تتمة البحث افتراضي
الفائدة الأولى: من الكتب المعاصرة في هذا الموضوع – إضافة إلى ما ذكرت -:
1. (تحريرالبيان في سجود القرآن) للشيخ المحقق المتفنن عبد الله الجديع حفظه الله، وقد أشار إليه في كتابه (المقدمات الأساسية) فقال ص536 عند مبحث سجود التلاوة: " هذا باب جليل ينبغي لصاحب القرآن أن يعتني بمعرفته، وهو السجود عند تلاوة آيات مخصوصة، كان التالي في صلاة أو خارجها .
وتفصيل ذلك لا يحتمله هذا المقام، وقد استوعبته قدر طاقتي في كتابي (تحريرالبيان في سجود القرآن)".
فائدة: كتب أخونا الشيخ عبدالرحمن الشهري ترجمة حافلة للشيخ الجديع، وقد استقصى فيها كتبه المطبوعة والتي أشار إليها في ثنايا كتبه، فجزاه الله خيرا.
2. (الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم) للشيخ عبد العزيز الحجيلان، وهو وإن لم يكن خاصا بهذه المسألة إلا أنه بحث أحكام سجود التلاوة فيما يقارب 230 صفحة، والكتاب يقع في جزئين (1660) صفحة.
المبحث الثاني
عدد سجدات القرآن ومواضعها
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( واختلفوا في جملة سجود القرآن ، ذهب مالك وأصحابه إلى أنها إحدى عشرة سجدة ، ليس في المفصل منها شيء .
وروى ذلك عن عمر ، وابن عباس على اختلاف عنه ... .
وقال أبو حنيفة وأصحابه : أربع عشرة سجدة فيها الأولى من الحج .
وقال الشافعي : أربع عشرة سجدة ليس فيها سجدة { ص } فإنها سجدة شكر . وفي الحج عنده سجدتان .
وقال أبو ثور : أربع عشرة سجدة ، فيها الثانية من الحج وسجدة { ص } وأسقط سجدة النجم .
وقال أحمد وإسحاق : خمس عشرة سجدة . في الحج سجدتان ، وسجدة { ص } .
وهو قول ابن وهب ، ورواه عن مالك .
وقال الطبري : خمس عشرة سجدة ، ويدخل في السجدة بتكبير ، ويخرج منها بتسليم .
وقال الليث بن سعد : يستحب أن يسجد في القرآن كله ، في المفصّل وغيره )([1]) ا هـ .
الدراسة :
يتبين لنا من عرض ابن عبدالبر السابق لأقوال العلماء في عدد سجدات القرآن أن عدد هذه السجدات بالجملة خمس عشرة سجدة ، على خلاف بين العلماء في بعضها - كما سيأتي تفصيله إن شاء الله - .
وتفصيل هذه السجدات كالتالي :
1 - قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُو؛َ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } [ الأعراف : 206 ] .
2 - قوله تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَـــاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } [ الرعد : 15 ] .
3 - قوله تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَــاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلَـائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ . يَخَافُونَ رَبَّهُم مّـِن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ النحل : 49 ، 50 ] .
4 - قوله تعالى : ﴿ قُلْ ءَامِنُوا بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَـانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً . وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [ الإسراء : 107 - 109 ] .
5 - قوله تعالى : ﴿ أُولَـــئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مّـِنَ النَّبِيِّيـنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيـم وَإِسْرَاءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ" إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَـاـتُ الرَّحْمَـــنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكـــِيًّا ﴾ [ مريم : 58 ] .
6 - قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ , مَن فِي السَّمَــــوَ !تِ وَمَن فِي ا؟لأَرْضِ وَا؟لشَّمْسُ وَا؟لْقَمَرُ وَا؟لنُّجُومُ وَا؟لْجِبَالُ وَا؟لشَّجَرُ وَا؟لدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مّـِنَ ا؟لنَّاسِ( وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ا؟لْعَذَابُ) وَمَن يُهِنِ ا؟للَّهُ فَمَا لَهُ , مّـِن مُّكْرِمٍ" إِنَّ ا؟للَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ = 18 } [ الحج : 18 ] .
7 - قوله تعالى : { يَـ!ـــ%ــأَيُّـــهَا ا؟لَّذِيـ،َ ءَامَنُوا ا؟رْكَعُوا وَا؟سْجُدُوا وَا؟عْبُدُوا رَبَّكُمْ وَا؟فْعَلُوا ا؟لْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ = 77 } [ الحج : 77 ] .
