليهود في قلب المنطقة العربية ، وقد دعا تقرير بريطاني اعدته لجنة شكلها رئيس وزراء بريطانيا (هنري كمبل- بانزمان) عام 1907 إلى العمل من أجل إبقاء المنطقة العربية مجزأة ومتأخرة وإلى «محاربة اتحاد الجماهير العربية أو ارتباطها بأي نوع من أنواع الارتباط الفكري أو الروحي أو التاريخي، وذلك من خلال العمل على فصل الجزء الإفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، عن طريق إقامة حاجز بشري قوي وغريب على الجسر البري الذي يربط آسيا وإفريقيا، بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة لنا وعدوة لسكان المنطقة » . وهو ما أمكن تحقيقه جزئياً من خلال اتفاقية سايكس - بيكو (1916) وبموجب الاتفاقية حصلت فرنسا على أجزاء من سوريا وجنوب الأناضول وعلى منطقة الموصل في العراق ولونت باللون الازرق، وحصلت بريطانيا على أراضي جنوب سوريا إلى العراق شاملة بغداد والبصرة والمناطق الواقعة بين الخليج العربي والأراضي الممنوحة لفرنسا وميناءي عكا وحيفا ولونت باللون الأحمر ، أما بقية مناطق فلسطين فقد لونت باللون البني، واتفق على أن تكون دولية، وهكذاحقق الاستعمار البريطاني والفرنسي مؤامرته ضد قيام وحدة بين جزئي الوطن العربي . </SPAN></STRONG>
في أعقاب الاتفاقية عمد قادة الحركة الصهيونية وعلى رأسهم اللورد روتشيلد وحاييم وايزمان لاجراء اتصالات مع بريطانيا أدت إلى إصدار وعد بلفور، وكان من الأسباب التي دفعت بريطانيا للموافقة على الوعد هو أن تكون الدولة اليهودية خط الدفاع الأول عن قناة السويس واستمرار تجزئة الوطن العربي، وقد أصدر القرار في 2 تشرين ثاني / نوفمبر 1917 وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور، ونص القرار الذي جاء على هيئة رسالة من بلفور إلى روتشيلد على أن «حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الاخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح ».</SPAN></STRONG>
وفي 11 كانون أول / ديسمبر 1917 دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي القدس وبدأت في تنفيذ وعد بلفور عملياً وحدثت على أثر ذلك صدامات بين العرب واليهود وتشكلت جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني ،عندما أراد اليهود الاحتفال بمرور عام على وعد بلفور هدد العرب بالتظاهر غير أن المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل هدد بإلقاء القبض على كل عربي يتظاهر . </SPAN></STRONG>
وعلى إثر إعلان هذا الوعد عمت الاحتجاجات جميع أنحاء فلسطين وبعض الاقطار العربية، وتأكد الفلسطينيون أن بريطانيا ماضية في فصل بلادهم عن الاقطار العربية، لا سيما بعد أن فرضت عصبة الأمم المتحدة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1919 . وحاولت بريطانيا تهدئة العرب، في الوقت الذي كانت تسعى فيه إلى فصل فلسطين عن بلاد الشام، ولكنها لم تنجح، حيث قام الفلسطينيون بأول ثورة شعبية عام 1920 . </SPAN></STRONG>
وخلال انعقاد مؤتمر فرساي في كانون ثاني / يناير 1919 قدمت الحركة الصهيونية إلى المؤتمر خطة مدروسة واضحة المعالم لتنفيذ مشروعها، دعت إلى : </SPAN></STRONG>
1- إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور . </SPAN></STRONG>
2- أن تشمل حدود فلسطين ضواحي صيدا ومنابع الليطاني ونهر الأردن وحوران وشرق الأردن والعقبة وأجزاء من صحراء سيناء المصرية . </SPAN></STRONG>
وفي هذا المؤتمر، وضعت سياسة الانتداب على المستعمرات التي كانت تابعة لألمانيا وتركيا قبل الحرب. كما دعا المؤتمر إلى تشكيل عصبة الأمم المتحدة لتكون تلك الدول بريطانيا وفرنسا مندوبة عن عصبة الامم . </SPAN></STRONG>
وفي 31 أيار/مايو 1920م صدر إعلان الانتداب على فلسطين في مؤتمر سان ريمو وعين البريطاني الصهيوني هربرت صموئيل مندوباً سامياً في القدس، وكان وزيراً للداخلية البريطانية ومتعاطفاً مع الصهاينة . وبعد ثلاثة أيام فقط من إعلان صك انتداب بريطانيا على فلسطين، كشفت بريطانيا عن مضمون وعد بلفور، واحتج الفلسطينيون وحدثت اشتباكات لأول مرة بين الحرس البريطاني والعرب . كما منعت بريطانيا المؤتمر الفلسطيني الثاني من الانعقاد في حيفا عام 1920 ، بعد أن أصبح تشرشل وزيراً للمستعمرات عقد مؤتمراً في القاهرة للعسكريين والموظفين البريطانيين لمراجعة الوضع البريطاني في المنطقة، حيث أوصى المؤتمر : </SPAN></STRONG>
