انا لله وانا اليه راجعون . بحزن بالغ وأسى تلقيت نبأ وفاة عدد كبير من سكان مملكة فايسبوك الافتراضية بعد أن كنت أعتقد أن أظن أن قاطني هذه الدولة التي يتميز مواطنوها بالثرثرة لايموتون ويعيشون الى الأبد وانهم يقضون عمرهم في الحديث عن كل شيء دون أن تشغل بالهم أمور الاخرة وأن المسألة برمتها لعب في لعب.. الا أن المشكل في مملكة فايسبوك الالكترونية أن بعض سكانها يموتون في الواقع ويسير اهلهم خلف جنازتهم بينما يبقون على قيد الحياة في عوالهم الافتراضية وتظل صورهم وأسماؤهم تقول: انهم مازالوا هنا معنا. كما تظل علبهم الالكترونية تتوصل بالرسائل المبعوثة اليهم.
ومؤخرا قام أحد سكان الفايسبوك الموتى باخبار المشرفين على الموقع أن والده قد توفي ليقوموا بدفنه الكترونيا حسب التقاليد. الا أنه لم يتلق جوابا للأسف ومازالت جثته مرمية لحد الساعة حتى أن الابن المسكين كلما فتح كمبيوتره شم رائحة عفن صادرة من جثة والده في مشهد يدعو للشفقة دون أن تتدخل الشرطة ودون أن يفتح تحقيق في ملابسات وفاته.
وارتباطا بهذا المشكل برز نقاش حول من هو الشخص المخول له حقوق ملكية تركة الميت بما فيها علبته الالكترونية وعنوانه وحسابه ورقمه السري في الفايسبوك وهل هناك قانون يحمي حريته الشخصية وحياته الخاصة أم أن المشرفين على الموقع هم من له الحق في الاحتفاظ بكل ما تركه الراحل. بل أكثر من ذلك فقد احتج بعض سكان الفايسبوك على الطريقة التي تمت بها الصلاة على أحد الموتى واعتبروها مخالفة لدينهم وقام متطرفون بعمليات ارهابية وفجروا أكثر من سيارة مفخخة في أكثر من بريد الكتروني. فسط قتلى في الهوتمايل وتهدمت أكثر من علبة الجيمايل وذرفت الايموتيكونات دموعا غزيرة وتركت جماعة مسلحة رسائل الكترونية ملغومة تفجرت في وسط احدى الجنازات وأدت الى سقوط الاف القتلى...