8 - قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ا؟سْجُدُوا لِلرَّحْمَــ!ـنِ قَالُوا وَمَا ا؟لرَّحْمَــ!ـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا } [ الفرقان : 60 ] .
9 - قوله تعالى : { أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ ا؟لَّذِي يُخْرِجُ ا؟لْخَبْءَ فِي ا؟لسَّمَـــ!ــوَ !تِ وَا؟لأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ = 25 ا؟للَّهُ لاَ إِلَــ!ـهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ا؟لْعَرْشِ ا؟لْعَظِيمِ } [ النمل : 25 ، 26 ] .
10 - قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِــ:ـَــايَــ!ــتِنَا ا؟لَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ = 15 } [ السجدة : 15 ] .
11 - قوله تعالى : { قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ÷( وَإِنَّ كَثِيرًا مّـِنَ ا؟لْخُلَطَآءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ ا؟لَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ا؟لصَّــ!ــلِحَــ!ـتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ) وَظَنَّ دَاوُ , دُ أَنَّمَا فَتَنَّــ!ــهُ فَا؟سْتَغْفَرَ رَبَّهُ , وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ = 24 } [ ص : 24 ] .
12 - قوله تعالى : { وَمِنْ ءَايَـــ!ـــتِهِ ا؟لَّيْلُ وَا؟لنَّهَارُ وَا؟لشَّمْسُ وَا؟لْقَمَرُ" لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَا؟سْجُدُوا لِلَّهِ ا؟لَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ = 37 فَإِنِ ا؟سْتَكْبَرُوا فَا؟لَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ , بِا؟لَّيْلِ وَا؟لنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْــ:ــَمُونَ = 38 } [ فصلت : 37 ، 38 ] .
13 - قوله تعالى : { فَا؟سْجُدُوا لِلَّهِ وَا؟عْبُدُوا = 62 } [ النجم : 62 ] .
14 - قوله تعالى : { وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ ا؟لْقُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ = 21 } [ الانشقاق : 21 ] .
15 - قوله تعالى : { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَا؟سْجُدْ وَا؟قْتَرِبْ = 19 } [ العلق : 19 ] .
وقد اتفق العلماء على مشروعية السجود في عشرة مواضع من هذه المواضع الخمسة عشر ، وهي التي في السور التالية : الأعراف ، الرعد ، النحل ، الإسراء ، مريم ، الأولى من الحج ، والفرقان ، النمل ، السجدة ، فصلت .
قال العلاّمة ابن حزم - رحمه الله - : ( واتفقوا أنه ليس في القرآن أكثر من خمس عشرة سجدة ، واتفقوا منها على عشر ، واختلفوا في التي في { ص } ، وفي الآخرة التي في الحج ، وفي الثلاث اللواتي في المفصل )([2]) ا هـ .
وقد بيّن ابن عبدالبر خلاف العلماء في المواضع التي حصل فيها خلاف ، وإليك ما ذكره - رحمه الله - في هذا :
أولاً : السجدة الثانية من الحج :
قال ابن عبدالبر : ( وذكر مالك في هذا الباب أيضاً عن نافع ، مولى ابن عمر ، أن رجلاً من أهل مصر ، أخبره أن عمر بن الخطاب قرأ سورة الحج ، فسجد فيها سجدتين . ثُمَّ قال : إن هذه السورة فضلت بسجدتين([3]) .
وعن عبد الله بن دينار ، أنه قال : رأيت عبدَ الله بن عمر يسجد في سورة الحج سجدتين([4]) .
وهذه السجدة الثانية من الحج ، اختلف فيها الخلف والسلف ، وأجمعوا على أن الأولى يسجد فيها .
وقال الطحاوي : كل سجدة جاءت بلفظ الخبر فلم يختلفوا في أنه يسجد فيها ، واختلفوا فيما جاءت بلفظ الأمر([5]) .
وأمَّا اختلافهم في السجدة الأخيرة من الحج ، فقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما : ليس في الحج سجدةٌ إلاَّ واحدة وهي الأولى .
وروى ذلك عن سعيد بن جبير ، والحسن البصري ، وجابر بن زيد([6]) واختلف فيها عن ابن عباس .
