شيخوخة الجلد (التجاعيد والشعر الأبيض)
الدكتور نبيل نذير الوتار
تترافق شيخوخة الجلد عادة مع فقدان مظاهر الشباب وتتميز بترهل الجلد وظهور التجاعيد, وغالبا ما تشمل هذه التبدلات المناطق المكشوفة من الجلد أولا ,و يمكن أن يصبح الشعر أنعم أو رماديا .
ويمكن أن تسيطر الأوعية الدموية الدقيقة (التوسعات الشعيرية والوعاؤومات الدموية) والآفات المصطبغة (الشامات) وفرط التقرن المترقي ( التقرنات الضيائية والدهنية) بالإضافة إلى زيادات دقيقة ( حليمات) تظهر على الوجه.
يمكن أن تبدأ هذه التغيرات مبكرة في العقد الثالث من الحياة وتسيطر على المناطق المكشوفة والمعرضة للشمس.
وتساهم العوامل الوراثية على سرعة التأثر بالنتائج الفيزيائية للشمس مغيرة التصبغات في الجلد, ونادرا ما يحدث الهرم الباكر نتيجة ارتباطه مع مرض جهازي مثل الشياخ Progeria وتقرن الجلد الصباغي وخلل التقرن الخلقي والسكري ومتلازمة ويرنير Werner ومتلازمة داون Down's .
وأهم عامل خارجي يترافق مع شيخوخة الجلد هو كمية الإشعاعات الشمسية التي يتعرض لها الشخص أثناء حياته, حيث تعطي الحماية الداخلية بدرجة التملن (كمية الميلانين بالجلد) المحدد الرئيسي في التلف الناجم عن أشعة الشمس.
وقد عرض العديد من الباحثين بعد إجراء الفحوص النسيجية لخزعات الجلد في المناطق المعرضة وغير المعرضة للشمس ومن مختلف أنماط الجلد ودرجات لونه بأن درجة التلف تنجم بشكل متناسب مباشرة مع التصبغات الملازمة.
وتلاحظ هذه التبدلات في الجلد القوقازي , وتكون الاختلاف في درجة التلف مرتبطة بنمط الجلد حيث أن الناس ذوي البشرة السمراء أو السوداء يتعرضوا بشكل أقل للتبدلات الناجمة عن الشمس.
يكون عادة الجلد الهرم شاحبا ومعتما ومجعدا وأحيانا جافا وخشنا ومتقشرا, بينما الشعر يصبح دقيقا وخشنا وباهتا وينمو ببطء نتيجة بطء طور مرحلة البناء للشعرة Anagen , ويصبح شعر تحت الإبط والعانة المرتبط بالأندروجينات قليلا ويمكن أن يختفي. وتقل نشاط الغدد الدهنية والعرقية الداخلية والخارجية الافراز وتتدهور الركودة الدموية الوظيفية بشكل خفي في الحاجز الوظيفي كمنظم للحرارة وكمنتج لفيتامين د وللتوافق المناعي الذي يحدث في نفس الوقت.
تكون تبدلات الجلد المتعرض للضوء متناسبة مع كمية الاشعاعات الشمسية المتلقاة, محدثة تبدلات خفيفة يمكن أن تتظاهر بجفاف الجلد , واتوبية الجلد. وبالتجاعيد المتعددة وأحيانا التوسعات الشعيرية والبقع البنية المصطبغة ( الشامات الشيخية) في الجلد المعرض لاشعة الشمس لفترة طويلة.بالاضافة إلى الاحساس بالحرقة وظهور التصبغات البرتقالية وخشونة الجلد التي تنقص من المرونة مشكلة أثلام عميقة وتتبعثر مع توسعات شعيرية خفيفة, والشامات الشيخية والآفات التقرانية ( التقران الشمسي) والسرطانات قاعدية الخلايا والسرطانات شائكة الخلايا المشاهدة.
