استعادة البصر بتقنية جديدة 00شبكية اصطناعية

جديد الطب ... شبكية اصطناعية تبعث الأمل لدى ملايين العميان في استعادة بصرهم
أعلن فريق من العلماء الأمريكيين الذين طوروا شبكية عين اصطناعية قادرة على إعادة النظر للعميان، أن التقنية الجديدة يمكن أن تتوفر على المستوى التجاري في غضون العامين المقبلين. فقد حصلت الشبكية المبتكرة على موافقة المشرعين في الولايات المتحدة، لبدء التجارب على نحو 50-75 شخصاً يعانون من اثنين من أكثر أسباب العمى شيوعا، مما يبعث الأمل لدى ملايين البشر في الحصول على هذه الشبكية في المستقبل من أجل استعادة بصرهم.

إذا ما سارت الدراسات على ما يرام، فمن الممكن أن يصل الجهاز الجديد إلى الأسواق في عام 2009 بتكلفة مقدرة ب 20-22 ألف دولار أمريكي حسب قول مارك هويميون، أستاذ أمراض العيون في معهد “دهوني للعيون” التابع لجامعة كارلوينا الشمالية.

وتم زرع النسخة المبكرة من الشبكية الصناعية لدى 6 مرضى يعانون من مرض يسمى “pigmentosa”، وهو اضطراب عيني غير قابل للعلاج ويصيب واحد من كل 3500 شخص. وتمكن هؤلاء المرضى من استعادة القدرة على رصد الضوء والحركة وحتى الحروف الكبيرة وتمييز أشياء مثل الكأس والسكين والصحن.

ومن شأن الجيل الثاني من الجهاز والذي بدأت التجارب عليه، أن يوفر رؤية أفضل باعتبار أنه يحتوي 60 قطباً حساسا للضوء، مقارنة ب 16 قطبا في النسخة السابقة. ومن المتوقع أن تشهد التقنية الجديدة تحسينات كبيرة خلال 5-7 سنوات قادمة، حيث سيتم تزويدها بألف قطب تتيح للعميان التعرف إلى الوجوه.، حسب قول البروفيسور هويميون.

وفي مؤتمر للجمعية الأمريكية للتطور العلمي في سان فرانسيكو، قال البروفيسور هويميون: “يتمثل الهدف الأبعد من هذه التقنية هو تمكين الأشخاص من التعرف إلى الوجوه وتمكين فاقدي البصر من التحرك بحرية من دون مساعدة. فقد بدأت المرحلة الأولى من التجارب في عام ،2002 والنتائج تجاوزت المتوقع. فقد تمكن المرضى من التمييز بين الكأس والصحن والسكين. وباستطاعتهم رصد الحركة أيضا فضلا عن تمكنهم من تفادي الاصطدام بالأشياء الكبيرة، وذلك بشبكية تحتوي 16 قطبا فقط. وعليه، فإن الشبكية المدعومة بألف قطب ستكون كافية لتمكينهم من تمييز الوجوه، ونأمل أن نحقق ذلك خلال 5-7 سنوات”.

وتتكون العين الاصطناعية من ثلاثة عناصر الأول عبارة عن كاميرا منمنمة يتم تثبيتها على زوج من النظارات التي تبث الصور إلى جهاز استقبال لاسلكي مزروع قرب عين المريض. وهذا بدوره يرسل إشارة إلى رقاقة من السيليكون والبلاتينيوم مساحتها 4 ميلمترات مربعة تقريبا وتتوضع على الشبكية. وتقوم أقطاب الرقاقة بتحفيز الخلايا العقدية التي ترسل المعلومات البصرية إلى العصب البصري ومن ثم إلى الدماغ الذي يعمل بدوره على تشكيل الصورة البصرية.

وأضاف البروفيسور هويميون: “تعمل التقنية الجديدة من خلال إنشاء صور على غرار طابعة ذات شبكة نقطية أن البيكسيلات على شاشة كمبيوتر”.

وتناسب التقنية الجديدة العميان الذين فقدوا بصرهم نتيجة فقدان خلايا المستقبلة للضوء تعرف باسم الأقماع والقضبان والتي يستعاض عنها هنا بالأقطاب. ومن بين المستفيدين من الابتكار الجديد، المرضى المصابون بتنكس بقعة العين، أحد أكثر أسباب العمى شيوعا، ويعاني منه نحو 15% من الأشخاص فوق الخامسة والسبعين من العمر.

يذكر أن التقنية الجديدة لا تعيد النظر إلى المرضى الذي أصيبوا بالعمى نتيجة تضرر كبير في العصب البصري مثل الجلوكوما، أو بسبب نوبة دماغية. وقال هويميون إنها ستناسب أكثر الأشخاص الذين كانوا مبصرين خلال المرحلة الأخيرة من الطفولة أو أثناء البلوغ، مقارنة بالذين يعانون من فقدان البصر منذ الولادة.

ويستغرق الأمر شهرا أو شهرين حتى يعتاد المرض على الجهاز الجديدة “Argus”، قبل أن يتعلم الدماغ كيف يترجم الصور، في حين ان عملية الزرع استغرقت في البداية نحو 7 ساعات، فإنها لا تستغرق حالياً أكثر من 90 دقيقة.

وتمكن المرضى خلال المرحلة الأولى من التجارب، من استخدام التقنية المزروعة في المختبر فقط، وقد أتيح لهم استخدامها في المنازل خلال العام الماضي. وسيتم إجراء التجارب التالية في خمسة مراكز بالولايات المتحدة على حوالي 50 مريضا. وقد أصرت وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية أن تجرى التجارب على أشخاص أكبر في العمر على اعتبار أن ليس لديهم أشياء كثيرة يخسرونها إذا ما حدثت أخطاء.