وقال الشافعي وأصحابه ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وداود ، والطبري : في الحج سجدتان .
وهو قول عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر ، وأبي الدرداء ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس على اختلاف عنه ، وأبي عبدالرحمن السلمي([7]) ، وأبي العالية الرياحي .
وقال أبو إسحاق السبيعي([8]) : أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين .
وقال الأثرم([9]) : سمعتُ أحمد بن حنبل يُسأل : كم في الحج من سجدة ؟ فقال : سجدتان . قيل له : حدّث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { في الحج سجدتان ؟ } قال : نعم . رواه ابن لهيعة عن مِشْرَح ، عن عقبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { في الحج سجدتان ، ومَن لم يسجدهما فلايقرأهما }([10]) يريد فلايقرأهما إلاَّ وهو طاهر([11]) .
قال : وهذا يؤكد قول عُمر ، وابن عمر ، وابن عباس أنهم قالوا : فضلت سورة الحج بسجدتين([12]) .
وذكر عبدالرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع : أن عمر وابن عمر كانا يسجدان في الحج سجدتين([13]) .
قال : وقال ابن عمر : لو سجدت فيها واحدة كانت السجدة الآخرة أحب إليَّ )([14]) .
ومِمَّا سبق يُمكن القول بأن السجدة الثانية في سورة الحج ثبتت عن عدد من الصحابة - كما ذكر ابن عبدالبر رحمه الله - وغيره ، وكان العمل على السجود في الحج سجدتين كما يفهم ذلك من قول أبي إسحاق السبيعي التابعي الكبير : أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين .
فإذا كان الأمر كذلك فلا مناص من القول بثبوت تلك السجدة خاصة وأنه لم يُعرف لمن قال بثبوتها وسجدها من الصحابة مخالف في عصرهم فكان إجماعاً كما قال ابن قدامة في المغني([15]) .
وأمَّا الأحاديث التي جاءت بإثبات هذه السجدة فكلها لايخلو من مقال ، وقد ضعفها العلماء كحديث عقبة بن عامر السابق ، وحديث عمر بن العاص - رحمه الله([16]) - .
وهذه الأحاديث - وإن كان فيها مقال - إلاَّ أن بعضها يعضد بعضاً ويقويه ، ولذلك فقد ذكر ابن كثير هذه الأحاديث ، وذكر معها أثر عمر السابق ثُمَّ قال : ( فهذه شواهد يشد بعضها بعضاً )([17]) ا هـ .
وقد قال الإمام أبو بكر بن العربي([18]) - وهو من أئمة المالكية ومحققيها - بثبوت هذه السجدة ، حيث ذكر أقوال العلماء فيها ، ثُمَّ قال : ( وإني لأسجد بها وأراها كذلك ) ثُمَّ ذكر أنه رجح القول بثبوتها لثبوت ذلك عن عمر ، وابن عمر ، وذكر الأثرين الذين أوردهما مالك في موطأه عنهما ، ثُمَّ قال بعد ذكر أثر ابن عمر : ( وكان ابن عمر أكثر الخلق بالنبي صلى الله عليه وسلم قدوة )([19]) .
( فالقول الراجح ، المعوّل عليه أن في سورة الحج سجدتين ، والله تعالى أعلم )([20]) .
ثانياً : سجدة { ص~ } :
قال ابن عبدالبر : ( واختلفوا في سجدة { ص~ } : فذهب مالكٌ والثوري وأبو حنيفة إلى أن فيها سجوداً .
وروي ذلك عن عمر ، وابن عمر ، وعثمان ، وجماعة من التابعين ، وبه قال إسحاق ، وأحمد ، وأبو ثور .
واخْتُلف في ذلك عن ابن عباس .
وذهب الشافعي إلى أن لا سجود في { ص } ، وهو قولُ ابن مسعود وعلقمة .
وذكر عبدالرزاق ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إنَّما هي توبة نبي ذكرت . وكان لايسجد فيها([21]) .
وقال ابن عباس : ليست سجدة { ص } من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها([22]) )([23]) ا هـ .