تتميز التبدلات النسيجية بسماكة الطبقة القرنية وضمور البشرة وتسطح كبير في الوصل البشروي الأدمي. وتنكس في حزم الكولاجين التي تتحول إلى كتل عديمة الشكل مبة للأساس ( فقدان المرونة الشيخي)كما تنقص الألياف المرنة والمواد الأساسية الحيوية المميزة لتبدلات الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس.
ويعتبر تصبغ الجلد الحاجز الدفاعي الأول الطبيعي ضد التعرض الطويل لأشعة الشمس وبالتالي فإن الاختلافات السريرية والنسيجية بين التعرض للشمس والبشرة السمراء تكون بشكل عام أقل وضوحا وتظهر متأخرة.
وعلاوة على ذلك فعلاقة العمر بفقدان المرونة الشيخي تشاهد عادة في عمر الستين سنة عند أصحاب الجلد من النموذج
I و II و III ( الجلد الفاتح ) المعرض للشمس بينما تشاهد فقط عند 50% من أصحاب الجلد الغامق من النموذج IV و V و VI ( الحلد القاتم) يبدون نفس الدرجة من التبدلات المشابهة.
الفحوص المخبرية
يعتمد تشخيص شيخوخة الجلد على الأعراض السريرية , ومع ذلك فإن بعض الآفات تحتاج لفحوص إضافية ( كالتحري المباشر عن الفطور أو الخزعة " وهي فحص مقطع من الجلد فحصا نسيجيا" ) لاثبات التشخيص السريري ولاستبعاد الخباثة "سرطانات قاعدية الخلايا أو سرطانات شائكة الخلايا أو الورم القتاميني الخبيث ( ميلانوما)….".
التدبير
شيخوخة الجلد هي عملية طبيعية لا يمكن تجنبها ومع ذلك فإن بداية وتطور التبدلات السريرية للجلد يمكن أن تتأخر ببعض الإجراءات الوقائية , وقد قدم علم الأدوية الحديث وعلم التجميل العديد من الوسائط لتحسين المظهر من شيخوخة الجلد.
ويجب أن يحمى الجلد من التلف الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية بعمر باكر.
ويجب عادة تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس والجلد يجب أن يحمى بواقي شمسي مناسب حيث أن معظم الواقيات الشمسية تحتوي على حمض البارا أمينوبنزويك واستيراته والبنزوفينون والسينامات والساليسيلات .
بالاضافة إلى العديد من الزيوت النباتية المستعملة كسواغ ( زيت الزيتون - زيت جوز الهند - زيت بزر القطن - وزيت السمسم ) وهي أيضا تمتص جزأ من أشعة الشمس وإن التعرض للإشعاعات غير مرغوب به لأنه قد يؤدي إلى تأثيرات جانبية ( التهاب الجلد بالتماس ) ومع ذلك فإن هذه الفلاتر الشمسية تمتص بشكل رئيسي الأشعة فوق البنفسجية ذات الاشعاع -ب - التي تكون المسؤولة عن ترهل الجلد على المدى البعيد بينما تترك الأشعاعات فوق البنفسجية - أ - تعبر الجلد .
تحتوي الكريمات الواقية من الشمس على مواد عاتمة مثل أوكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم والبنتونيت والتوالين التي تعكس أو تمتص أشعة الطيف الشمسي وهذه المركبات غير مرغوب بها من الناحية التجميلية . وتسمح فقط بتلون قليل للجلد.
إن المستحضرات المضادة لأشعة الشمس لا تعطي غالبا الحماية الكافية من التلف الضيائي. وفي هذه الحالات فاستخدام المواد الواقية من الضياء عن طريق الفم أو عن الطريق الحهازي يصبح مستطبا مثل البيتا كاروتين والكانتاكزانتين وعلاوة على ذلك فإن تناول هذه المواد الكاروتينية تساهم بتلون برونزي برتقالي غير مشابه للبرونزاج الطبيعي.
