إن ما يبرر الحديث عن قبائل حاحا رغم انقسامها إلى وحدات قبلية هو اشتراكها في خصائص قديمة انفردت بها عن غيرها من القبائل المجاورة لها مثل اللباس وطرق العيش والثقافة... وتعود تلك الخصائص بالدرجة الأولى إلى التكيف مع شروط الحياة المحلية خلال قرون طويلة من الاستقرار ولا يمكن في هذا الصدد إغفال القول أن خصائص هذه القبائل تدخل ضمن مميزات أوسع تشمل جميع القبائل التي يصطلح على نعتها بالفرع المصمودي في الأطلس الكبير، فقبائل حاحا تضم اثنى عشر قبيلة، فإذاكيلول" تقع في الصف الساحلي وتمتد على الساحل الغربي من واد "إيكوزولن" أما "إذاوتغما" التي تعني أهل الفخذ وهو ما بين الركبة والورك، تقع بأقصى جنوب حاحا في المنطقة الهضبية الوسطى، و"إذا أوزمزم" تقع في الصف الجبلي تحدها من القبلة "متوكة" ومن الشرق "مسكالة" وتتميز بكثرة المساجد وكتاتيبها القرآنية الموزعة بأغلب دواويير القبيلة كمدرسة "سيدي إبراهيم القاضي الزمزمي" المتوفى عام 1893م، نجد كذلك قبيلة "إداوكازو" تحدها سفوح جبال إذا وتنان في الأطلس الكبير جنوبا، ويفصلها "أسيف واعزيز" عن قبيلة آيت عيسى شرقا، وتعرف تواجد مدينة قديمة تعرف بمدينة "أساكو" قرب مجرى "وادي سرو" وأبرز معالمها أبراج تنسب لشيوخ القبيلة في عهد القائد الحاج عبد الله أبيهي، أما قبيلة "إذا وبوزيا" فهي أكبر القبائل مساحة يحدها شمالا "آيت زلطن" و"إمكراض" وشرقا"متوكة" وجنوبا "آيت عيسى" وشهدت في القرن 16 م احتضان الإمام سيدي سعيد أو عبد النعيم، الذي لعب دورا أساسي في تجاوز المهمة التعليمية إذ أصبح يشارك في صنع الحدث السياسي، يتواجد بها مدرسة تنسب إليه التي شهدت النور خلال العصر السعدي وهي من أمهات المدارس في حاجة التي فصل القول فيها الرحالة الحسن الوزاني وتأتيها من حيث الأهمية قبيلة " إدا ويسارن" تحدها إذا وكرض" شمالا و"إذا وكيلول" جنوبا و"أينكنافن" "وإيمكراد" شرقا، تمتد بأراضيها على سيف بحر المحيط الأطلسي ويتوسطها ميناء تفضنة" التاريخي الذي زاره الحسن الوزان" الملقب ب "جان ليون الإفريقي" عام1514م [1] وتوجد بها أبار استخراج الملح بكل من "أزلا" و"إذا ويعزى" وتضم أقدم صومعة أثرية بحاحا هي صومعة مسجد سيدي بوسكري" الذي جمع بين العلم والتصوف، أما قبيلة " إذا وكرض" التي تعني لغويا "أكرض" بداية الشيء أو نهايته، فتوجد بها مدينة أثرية تدعى بالصويرة القديمة التي قيل إنها من تأسيس ملوك حاحا قبل الإسلام [2] والبناية الموجودة بها عبارة عن بقايا معاصر السكر التي أسسها الملوك السعديون على الضفة الشمالية من وادي" القصب" حيث ازدهرت زراعة قصب السكر في عهدهم، وجنوبا تقع "قبيلة نكنافة" التي عرفت خلال القرن 15م قوة الإمام الجزولي الذي تزعم تحرير الثغور والشواطئ المغربية بأفوغال بحاحا ضد البرتغال، وتصفه مختلف مصادر التاريخ على أنه رمز انتصار دولة السعديين لأن تلامذته أطروا الجهاد في ظرفية محفوفة بالمخاطر، يتواجد بها مشهد ضريحه ومدرسته وهي مبنية فوق صخرة طبيعية التي تتقابل مع قبيلة آيت زلطن" وبشمال المدرسة تقع "أيمي نتقاندوت" التي يزورها الحاحيون للاستشفاء من الأمراض العصبية، وتتواجد بها آثار دار القائد النكنافي والقائد محمد أنفلوس الذي تم قصفه من طرف الفرنسيين سنة 1912م.