هذا ما ذكره ابن عبدالبر من خلاف في سجدة { ص } ، والذي يترجح في هذه المسألة ، وهو مِمَّا لاشك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في هذا الموضع كما صحت بذلك الأحاديث ، وصحت كذلك آثار عن الصحابة وغيرهم أنهم كانوا يسجدون عند هذه الآية من سورة { ص } { ... وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } [ ص : 24 ] .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما - قال : { ( ص ) ليس من عزائم السجود ، وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها }([24]) .
وعنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في { ص } ، وقال : { سجدها داود توبة ، ونسجدها شكراً }([25]) .
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر { ص } ، فلما بلغ السجدة ؛ نزل فسجد ، وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر ؛ قرأها ، فلما بلغ السجدة ، تشزَّن([26]) الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنَّما هي توبة نبي ، ولكن رأيتكم تشزّنتم للسجود } ، فنزل فسجد وسجدوا }([27]) .
وعن أبي رافع قال : صليت مع عمر الصبح فقرأ بـ { ص } فسجد فيها([28]) .
وقال ابن عمر - رضي الله عنه وعن أبيه - : في { ص% } سجدة([29]) .
وكان ابن عباس يسجد في { ص } ويتلو هذه الآية { أُولَــ!ــ%ـئِكَ ا؟لَّذِينَ هَدَى ا؟للَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ا؟قْتَدِهْ) }([30]) [ الأنعام : 90 ] .
وثبت عن الحسن ومسروق أنهما كانا يسجدان في { ص }([31]) .
ولكن هل هذه سجدة تلاوة ، أو أنها سجدة شكر ، وتفعل اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ .
قال أبو بكر الجصاص الحنفي : ( ولما سجد النبي صلى الله عليه وسلم فيها كما سجد في غيرها من مواضع السجود ، دلّ على أنه لا فرق بينها وبين سائر مواضع السجود )([32]) ا هـ .
وقال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن : ( والذي عندي أنها ليست موضع سجود ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها ، فسجدنا للاقتداء به )([33]) .
وقال النووي الشافعي - رحمه الله - : ( وقال أصحابنا [ يقصد الشافعية ] سجدة { ص } ليست من عزائم السجود . معناه : ليست سجدة تلاوة ، ولكنها سجدة شكر ، هذا هو المنصوص ، وبه قطع الجمهور )([34]) ا هـ .
والمعتمد في مذهب الإمام أحمد أنها سجدة شكر([35]) .
والصحيح أن سجدة { ص } سجدة تلاوة لارتباطها بتلاوة الآية ، ولكنها ليست من عزائم السجود كما قال ابن عباس([36]) .
( والمراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله كصيغة الأمر مثلاً ، بناء على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لايقول بالوجوب )([37]) .
ثالثاً : السجود في المفصل :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قرأ : { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } [ الانشقاق : 1 ] فسجد فيها ، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها([38]) .
ذكر ابن عبدالبر هذا الحديث في التمهيد ، ثُمَّ قال - بعد أن بيّن أنه حديث صحيح : ( وفي هذا الحديث السجود في المفصّل ، وهو أمر مختلف فيه ، فأمَّا مالك وأصحابه ، وطائفة من أهل المدينة ، فإنهم لايرون السجود في المفصل ، وهو قول ابن عمر وابن عباس ، وروي ذلك عن أبي بن كعب ، وهو قول سعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومجاهد ، وطاووس ، وعطاء ؛ كل هؤلاء يقول : ليس في المفصل سجود بالأسانيد الصحاح عنهم ، وقال يحيى بن سعيد : أدركنا القراء لايسجدون في شيء من المفصّل ، وكان أيوب السختياني لايسجد في شيء من المفصّل ... .
وحجة من لم يرَ السجود ما حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا أزهر بن القاسم - رأيته بمكة - قال : حدثنا أبو قدامة ، عن مطر الوراق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحوّل إلى المدينة([39]) .
قال أبو عمر : هذا عندي حديث منكر ، يرده قول أبي هريرة سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } [ الانشقاق : 1 ] ولم يصحبه أبو هريرة إلاَّ بالمدينة .
قال أبو داود([40]) : هذا حديث لايحفظ عن غير أبي قدامة هذا بإسناده .
قال أبو داود : وقد روى من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ، وإسناده واهٍ([41]) .
قال أبو عمر : رواه عمر الدمشقي مجهول ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء .
قال أبو عمر : في حديث أبي الدرداء إحدى عشرة سجدة ، منها : النجم .