إن الوقاية من شيخوخة الجلد لا تعتمد فقط على الوقاية من أشعة الشمس وإنما أيضا بتصحيح صحة الجلد حيث توجد في الأسواق العديد من الطهرات والمرطبات والمغذيات والمجملات النوعية لبعض الأنواع من الجلد.
إن المكونات الفعالة في الوقاية من شيخوخة الجلد ( مثل فيتامين A و E والفوسفوليبيدات والكاروتينات) تكون واقية للضوء و/ أو لها القدرة على انقاص تشكيل الجذور الحرة وتحسن بعض الطرق الأنزيمية للنشاط الطبيعي للخلايا.
المستحلبات التجميلية والقناعات والهلامات لتحسين مظهر الجلد الهرم هي أيضا متوفرة. إن المنتجات المضادة للتجاعيد تأخذ الفائدة بقدره موادها المرطبة على ترطيب الجلد بشكل جيد والتي تزيد من ترطيب القرنية وبذلك تقلل من ظهور التجاعيد.
وتحتاج النساء إلى نصائح خاصة عن الواقيات من أشعة الشمس ومع ذلك فإن العديد من النساء يحملون الواقيات ولسوء الحظ المسؤولية عن فقدان مظاهر الشباب نتيجة لاستخدامها.
وهناك عدد لايحصى من الكريمات والمحاليل والقناعات … في الأسواق والتي تعد بحماية الجلد من الشيخوخة عن طريق ترطيبها للجلد بواسطة النموذجين التاليين ( زيت بالماء , أو ماء بالزيت ) إن زيادة محتوى الماء المؤقتة في الطبقة القرنية تجعل التجاعيد أرق وأقل وضوحا ولكنها لا تعطي أكثر من ذلك.
إن المنتجات الحاوية على أقل كمية من الزيت أو المركبات المائية الأساس هي الأنسب للأشخاص المصابين بحب الشباب ( العد الشائع).
وقد لوحظ بأن الأشخاص السمر ذوي العيون الغامقة والشعر الأسود لهم الحظ بتطوير العد الشائع عند استخدام هذه المنتجات حيث أن أقل ترطيب مستخدم يؤدي لأقل عد شائع.
لا توجد مركبات موضعية تؤثر على التبدلات العميقة للجلد , فالكولاجين له فعالية خاصة في أي مركب مرتبط بتغذية الجلد , والأبعد من ذلك فالعديد من الكريمات الهرمونية ليست مفيدة ويمكن أن تؤدي باستعمالها المتكرر لامكانية الامتصاص الجهازي للمركبات الفعالة.حيث أن التأثيرات الجانبية الكامنة لاستعمال مثل هذه الكريمات الهرمونية يجب أن لا يغفل عنها.
إن تقييم المعالجات التجميلية لشيخوخة الجلد مهمة , فالتغطية الماهرة لتبدلات الجلد مع المنتجات التجميلية الشلئعة يمكن أن تحسن من مظهره, وهناك العديد من الجراحات التجميلية يمكنها أن تقترب من تصحيح شيخوخة الجلد وهي تشمل زرع الشعر وشد الوجه وتجميل الأجفان وتجميل الأنف , وحقن المواد اللازمة لتعديل التجاعيد وحفر الندبات الناجمة عن الرضوض وحب الشباب ونذكر من هذه المواد : السيليكون, و الكولاجين, , وحمض الهيالورينيك .
أما حمض البولي لاكتيك فيعمل على تحريض نمو الكولاجين مكان الحقن .
وتعطي هذه المعالجات تصحيح جيد للندبات المنخفضة وللأثلام الأنفية الخدية وخط العبسة والتجاعيد الجبهية والتجاعيد الأخرى عندما تستخدم بيد خبيرة.
ويمكن أيضا محي التجاعيد بواسطة شل العضلات المسؤلة عن ذلك بواسطة حقن زيفان
البوتولينيوم ( البوتوكس) .الذي يعطي نتائج جيدة لتجاعيد الجبهة وحول العين