- الاستمرار في تنفيذ وعد بلفور، لأن بريطانيا ملزمة بإنشاء وطن قومي لليهود . </SPAN></STRONG>
- ان تشكل في شرق الاردن مقاطعة عربية بقيادة الأمير عبدالله يكون مسؤولاً عنها أمام المندوب البريطاني دون أن تكون المقاطعة مشمولة في النظام الإداري لفلسطين، ودون أن تنطبق عليها شروط الانتداب. وليكون شرق الاردن مستعداً لاستقبال من يضطر من الفلسطينيين للمغادرة . </SPAN></STRONG>
بدأت تتضح معالم المخطط البريطاني - الصهيوني في فلسطين منذ مطلع القرن العشرين، حيث أعلن الفلسطينيون رفضهم له، وأثاروا مخاطر هجرة اليهود الى فلسطين على الوجود العربي في فلسطين، وحذورا من السكوت على استمرار هذه الهجرة إلى بلادهم. </SPAN></STRONG>
ويلاحظ أن الفلسطينيين في تلك الفترة كانوا يصرون على اعتبار فلسطين جزءاً من سورية الكبرى، ويرفضون تجزئة النضال، أو طرح مطالب إقليمية خاصة بهم، على الرغم من خصوصية قضيتهم لاختلاف الخطر عليهم عن بقية أبناء سورية الكبرى حيث إنهم كانوا مهددين بالهجرة اليهودية إلى بلادهم بتشجيع من الانتداب البريطاني، بينما كانت بقية الأقطار العربية تعاني من الاستعمار البريطاني او الفرنسي من دون أن تشكل الهجرة اليهودية أي تهديد ضدها. ولذلك نجد أن الأمور تطورت في العشرينات، وبدأت تخرج أصوات من داخل فلسطين تطالب بالاستقلال الوطني الفلسطيني ، بعد إثارة كل قطر من الأقطار العربية لمشاكله الخاصة ودعوته للاستقلال القطري، وهو ما كانت تطمح إليه فرنسا وبريطانيا في المنطقة، على أساس أن يقوم كل قطر عربي بمواجهة مشاكله الخاصة به. وبدأ مفهوم "الدولة العربية الموحدة" التي وعدت بريطانيا بها الشريف حسين بن علي بالأفول في ظل الوجود الاستعماري الاوروبي، وانكفأ كل شعب في سورية الكبرى على نفسه، يعمل وحده ضد الوجود الاستعماري في بلاده. وانعكس هذا الأمر على القضية الفلسطينية التي سارت هي أيضاً ضمن هذا التوجه. وبدأ بعض الفلسطينيين يطالبون باستقلال فلسطين دون اعتبار انهم جزء من جنوب سورية . وفي الوقت الذي كان فيه الشعب الفلسطيني يناضل ضد وعد بلفور وتزايد الهجرة اليهودية الى فلسطين بالتواطؤ مع الانتداب البريطاني، كانت الشعوب العربية مشغولة هي الاخرى بالعمل ضد الوجود الاستعماري في أراضيها، ولهذا فقد زادت الحركة الصهيونية من قوتها في الثلاثينات والأربعينات بمساعدة بريطانيا في غيبة الأمة العربية والإسلامية التي كانت تخوض معركة، وعندما استقلت الأقطار العربية أوائل الاربعينات، كان الوقت متأخراً جداً لكي تساهم تلك الجماهير مع الشعب الفلسطيني في معركته ضد الحركة الصهيونية وبريطانيا، إذ أعلن عن قيام الكيان الصهيوني، وكانت النتيجة ضياع فلسطين في حرب عام 1948، ودخلت منذ ذلك الوقت القضية الفلسطينية في أروقة السياسية العربية . </SPAN></STRONG>
غير أن الصهاينة ظلوا يعتقدون أن كيانهم الذي أعلن فوق الأراضي المحتلة عام 1948 لم يشكل كل الأراضي التي يعتبرونها أرض اسرائيل، فكان أن استغل الصهاينة السنوات التالية لاعلان كيانهم من أجل تعزيز قوتهم العسكرية وطرد الكثير من المواطنين العرب من أراضيهم، وفي العام 1956 شاركت الدولة اليهودية مع فرنسا وبريطانيا في عدوان ضد مصر، وأبلغ ديفيد بن غوريون الكنيست أن من أهداف مشاركة الدولة اليهودية في العدوان «تحرير ذلك الجزء من الوطن القومي (شبه جزيرة سيناء) الذي كان يحتله الغزاة » . </SPAN></STRONG>
غير أن البعد الاستراتيجي لاحتلال سيناء كان إبعاد القوات المصرية عن حدود الدولة اليهودية والحيلولة دون عبورها قناة السويس مما يتيح لها مهاجمة الكيان الصهيوني والوصول إلى النقب، وكان الصهاينة يرون في صحراء النقب هدفاً حيوياً يتوجب الدفاع عنه مهما كلف الأمر لأنها تشطر الوطن العربي إلى شطرين وتمنع الاتصال البري بينهما، وقد طالب الصهاينة الأمم المتحدة عام 1947 بالنقب، ولما اقترح الوسيط الدولي الكونت برنادوت عام 1948 ارجاع النقب للمواطنين العرب أقدم الصهاينة على اغتياله في اليوم التالي لاعلان اقتراحه . </SPAN></STRONG>