واحتجوا أيضاً بحديث زيد بن ثابت ... ، قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم ، فلم يسجد فيها([42]) .
وليس فيه حجة إلاَّ على من زعم أن السجود واجب .
وقد قيل : إن معناه أن زيد بن ثابت كان القارئ ، فلما لم يسجد ، لم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المستمع تبع للتالي ، وهذا يدل على صحة قول عمر : إن الله لم يكتبها علينا ، فإنَّما حديث زيد ابن ثابت هذا حجة على من أوجب سجود التلاوة لا غير .
وقال جماعة من أهل العلم : السجود في المفصّل في { والنجم } و { إذا السماء انشقت } و { اقرأ باسم ربك } .
هذا قول الشافعي والثوري وأبي حنيفة ، وبه قال أحمد بن حنبل ، وإسحاق ، وأبو ثور ؛ وروي ذلك عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وعثمان ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، على اختلاف عنه ؛ وعن عمر بن عبدالعزيز ، وجماعة من التابعين .
وحجة من رأى السجود في المفصل حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد في { إذا السماء انشقت } و { اقرأ باسم ربك } ... عن أبي هريرة ، قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } [ الانشقاق : 1 ] ، و { ا؟قْرَأْ بِا؟سْمِ رَبِّكَ } [ العلق : 1 ] .
وفي رواية عن أبي رافع ، قال : صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } فسجد ، قلتُ : ما هذه السجدة ؟ قال : سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه([43]) .
قال أبو عمر : هذا حديث ثابت أيضاً صحيح ، لايختلف في صحة إسناده ، وكذلك الذي قبله صحيح أيضاً ، وفيه السجود في المفصل ، والسجود في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } معينة ، والسجود في الفريضة ؛ وهذه فصول كلها مختلف فيها ، وهذا الحديث حجة لمن قال به ، وحجة على من خالف ما فيه ... .
عن أبي سلمة بن أبي عبدالرحمن ، أنه رأى أبا هريرة - وهو يصلي - فسجد في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } قال أبو سلمة حين انصرف : لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيهما ، قال : إني لولم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها لم أسجد([44]) ... .
قال أبو عمر : احتج من أنكر السجود في المفصل بقول أبي سلمة لأبي هريرة : لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها . قالوا : فهذا دليل على أن السجود في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } كان قد تركه الناس ، وجرى العمل بتركه في المدينة ؛ فلهذا كان اعتراض أبي سلمة لأبي هريرة في ذلك .
واحتج من رأى السجود في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } وفي سائر المفصل ، بأن أبا هريرة رأى الحجة في السنة لا فيما خالفها ، ورأى أن من خالفها محجوج بها ؛ وكذلك أبو سلمة لما أخبره أبو هريرة بما أخذه به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت لما لزمه من الحجة ؛ ولم يقل له الحجة في عمل الناس ، لا فيما تحكي أنت عن رسول الله بل علم أن الحجة فيما نزع به أبو هريرة ، فسلم وسكت .
وقد ثبت عن أبي بكر ، وعمر ، والخلفاء بعدهما السجود في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } فأيّ عمل يدعى في خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده ؟ ! .
... عن أبي هريرة ، قال : سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما - في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } ومن هو خير منهما([45]) .
... فهذا ما في سجود المفصل من الآثار الصحاح ، واختلاف العلماء من الصحابة ومن بعدهم - رضوان الله عليهم - )([46]) ا هـ .
وبعد هذا الكلام المحقق المجوّد الواضح ؛ يتبين لنا أن ابن عبدالبر ، يميل إلى القول بثبوت السجود في المفصل مخالفاً في ذلك إمام مذهبه الإمام مالكاً - رحمة الله على الجميع - وإن كان لم يبين ذلك بصراحة .
والقول بثبوت السجود في المفصل هو القول الصحيح الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة من السنة النبوية ، وأقوالُ الصحابة والتابعين وفعلُهم .
ولقوة أدلته وصراحتها فقد رجحه بعض محققي المالكية ، ومنهم الإمام أبو بكر ابن العربي ، فقد قرّر في عدة مواضع ثبوت السجود في المفصل ، وأن ذلك هو القول الصحيح الذي تشهد له الأدلة .
قال - رحمه الله - : ( ثبت في الصحيح أن أبا هريرة قرأ : { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها .
