taboudrart ....
*قائمة الأوسمة* عدد الرسائل : 238 تاريخ الميلاد : 16/07/1987 العمر : 37 كيف تعرفت علينا : عبر صديقتي تاريخ التسجيل : 08/09/2009
| موضوع: تأمل في كتاب الله الجمعة ديسمبر 18, 2009 4:50 pm | |
| التخطيط والتطوير في سورة يوسف
قراءة هذا الموضوع يستغرق دقيقتان : للقراءة السريعة 3 - 4 دقائق : للقراءة المتوسطة 5- 8 دقائق : للقراءة البطيئة جداً. قال تعالى مخبراً عن يوسف – عليه السلام – في تعبيره لرؤيا الملك: ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) وقال تعالى مخبراً عن يوسف أيضاً لما طلب من الملك رئاسة الخزائن : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )
في هذه الآياتان فوائد كثيرة منها :
1- أهمية التخطيط في الأعمال والمشاريع الضخمة مع مراعاة البعد الزمني, فتأمل كيف كانت هذه الخطة ( الخمس عشرية ) التي استغرقت خمسة عشر سنة ( 15) كيف ساهمت – بعد الله – في تلبية حاجات المجتمع من الغذاء الكافي, فبدونها ربما عاش المجتمع نوع من التخبط في توفير الغذاء, فكم من مشروع ضخم استسلم لظروف الحياة القاهرة وعوارض الدنيا لأجل سوء التخطيط وقلة التدبير .
2- مراعاة المرحلية في العمل والتخطيط, فتأمل في خطة المشروع الإدخاري الذي فسره نبي الله يوسف كيف احتوت على المرحلية في التخطيط مع تقدير الوقت المقدر لها, فليس معنى التخطيط أن نعرف ماذا سنقوم به في المستقبل فقط, بل من اللازم أن نحدد - أو نخمن على الأقل - المدة التي ينبغي لنا أن ننجز الخطة فيها, مع مراعاة المرحلية في ذلك, كما هو مقرر عند التربويين فتأمل .
3- أهمية إيجاد البيئة المناسبة لتطبيق الخطة المعدة, فإن الخطة مهما بلغت جودتها وإتقانها إذا تجردت عن التطبيق اللازم لها فقدت بريقها وجودتها وأصبحت عديمة الفائدة, لذ ا فإنه من اللازم إيجاد البيئة التطبيقة اللازمة عند تقديم الخطة المراد تنفيذها, كما في قول يوسف – عليه السلام - : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) فأشار نبي الله يوسف في قوله هذا إلى ( البيئة التطبيقة اللازمة ) لتنفيذ الخطة, وهي ( الحفظ والعلم ) فبدون هذان الركنان لا يمكن للخطة أن تنفذ على أرض الواقع, فنخلص من هذا أهمية معرفة ( البيئة التطبيقة اللازمة ) لكل مشروع يراد تنفيذه, مع توفير الشخص المناسب للقيام بها كما انتدب يوسف نفسه في رئاسة هذا المشروع قائلاً (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
4- أهمية معرفة القدرات والمواهب الشخصية, والإستفادة منها في الأعمال الطيبة النافعة, فهذا هو يوسف – عليه السلام – علم من نفسه مهارة ( الحفظ والعلم ), واستغلها في عمل نافع انتفع به مجتمعاً بأسره طوال خمسة عشر عاماً, فكم من الناس الآن من لا يعرف مواهبه وقدراته ويستحقر نفسه ويعجزها ولا يثق بها, وكم من عرف مواهبه واستغلها فيما لا يرضي الله من اقتراف المحرمات وانتهاك الحرمات واستغلال الناس وظلمهم.
__________________ قال ابن حزم - رحمه الله - : ( لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها )
| |
|