ولم تفلح الجهود الاستعمارية في تحقيق الأهداف الصهيونية من خلال عدوان 1956، غير أن الجهود العربية ظلت قاصرة ومترددة مما منح الصهاينة فترة ذهبية لتعزيز قدراتهم العسكرية والتخطيط للهجوم حتى كان العام 1967 عندما اجتاحت القوات الصهيونية الضفة الغربية وقطاع غزة وهما ما تبقى من فلسطين بعد حرب العام 1948 تحت السيادة العربية، كما تمكن الصهاينة من احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية ، وقد انسحبت قوات الاحتلال اليهودي من سيناء بموجب اتفاقيات سلام مع مصر وضمن شروط تجعل من البوابة الشرقية لمصر مشروعة عملياً أمام أي محاولة اجتياح يهودية، فيما لا زالت الدولة الصهيونية تحتل الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات لبنان إلى جانب شريط حدودي من جنوب لبنان . </SPAN></STRONG>
المقاومة العربية </SPAN></STRONG>لم تتوقف جهود العرب في الدفاع عن حقوقهم في فلسطين منذ مطلع القرن ففي العام 1918تشكلت جمعية الفدائية وهي جمعية سرية ضمت عدداً من رجال الشرطة الفلسطينية ، وقد لعبت الجمعية دوراً مهماً في الإعداد للثورة العربية في فلسطين وفي نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن ضد اليهود غير أن اعتقال زعمائها أضعفها وقضى عليها غير أنه لم يوقف جهاد الفلسطينيين والعرب ضد المخططات الصهيونية فكانت ثورة النبي موسى (4 -10 نيسان /أبريل 1920) وثورة يافا (1-5 أيار / مايو 1921)، ثورة البراق ( 15آب / أغسطس 1929) وهي مواجهات محدودة كانت دوافعها عاطفية، ولم تكن منظمة مما حدّ من إمكانات تطورها أو تحقيق أهدافها وان كانت لعبت دوراً في تأجيج الصراع وتعطيل المشروع الصهيوني جزئياً وبشكل مؤقت . </SPAN></STRONG>
في المقابل نظم مجاهدون قوى مقاومة كان أهمها حركة الشيخ المجاهد عز الدين القسام (1935) وكان الشيخ القسام قدم إلى حيفا من سوريا بعد إنهيار الثورة السورية ضد فرنسا، وبدأ نشاطه كمعلم ،ثم انضم إلى جمعية الشبان المسلمين عام 1926، وكان أحد مؤسسي فرع حيفا سنة 1928، وفاز برئاسة الفرع عندما جرت انتخاباته، ثم أصبح عضواً في اللجنة الإدارية للفراع سنة 1930 ثم عاد رئسياً للفرع سنة 1933. </SPAN></STRONG>
وكان الشيخ القسام يتجول في أنحاء فلسطين بوصفه موظفاً شرعياً في المحكمة، وبدأ في تجنيد الشباب في خلايا من 5 أشخاص ، ونشر الدعوة ضد اليهود والبريطانيين واستطاع أن يؤسس حركة جهادية تستمد - فهمها من الإسلام وتتبنى منهجية العمل الجهاد طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين، وبدأ القسام عملية بناء تنظيم سري اعتبر فيما بعد أهم منظمة سرية وأعظم حركة فدائية عرفها تاريخ الجهاد العربي في فلسطين خلال تلك الفترة . </SPAN></STRONG>
كان معقله الرئيسي في الحي القديم في حيفا، حيث يقطن الفقراء، وأصبحت له شعبية كبيرة في جميع أنحاء فلسطين،. وفي عام 1935 نظم خمس لجان هي : الدعوة و الدعاية - التدريب العسكري - التموين - الانتخابات - العلاقات الخارجية، كما نظم ما بين 200- 800 من الأنصار. </SPAN></STRONG>
وجاءت أحداث 1935 لتدفعه إلى البدء بالثورة في تشرين الثاني / نوفمبر من العام نفسه، وقد اعتبر إعلان حركة القسام للجهاد تغيراً أساسياً في مسار العمل العربي ضد المخططات الصهيونية التي كانت تعتمد على الجهود السياسية في محاولة الإصلاح والتغيير وتحقيق أماني أبناء الشعب الفلسطيني، والتجأ القسام مع 52 رجلاً من أنصاره في 12 / تشرين الثاني - نوفمبر 1935 إلى ضواحي مدينة جنين ودعا الفلاحين الفلسطينيين لمهاجمة القوات البريطانية في يعبد، وحاصرته القوات البريطانية وطلبت منه الاستسلام إلا أنه رفض، واستشهد مع اثنين من أتباعه، وتم أسر آخرين بعد معركة عنيفة خاضها القسام ورفاقه. </SPAN></STRONG>
وأثار استشهاده الفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد، وكانت جنازته بمثابة حداد وطني شامل في فلسطين. ويعتبر تنظيم القساميين الأول من نوعه نوعاً وهدفاً، إذ كان تنظيماً مسلحاً يستهدف اليهود والبريطانيين، وكان تنظيماً يقوم على الانتماء الإسلامي، وساهمت ثورة القسام واستشهاده في خلق وعي اسلامي ووطني فلسطيني بضرورة استعمال القوة لمقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين، لا سيما أن القسام شيخ وعالم شريعة قدم من سوريا ليقيم ويجاهد في فلسطين . </SPAN></STRONG>
ولكن استشهاد القسام لم يخمد الثورة بل أجج نيرانها فكانت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، والتي اعتبرت من أطول الثورات في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث عمت المظاهرات والإضراب العام مدن وقرى فلسطين وكانت التحرك الشامل الأول من نوعه حيث تداخلت الوسائل المدنية للثورة مع العمليات الجهادية . </SPAN></STRONG>
