اجلس في الصباح بعد صلاة الفجر، ومساءا قبل صلاة المغرب في غرفتك بمفردك، وتعطر برائحة زكية، والبس ثوبا نظيفا، وأطفئ النور، واغمض عينيك، وتوجه إلى قلبك، ووجه قلبك إلى الله، واجعل قلبك يذكر اسم الله واشعر بأن الله حاضر معك، واشعر بقدسيته، وهيبته، ومحبته، وعظمته، وخشيته في قلبك، واجعل قلبك يقول (لاإله إلا الله) لمدة ساعة كل يوم على الأقل، نصف ساعة صباحا ونصف ساعة مساءا، وسترى كيف يغير الله حالك إلى أحسن حال، فالله سبحانه وتعالى يقول: (اذكروني أذكركم)، ويقول الله تعالى أيضا: (أنا جليس من ذكرني)، ورسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من أكثر ذكر الله أحبه الله)، فإذا ذكرك الله، وأحبك، وكان معك، فمماذا تخاف؟ ولأي الأمور تحزن؟ ولأيها تهتم؟! فإذا كنت فقيرا وذكرت الله ذكرك الله بفضله وأغناك بكرمه وجوده، وإذا كنت متضايقا وذكرت الله ذكرك الله بجوده ووسع الدنيا عليك، وإذا كنت متعبا وذكرت الله ذكرك الله برحمتك وأراحك، وإذا كنت مهموما وذكرت الله ذكرك الله وفرج عنك برحمته، واذا كنت قلقا وذكرت الله ذكرك الله وأدخل الطمأنينة على قلبك، واذا كنت حزينا وذكرت الله ذكرك الله وأدخل السرور إلى قلبك، وإذا كنت ضعيفا وذكرت الله ذكرك الله بقوته وزاد في قوتك، وإذا كنت مكتئبا وذكرت الله ذكرك الله وشرح صدرك، وإذا كنت وحيدا وذكرت الله ذكرك الله بحبه وآنسك، وإذا كنت خائفا وذكرت الله ذكرك الله وجعلك في مأمن، وإذا كنت مريضا وذكرت الله ذكرك الله برحمته وشفاك. وكما ترى فإن جميع تلك المشاعر المؤلمة والمحزنة مكانها القلب ولهذا يقول ربنا جل اسمه الأعظم وتباركت صفاته سبحانه وتعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فذكر الله هو كل شيء وهو الخير كله والسعادة كلها.