وقد قال مالك : إنها ليست من عزائم السجود ، والصحيح أنها منه ، وهي رواية المدنيين عنه ، وقد اعتضد فيها القرآن والسنة .
قال ابن العربي : لَمَّا أمَمْتُ بالناس تركت قراءتها لأني إن سجدت أنكروه ، وإن تركتها كان تقصيراً مني ، فاجتنبتها إلاَّ إذا صليت وحدي )([47]) ا هـ .
وبعد هذا كله فالقول الصحيح المعوّل عليه أن عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة ، منها السجدة الثانية في الحج ، وسجدة { ص } وثلاث في المفصل([48]) .
ويشهد لهذا حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سجدة في القرآن ، منها ثلاث في المفصل ، وفي الحج سجدتان } .
فهذا الحديث أشملُ حديث في بيان عدد سجدات القرآن ، وهو وإن كان في إسناده ضعف فله من الشواهد المرفوعة والموقوفة ما ينهض به عن درجة الضعف([49]) ؛ ولذلك فقد حسنه النووي - رحمه الله([50]) - .
تنبيه :
سبب اختلاف العلماء في عدد سجدات القرآن يعود إلى اختلاف النقل في الأحاديث والعمل ، واختلافهم في الأمر المجرد بالسجود في القرآن هل المراد به سجود التلاوة أو سجود الفرض في الصلاة . أفاد ذلك القرطبي([51]) .
الحواشي السفلية :
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) الاستذكار 8/106 - 107 باختصار يسير جداً . وانظر : التمهيد 19/131 ، 132 .
([2]) مراتب الإجماع ص 37 ، نقلاً عن كتاب : إتحاف أهل الإيمان بأحكام سجود القرآن ، لمحمود الجزائري ص 27 .
([3]) أخرجه مالك في الموطأ ، كتاب القرآن ، باب : ماجاء في سجود القرآن ص 181 ، وفي سنده جهالة رجل من أهل مصر ، ولكن له شواهد بمعناه يتقوى بها . انظر : جامع الأصول لابن الأثير 5/55 حاشية .
([4]) أخرجه مالك في الموضع السابق ص 182 ، وإسناده صحيح كما قال عبدالقادر الأرناؤوط في تحقيقه لأحاديث جامع الأصول لابن الأثير 5/556 حاشية .
([5]) انظر قوله هذا في شرح معاني الآثار 1/361 .
([6]) هو : جابر بن زيد الأزدي البصري ، أبو الشعثاء ، أحد الأعلام ، وصاحب ابن عباس . قال عمرو بن دينار : ما رأيت أحداً أعلم بالفتيا من جابر بن زيد . مات سنة 93 هـ في الجمعة التي مات فيها أنس بن مالك - رضي الله عنه - . انظر : طبقات علماء الحديث 1/142 - 143 ، وسير أعلام النبلاء 4/481 - 483 .
([7]) هو : أبو عبدالرحمن السلمي ، مقرئ الكوفة وعالمها ، عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي ، قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود ، وسمع منهم ومن غيرهم من الصحابة ، تصدّر للإقراء في خلافة عثمان إلى أن مات في سنة 73 هـ . انظر : طبقات علماء الحديث 1/107 ، وسير أعلام النبلاء 4/267 - 272 .
([8]) هو : أبو إسحاق السبيعي ، عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي الحافظ ، أحدُ الأعلام . قال أبو حاتم : ثقة ، يشبه الزهري في الكثرة . وقد كان صوّاماً قوّاماً متبتلاً كثير الحديث ، ومناقبه كثيرة ، توفي سنة 127 هـ . انظر : طبقات علماء الحديث 1/185 - 187 ، وسير أعلام النبلاء 5/392 - 401 .
([9]) هو : الإمام الحافظ العلاّمة ، أبو بكر ، أحمد بن محمد بن هانئ الإسكافي الأثرم الطائي ، أحد الأعلام ومصنّف السنن ، وتلميذ الإمام أحمد . وكان جليل القدر حافظاً . مات - رحمه الله - في حدود 360 هـ . انظر : سير أعلام النبلاء 12/623 - 628 .
([10]) أخرجه أحمد في المسند 4/151 ، 155 في مسند عقبة بن عامر رضي الله عنه ، وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : ماجاء في السجدة في سورة الحج رقم [578] 2/470 ، 471 ، وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة ، باب : ماجاء في السجدة في سورة الحج رقم [578] 2/470 ، 471 . وقال : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي .
وتعقبه محقق الكتاب أحمد شاكر بقوله : بل هو حديث صحيح . وصححه أيضاً محقق جامع الأصول لابن الأثير 5/555 .
وأكثر الأئمة والحفاظ من المحدثين يضعفون هذا الحديث ، فقد ضعفه الترمذي نفسه ، والنووي في المجموع 4/63 ، والحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ص 87 رقم [324] وكذا الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [398] ص 580 .
([11]) قال أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي : ( ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالحديث ظاهر اللفظ وأن من أتى على آية السجدة ولم يرد السجود ترك الآية ... وهذا كله عندي غير جيّد ، بل هو خطأ ، لأن = =
= = هذا الكلام من كلام العرب لايراد به ظاهره ، إنَّما هو تقريع وزجر ، كقوله e : { إذا لم تستح فاصنع ما شئت } وأمثال ذلك مِمَّا يعرفه من فقه كلام العرب ومناحيهم . وإنَّما يريد e - في هذا الحديث - : أن يحض القارئ على السجود في الآيتين ، فكما أنه لاينبغي له أن يترك قراءتهما : لاينبغي له إذا قرأهما أن يدع السجود فيهما ) ا هـ سنن الترمذي بتحقيق أحمد شاكر 2/471 حاشية .
([12]) انظر : مصنّف عبدالرزاق 3/342 وسبق تخريج قول عمر قريباً . وانظر : المستدرك للحاكم كتاب التفسير ، باب : فضلت سورة الحج بسجدتين 3/149 - 151 .
([13]) مصنّف عبدالرزاق 3/341 .
([14]) الاستذكار 8/101 - 104 ، وانظر : التمهيد أيضاً 19/130 ، 131 .
([15]) المغني لابن قدامة 1/685 مع الشرح الكبير .
([16]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : تفريع أبواب السجود وكم سجدة في القرآن رقم [1401] 2/120 ولفظه عنده : عن عمرو بن العاص ، أن رسول الله e أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن ، منها ثلاث في المفصل ، وفي سورة الحج سجدتان . = =
= = وأخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة ، باب : عدد سجدات القرآن حديث [1057] وأورده البغوي في شرح السنة 3/303 بصيغة التمريض { رُوِيَ } إشارة إلى ضعفه ، وهو في ضعيف ابن ماجه للألباني رقم [218] ، وانظر الكلام عليه بتوسع في كتاب التبيان في سجدات القرآن لعبدالعزيز السدحان ص 64 - 67 ، وانظر كذلك تمام المنة للألباني ص 269 ، 270 .
وسيأتي ذكره مرة أخرى - إن شاء الله - وبيان من حسّنه من العلماء .
([17]) تفسير ابن كثير 3/205 - 206 .
([18]) هو : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد ، الإمام أبو بكر بن العربي المعافريّ الأندلسي الإشبيلي ، الحافظ ، ختام علماء الأندلس ، وآخر أئمتها وحفاظها ، أحد الأعلام ، وله مصنفات كثيرة حسنة مفيدة منها : أحكام القرآن ، وعارضة الأحوذي على كتاب الترمذي والقواصم والعواصم وغيرها كثير . توفي سنة 543 هـ . انظر : طبقات المفسرين للداوودي 2/167 - 171 .
([19]) انظر : كتابه أحكام القرآن 3/307 ، 308 و 2/371 .
([20]) تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري 3/145 .
([21]) انظر : مصنّف عبدالرزاق 3/338 رقم [5873] .
([22]) أخرجه البخاري في كتاب سجود القرآن ، باب : سجدة { ص% } رقم [1069] .
([23]) الاستذكار 8/104 - 105 .
([24]) سبق تخريجه قريباً .
([25]) أخرجه النسائي في كتاب الافتتاح ، باب : سجود القرآن السجود في ( ص ) 2/159 مع شرح السيوطي ، وهو في صحيح سنن النسائي للألباني رقم [917] 1/208 ، 209 .
([26]) تشزّن : تأهب وتهيأ ، والتشزّن : التأهب والتهيؤ للشيء ، والاستعداد له . انظر : النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 2/470 ، 471 .
([27]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : السجود في ( ص ) رقم [410] 2/124 ، وصححه النووي في المجموع 4/61 حيث قال : رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري . ا هـ .