ويشير المؤرخون إلى أن من الأسباب غير المباشرة التي أدت الى قيام الثورة : </SPAN></STRONG>
- تزايد عدد العمال العاطلين عن العمل . </SPAN></STRONG>
- الهجرة اليهودية المستمرة ، والتواطؤ البريطاني الظاهر معها ومع كل جهود تنفيذ المشروع الصهيوني . </SPAN></STRONG>
- تسرب الأراضي إلى اليهود ، بسبب الضغوط البريطانية على أصحابها العرب . </SPAN></STRONG>
- الأزمة الاقتصادية الخانقة عام 1935 . </SPAN></STRONG>
- ما حدث في مصر وسوريا ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي . </SPAN></STRONG>
- الهجوم الإيطالي على الحبشة، الذي أحيا الأمل بحرب جديدة تعيد رسم سياسات جديدة في المنطقة . </SPAN></STRONG>
- زيادة التوتر بين العرب واليهود في خريف عام 1935 . </SPAN></STRONG>
وبدأت الأحداث في 15 نيسان / ابريل 1936 عندما قتلت المنظمات الفدائية مستوطناً صهيونياً وجرحت اثنين آخرين على طريق نابلس - طولكرم. وفي الليلة التالية قتل اليهود مدنيين عربيين على الطريق العام إلى الشمال من مستعمرة عليبي، وعند تشييع جنازة المستوطن اليهودي حدثت اشتباكات مع العرب، وحدثت صدامات على حدود يافا- تل أبيب . وأعلنت السلطات البريطانية منع التجول في يافا- تل أبيب، وفرضت حالة الطوارئ في جميع البلاد، وتشكلت في 20 نيسان /ابريل 1936 لجنة عربية في نابلس اعلنت الاضراب العام، وبعد أن زاد عدد القوات البريطانية إلى قرابة 20 ألف جندي حصلت معارك عنيفة بين الثوار والقوات البريطانية والصهيونية في شهر تشرين الأول عام 1935. وقامت وفود فلسطينية بزيارات إلى عمّان والرياض وبغداد، ونتيجة لضغوطات بريطانية، قام الملوك والرؤساء العرب بإصدار نداء مشترك في 10 تشرين أول/ أكتوبر 1935 دعوا فيه العرب إلى «وقف الثورة، والاعتماد على النيات الطيبة" لصديقتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت أنها ستحقق العدالة». ونتيجة لذلك دعت اللجنة العربية العليا إلى وقف الإضراب، وإلى حل التنظيمات العربية وعودة الثوار العرب إلى دولهم . </SPAN></STRONG>
وكانت حصيلة هذه الثورة : مقتل 16 رجل بوليس و22 جندياً بريطانياً، وجرح 104 رجال بوليس و148عسكرياً، ومقتل 80 مستوطناً صهيونياً وجرح 308 مستوطن صهيوني . أما العرب فقد استشهد منهم 145 رجلاً وجرح 804 آخرون . </SPAN></STRONG>
وأرسلت بريطانيا لجنة بيل الملكية لتقصي الحقائق إلى فلسطين، ولكن الفلسطينيين أرادوا عدم مقابلتها، فهدد الملوك العرب الفلسطينيين، وطلبوا منهم الموافقة على مقابلة اللجنة . غير ان الثورات لم تتوقف إذ تجددت بعد مقتل أندروز حاكم الجليل البريطاني وأقدم البريطانيون على اتخاذ سلسلة اجراءات انتقامية ضد القادة العرب في فلسطين مما جدد الثورة وعمت البلاد ثورة مسلحة أرغمت البريطانيين على التراجع عن عدد من مواقفهم السياسية التي كانوا يعتزمون بموجبها فرض تقسيم لفلسطين بين العرب والصهاينة . </SPAN></STRONG>
أما الضربة الأشد التي تلقاها الجهاد العربي في فلسطين فكان هزيمة الجيوش العربية في حرب العام 1948، مما أحدث تحولات كبيرة في بنيان المقاومة والجهاد وسحب المبادرة من يد الشعب عملياً، وأحال الفلسطينيين إلى شأن رسمي تحكمه التوازنات الداخلية وسياسات الأنظمة . إلا أن ظهور المنظمات الفدائية أعاد في البداية الاعتبار للدور الشعبي في مواجهة المشروع الصهيوني وزج بالجماهير كطرف أساسي في المعادلة وهو طرف أرغم الأنظمة الرسمية على تبني مواقف ساهمت في الحيلولة دون تمدد الدولة العبرية وإحباط مشاريعها أحياناً . </SPAN></STRONG>
وبسبب أخطاء قيادات منظمات المقاومة تقلص دور الجماهير وتحولت منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت مظلة العمل الفلسطيني إلى شبه سلطة على الجماهير وحركتها، وهو وَضْعٌ حدَّ كثيراً من حركتها بسبب تشابك المصالح الخاصة بالمنظمة وقيادتها مع مصالح الأنظمة العربية والقوى الاقليمية وبسبب أخطاء قيادات منظمات المقاومة تقلص دور الجماهير وتحولت منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت مظلة العمل الفلسطيني إلى شبه سلطة على الجماهير وحركتها، وهو وَضْعٌ حدَّ كثيراً من حركتها بسبب تشابك المصالح الخاصة بالمنظمة وقيادتها مع مصالح الأنظمة العربية والقوى الاقليمية والدولية. </SPAN></STRONG>
