مشكلة تعاطي
المخدرات
إن مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها من أكثر المشكلات الاجتماعية خطورة ولها تأثير قوي على تقدم أي مجتمع كماً وكيفاً، وتستنفذ هذه المشكلات معظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتهما، وتعتبر مشكلة تعاطي العقاقير المخدرة بأنواعها العديدة من الظواهر الخطيرة التي تجتاح دول العالم في عصرنا الحالي، وقد نالت اهتمام عدد كبير من الباحثين والهيئات العالمية والإقليمية ورصدت الأموال، وخصصت العقول لدراستها لمحاولة الوصول لحل للحد من انتشارها والسيطرة عليها.
وتعتبر مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن وهي ليست أقل خطورة من مشكلة الإرهاب، ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء كان متقدماً أو نامياً.
وتكمن أهمية هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع الجوانب سواء كان ذلك يتمثل في صورته أمام نفسه أو بينه وبين أفراد أسرته، وتتمثل أهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع في أنها تحيط به وتمسه من جميع الجوانب الرئيسية، وأوضح هذه الجوانب هو أمن المجتمع واستقراره حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة الجرائم والعنف مثل السطو المسلح والسرقة وغيرها من الجرائم التي تحدث أغلبها تحت تأثير الإدمان.
ونجد هنا إن للاعتماد على المخدرات شروطاً أوردتها منظمة الصحة العالمية:
أ- وعي ذاتي برغبة مندفعة للتعاطي.
ب - مؤشر التكيف العصبي حيث يتم التعاطي ولكي يتجنب المدمن الأعراض المؤلمة مثل الصداع التوتر وعدم القدرة على التركيز واضطرابات الإدراك وغيرها.
جـ - يحظى الإدمان بأولوية تفوق أهمية باقي مظاهر السلوك اللازمة للحياة، فالمدمن يعطي الأهمية للحصول على المخدر بقدر يفوق أولوية حصوله على أي شيء آخر مهما كان ضروريا.
ويعتبر الإدمان حالة تعلق أو اعتماد شديد من جانب الشخص على تناول مادة ما بغرض إحداث تغيرات نفسية من خلال تأثير هذه المادة على الجهاز العصبي ولبعض هذه المواد خاصية التدخل في كيميائية الجسم حيث يعتادها الجسم ولا يعود قادرا على الاستغناء عنها.
ونجد أن حدوث الإدمان يحتاج إلى توافر عوامل ثلاثة:
1- توافر المادة المدمنة:
ويختلف حال الفرد ومظاهر الإدمان باختلاف المادة المستخدمة.
2- الشخص المدمن:
شخصية قابلة للاعتمادية أو لظروف خارجية خاصة يخضع لها.
3- الظروف البيئية والاجتماعية:
اللحظة الاجتماعية والثقافية.
وهناك بعض علماء النفس الذين يصنفون مشكلات إدمان المخدرات ضمن السلوك المضاد للمجتمع أو السلوك السيكوباتي فهناك مجموعة من العوامل الاجتماعية تسهم في هذه المشكلة وتجعل منها خطرا يهدد الأمة والتقدم فيها، وكذا هناك عوامل فردية كامنة في شخصية المدمن تقوده للإدمان وقد نظر الكثير من العلماء والباحثين إلى الإدمان كسلوك مرضي باعتباره لا يقوى الراشد على مواجهة آثارة النفسية بحلول واقعية مناسبة سواء كان ذلك نتيجة لضخامة الإحباط أو الاستعداد وعدم قدرته على احتمال الإحباط.
فالإدمان محصلة لعوامل مركبة بعضها فسيولوجي والآخر سيكولوجي اجتماعي.
- ونجد أن المدمنين يشتركون في معاناتهم من اضطرابات الاتصال على مختلف الصور.
فمواد الإدمان تؤثر أولاً على وعي المدمن وحواسه مما يؤدي إلى اضطراب اتصاله بالواقع والآخرين، وأن تأثير المواد على صعيد الجهاز العصبي ينعكس باضطراب إحساس المدمن بذاته وجسده والعالم الخارجي، هذا الاضطراب يوجد علاقة مضطربة بين المدمن، والواقع بدا من اضطراب إحساسه بالوقت وصولا إلى اضطراب اتصاله بالواقع والآخرين.
