otmazirt المسؤول ومراقب
*قائمة الأوسمة*
عدد الرسائل : 204 تاريخ الميلاد : 04/03/1990 العمر : 34 كيف تعرفت علينا : عبر صديقي تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: ما حكم الرضى بالقضاء والقدر ؟؟؟؟ الإثنين مايو 04, 2009 5:56 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حكم الرضى بالقضاء والقدر العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي نقلا من كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 40 - 42 ) سئلت عن حكم الرضى بقضاء الله وقدره ، فأجبت بأن ذلك نوعان :
أحدهما : فعل الرب وتقديره وحكمه .
الثاني : فعل العبد
ويختلف الحكم فيها ، أما فعل الرب تعالى فهو أنواع :
أحدها : قضاؤه الديني ، وحكمه الشرعي ، فهذا الرضى به واجب ، من أفرض الفروض ، بل لا يتم الإيمان إلا به ، قال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) إلى آخر الآية ، فجيب على كل مؤمن أن يرضى بأحكام الله الشرعية ويتلقاها بالقبول والسمع والطاعة ، ولهذا قال المؤمنون ملتزمين لها : سمعنا وأطعنا .
الثاني : قضاؤه على عبد فيما يحب للعبد من صحة بدنه وسعة رزقه وحصول منافعه واندفاع مضاره ، فهذا لا بد له فيه من الرضى ضبعا ، لأنه من مطالب النفوس ، ولكن يجب في هذا النوع الشكر لله ، والثناء عليه بما أدلى ، والحذر من الأشر والبطر والطغيان .
الثالث : قضاؤه على عبده المكاره والمصائب ، فبعض العلماء يرى وجوب الرضى بها ، وأكثر العلماء وهو الصحيح أن الرضى مستحب ، والرضى فيها غير الصبر .
فإن الصبر واجب بالاتفاق ، فالصبر أن لا يتسخطها بقلبه ولا بلسانه ولا بجوارحه ، فإذا صبر نفسه عن هذا السخط فهو صابر ، ولو كان قلبه يحب ألا يكون المصيبة ، وأما الرضى فهو على ذلك قلبه راض بها ، وبما قسم الله غير مختار على ربه ، وهذا أعلى ، لأنه متضمن الصبر وزيادة طمأنينة القلب ، وأن لا يكون له إدارة تخالف ما قضاه الله عليه .
وأما فعل العبد وهي الطاعات والمعاصي ، فيجب الرضى بالطاعات الواقعة منه ومن غيره ومحبتها ، وكراهة المعاصي الواقعة منه ومن غيره ، فالرضى والكراهة في هذين النوعين يرجعان إلى فعل العبد ، وذلك راجع إلى موافقة الرب في محبته للطاعات وكراهته للمعاصي ، وحكمه بالتفريق بينهما في أحكام الدنيا والآخرة .
فعلينا أن نوافق الله في ذلك ، وأما من جهة تقدير الله لها ، وفعل الرب التي نشأت عنه ، فعلينا أن نرضى بها من هذه الجهة ، موافقين لربنا في ذلك ، فإنه قضى الخير والشر ، وأحب الخير وكره الشر الواقع بالعباد ، فبهذا التفصيل يزول الإشكال في هذه المسألة العظيمة التي تحتاج إلى فرقان عملي ، ومن لم يفرق هذا التفريق وقع في أنواع من الخطأ والجهالات ، والله أعلم
المصدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اللهم اهدني فيمن هديت ، وتولني فيمن توليت ، وعافني فيمن عافيت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، فإنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت | |
|