إلا أن طبيعة المشروع الصهيوني وأبعاده التي تتعرض لحياة الانسان العادي ووجوده ظلت محفزاً أساسياً للجماهير من أجل الانخراط في مقاومة المشروع وابتكار وسائل مناسبة لذلك، فكانت الثورات الشعبية التي توجها الشعب الفلسطيني بانتفاضته المباركة عام 1987 وظهور حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي نشأت وترعرعت خارج رحم السلطة وفي أحضان الشعب الرئيسي والجماهيري باعتبارهم المستهدف الأول من المشروع الصهيوني والمتضرر الرئيسي من إجراءات الصهاينة، وخط الدفاع الذي لا ينكسر في مواجهة المشروع الصهيوني، فالأنظمة والنخب قد تفتر وقد تهزم وقد تنمحي غير أن الشعب والجماهير لا تموت مهما أثخنتها الجراح فتظل قادرة على النهوض من جديد والمقاومة حتى النصر .</SPAN></STRONG>
</SPAN></STRONG>
</SPAN></STRONG>
</SPAN>
إستراتيجية</SPAN> </SPAN></SPAN>المقاومة الفلسطينية</SPAN>
</SPAN>
</SPAN>
تمثل</SPAN> </SPAN></SPAN>انتفاضة الأقصى- وما رافقها من تفاعلات إقليمية ودولية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ورأي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>عام عربي وإسلامي مُواتٍ- حدًا فاصلاً بين مرحلتين في تاريخ الشعب الفلسطيني:</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN>
- مرحلة مرت وكانت أهم معالمها السلام خيارًا إستراتيجيًّا.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN>
- ومرحلة جديدة شديدة التعقيد تتسم بالتردد بين حدي المقاومة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الشاملة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>واستمرار الانتفاضة، وبين السلام تحت شروط أقل إجحافًا بالحقوق الفلسطينية.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
ومن</SPAN> </SPAN></SPAN>الواضح أن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الفلسطينيين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>يدركون مثل الصهاينة تمامًا الطابع الحاسم لهذه الحرب، التي ستقرر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بالفعل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مستقبل الشعب الفلسطيني، كما ستقرر طبيعية العلاقة بين الدولة الفلسطينية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القادمة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ودولة الكيان الصهيوني، ويؤكد ذلك الإجماع السريع الذي حصل على جانبي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الجبهة،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إجماع فلسطيني عبَّر عنه الانخراط الواسع لجميع التيارات والقوى الفلسطينية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>في</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القتال وإجماع صهيوني أزال أي تمايز يُذكر في مطالب وأقوال جماعات العمل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>والليكود</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>والقوميين والدينيين والمستوطنين المتطرفين بل وأدعياء السلام، وكشف أوهام</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التقسيم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التقليدي- الذي خُدِع به كثيرون في عالمنا العربي والإسلامي- في الكيان</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>العنصري</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بين مَن تسموا بالحمائم ومَن أطلق عليهم الصقور.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
وفي</SPAN> </SPAN></SPAN>خلال أقل من شهر من بدء انتفاضة الأقصى أدرك الصهاينة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أنهم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أمام حركةٍ لن تتوقف سريعًا فأعلنوا استعدادهم لمواجهة طويلة الأمد.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