وانظر : صحيح سنن أبي داود للألباني رقم [1253] 1/265 حيث قال : صحيح ، وهو في صحيح الجامع الصغير رقم [2378] بلفظ : { إنَّما هي توبة نبي يعني سجدة ( ص ) } 1/468 .
([28]) رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار بإسناد حسن كما قال صاحب كتاب التبيان في سجدات القرآن عبدالعزيز السدحان ص 108 .
([29]) أخرجه عبدالرزاق في المصنّف 3/338 ، وابن أبي شيبة 2/8 ، وإسناده صحيح كما قال صاحب التبيان في سجدات القرآن ص 112 .
([30]) أخرجه ابن أبي شيبة 2/9 وإسناده صحيح كما في المرجع السابق ص 112 .
([31]) انظر ذكر الآثار عنهما في كتاب التبيان في سجدات القرآن ص 110 .
([32]) أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص 3/500 .
([33]) أحكام القرآن لابن العربي 4/58 .
([34]) المجموع للنووي 4/61 .
([35]) المعتمد في فقه الإمام أحمد 1/166 .
([36]) انظر : الشرح الممتع لابن عثيمين 4/140 .
([37]) فتح الباري لابن حجر 2/643 .
([38]) أخرجه بهذا اللفظ مالك في الموطأ كتاب القرآن ، باب : ماجاء في سجود القرآن ص 181 ، ومسلم في كتاب المساجد ، باب : سجود التلاوة رقم [578] ص 230 ، وأخرجه البخاري بألفاظ أخرى ستأتي - إن شاء الله - قريباً .
([39]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : من لم ير السجود في المفصّل رقم [1403] 2/121 ، وهو حديث ضعيف الإسناد منكر المتن . انظر : إتحاف أهل الإيمان بأحكام سجود القرآن ص 34 ، والتبيان في سجدات القرآن ص 9 ، 10 .
([40]) هو : أبو داود ، الإمام الثبت ، سيّد الحفاظ ، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني ، صاحب السنن ، قال الحاكم : أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة . مات سنة 275 هـ . انظر : طبقات علماء الحديث 2/290 - 292 ، وسير أعلام النبلاء 13/203 - 220 .
([41]) حديث أبي الدرداء أخرجه الترمذي في أبواب الصلاة ، باب : ماجاء في سجود القرآن رقم [568] 2/457 ، 458 ، وقال : حديث أبي الدرداء حديث غريب . وانظر قول أبي داود في سننه 2/120 .
([42]) سبق تخريجه ص 384 .
([43]) أخرج هذه الرواية البخاري في صحيحه في كتاب سجود القرآن ، باب : من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها رقم [1078] ص 214 ، 215 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) ، ومسلم في كتاب المساجد ، باب : سجود التلاوة رقم [578] ص 231 .
([44]) أخرجه البخاري في كتاب سجود القرآن ، باب : سجدة { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } رقم [1074] ص 214 .
([45]) أخرجه النسائي في كتاب الافتتاح ، باب : السجود في { إِذَا ا؟لسَّمَآءُ ا؟نشَقَّتْ = 1 } 2/161 ، وهو صحيح كما في صحيح سنن النسائي للألباني رقم [924] 1/210 .
([46]) التمهيد 19/118 - 128 باختصار وتصرف يسير جداً . وانظر : الاستذكار 8/92 - 100 .
([47]) أحكام القرآن لابن العربي 4/369 ، وانظر : الكتاب نفسه أيضاً 2/373 .
([48]) انظر الأحاديث والآثار التي تدل على كل سجدة من هذه السجدات بالتفصيل في كتاب التبيان في سجدات القرآن لعبدالعزيز السدحان ، حيث عقد لكل موضع من هذه المواضع باباً يذكر فيه ما يدل على السجود فيها من الأحاديث والآثار من ص 64 إلى ص 48 .
([49]) انظر : الكلام على هذا الحديث في كتاب التبيان في سجدات القرآن لعبدالعزيز السدحان ص 64 - 67 ، وكتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة للألباني ص 269 ، 270 .
([50]) المجموع للنووي 4/60 قال : ( حديث عمرو رواه أبو داود والحاكم بإسناد حسن ) .
([51]) انظر : تفسير القرطبي 7/357 .