وتبقى</SPAN> </SPAN></SPAN>ومشكلة الكيان الصهيوني إزاء تجدد الانتفاضة إنها</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تتعامل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مع حرب غير نظامية أشبه بحرب العصابات المقرونة بالعصيان المدني الواسع ولها</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أهداف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>سياسية وعسكرية يصعب إجهاضها، كما أن أساليب القتال المتبعة فيها تتسم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بالمفاجأة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>من حيث التوقيت، كذلك شن العمليات في أكثر من اتجاه مما يشتت جهود</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القيادة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني ويستنزف قواها.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
ويبرز</SPAN> </SPAN></SPAN>ضعف موقف الجيش العنصري من الانتفاضة الفلسطينية مساوئ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>استخدام</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القوة في حروب التحرير الوطني وعدم إدراك الفارق بينها وبين الحروب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التقليدية،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>فالحرب من النوع الأخير غالبًا ما تكون نتيجتها صفرية، وذلك أن كل فريق</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>من</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>المتحاربين له قوة معينة ومحددة، وكل نقطة تفوق لطرف من المتحاربين هي بالضرورة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>نقطة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>خسارة للطرف الآخر.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
لكن</SPAN> </SPAN></SPAN>ثمة نقطة ضعف تُعاني منها الانتفاضة تتمثل في عدم توفر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>رؤية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إستراتيجية فلسطينية توجهها وتحدد لها هدفها وتدير الصراع على أساس تقدير موقف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>صحيح</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>يستطيع أن يلحظ عمق المأزق الصهيوني والأمريكي وأن يتحسس نقاط قوته هو، وأن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>يُدرك</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ما في المعادلة الدولية من اختلالات يمكنه الإفادة منها، فالانتفاضة بحاجة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إلى</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أن يحدد لها هدف لا تراجع عنه وهو دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات واستنقاذ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>القدس</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>على حد قول الأستاذ "منير شفيق".</SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
وكما</SPAN> </SPAN></SPAN>يقول الخبير الإستراتيجي "أمين هويدي": "فإنني أخشى على</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الانتفاضة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>من ظاهرة قاتلة، وهي إنها تكرر أساليبها وليس أخطر على صدام الإرادات من</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تكرار</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التكتيكات فلا بد من تغييرها بالخيال والإرادات".</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
إن</SPAN> </SPAN></SPAN>استنزاف الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى حرب شاملة من طرف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الدول</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>العربية بقدر ما يتطلب دعمًا كاملاً للمقاومة ضدها؛ وهو وضع يمكنه فرض</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الهزيمة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الشاملة عليها وشطبها من معادلة المنطقة تمامًا، أما وأن الواقع القطري</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وأحلام</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الدولة لدى قيادة السلطة الفلسطينية ما زالت تتحكم بالوضع، فإن الحل الآخر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>هو</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>حدود 1967م، ولتكون محطة باتجاه مزيد من حصار الدولة العبرية وإنهائها لاحقًا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بدل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>فتح العواصم لغزوها السياسي والاقتصادي.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
وبالفعل</SPAN> </SPAN></SPAN>كان تحول انتفاضة الأقصى إلى بعض أشكال العمل المسلح</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ونقل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>عملياتها الهجومية إلى المناطق الفلسطينية التي تخضع للسيطرة الصهيونية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الكاملة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وسقوط عدد من الجنود المستوطنين، عملاً في اتجاه إستراتيجية التحرير</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الكامل،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وذلك في إطار "توسيع الانتفاضة جغرافيًّا وتعقيدها عسكريًّا" وكما يقول أحد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>المشاركين</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>في انتفاضة الأقصى: "ليس أمامنا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إلا خيار واحد، ونحن نعمل على قاعدة حساب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التكلفة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ولنريهم أن تكلفة الاحتلال باهظة جدًا بحيث لا يستطيعون تحملها"، ولعل ذلك</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ما</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>جعل كثير من المستوطنين يعيشون حالة خوف أكثر عمقًا وتأثيرًا لكونها تستدعي مشهد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الجنوب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>اللبناني والنعوش العائدة منه إلى الأمهات اللواتي تحولن إلى حزب فاعل في</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الساحة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>السياسية الصهيونية حتى وصل الأمر بمحلل عسكري معروف مثل "زئيف شيف" حد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>اعتبار</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>
"الأمة" الصهيونية في (حالة حرب)، محذرًا من أن "أمة في حالة حرب" لا يمكنها</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تُدار من قبل "منظمات الأمهات" في تحذير واضح من تكرار تجربة لبنان.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
ولعل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>أهم معالم هذه الرؤية التي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>نحاول</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>تقديمها هو:</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
- العمل على تطوير الانتفاضة باعتبارها إذانًا باندلاع معركة تقرير</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مصير</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الدولة الفلسطينية، والعمل على أساس الاندفاع بها بصرف النظر عن إي شيء آخر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>لتكون</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بالفعل حرب الاستقلال الفلسطينية.</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN></SPAN>
- وهذا يعني أن تفكر بالاستمرارية والوحدة والتنسيق وتكثيف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>العمليات</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>التي تستهدف ضرب معنويات جيش الاحتلال حتى تفرض انسحابه من الأراضي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الفلسطينية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تمامًا كما حصل في جنوب لبنان.</SPAN> </SPAN>