وقد تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بمشكلة الإدمان نظرا لارتباطها بالعديد من المشكلات الخطيرة والمدمرة وينعكس هذا الاهتمام فيما تقوم به الدولة على اختلاف أجهزتها من جهود سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي عن طريق التعاون الدولي في سبيل مواجهة هذه الظاهرة والتصدى لها والذي يتخذ أشكالا متعددة منها.
المكافحة الأمنية: القانون والاتفاقات الدولية:
المكافحة الأمنية وهي ما تطلبه جهود الوقاية بأشكالها المختلفة ثم التوعية والعلاج سواء كان طبياً أو نفسياً أو اجتماعياً وأخيرا إعادة تأهيل ثم إعادة استيعاب اجتماعي للمدمنين في المجتمع بعد شفائهم.
- وسوف نتعرف من خلال هذا البحث على أهم التعريفات للمخدر وأنواع وتصنيف المخدرات بشكل مختصر وأهم المشكلات المؤدية والناتجة عن الإدمان بالتفصيل ورأي الدين في المخدرات وتأثيرها وأيضا الحلول وطرق العلاج لهذه المشكلة وسوف نجد أن للمخدرات تعريفات كثيرة ومتعددة ومختلفة وسوف نتعرض لهذه التعريفات بالتفصيل داخل الحديث.
تعريف القانون للمادة المخدرة هو:
المادة المخدرة هي: العنصر أو المركب أو المحلول المحتوي على الأفيون أو الحشيش أو الكوكا أو الهيروين بنسبة خاصة يكون من شأنها أن تفتر الجسم أو العقل أو تهيج الشعور ذلك لأن معظم المواد المخدرة لابد وأن تحتوي على الأفيون أو الحشيش أو الهيروين أو نبات الكوكا من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة لها أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان.
تعريف المخدر: هو العقار الذي يؤدي تعاطيه إلى تغير حالة الإنسان المزاجية وليس الجسدية.
وهنا تعريفان للمخدر: (تعريف علمي، وتعريف قانوني):
التعريف العلمي: المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس أو النوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم وكلمة مخدر ترجمة لكلمة Narcotic المشتقة من الإغريقية Narkosis التي تعني مخدر أو يجعل الفرد مخدرا.
التعريف القانوني: المخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأعراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له ذلك.
تعريف منظمة الصحة العالمية والتي عرفت المادة المخدرة بأنها:
- أي مواد يتعاطاها الكائن الحي بحيث قد تعدل وظيفة أو أكثر من الوظائف الحيوية.
تصنيف المخدرات
- يعتمد هذا التصنيف على مصدر الخدر حيث وزعت المخدرات في ثلاث مجموعات هي.
أولا: المخدرات الطبيعية:
- هي مجموعة من العقاقير ويحصل عليها الإنسان من الطبيعة دون إدخال أي تعديل صناعي عليها أي هي نباتات تحوي المادة المخدرة، ومن أهم تلك النباتات هي:
1- الأفيون: يستخرج من ثمرة نبات الخشخاش.
2- الحشيش: يحصل عليه من نبات القنب الهندي.
3- البانجو: يحصل عليه من نبات القنب الهندي حيث يجفف النبات على حالته وتباع أجزاءه كاملة.
4- القات: نبات تمضغ أوراقه وتمص خلال عدة ساعات.
5- الكوكا: نبات تمضغ أوراقه وتمص بطريقة مشابهة لاستعمال القات.
6- التبغ: تستخدم أوراقه بعدة طرق (تدخين - مضغ).
ثانيا: المخدرات المستخلصة صناعياً من النباتات:
- هي مجموعة من المخدرات استخلصت من النباتات الطبيعية صناعيا ومنها:
1- المورفين: يستخرج من الأفيون وتأثيره أقوى من بعشرة أضعاف.
2- الهيروين: يستخرج من الأفيون وتأثيره أقوى منه بثلاثين ضعفا تقريبا.
3- الكوداين: يستخرج من الأفيون.
4- الكوكايين: يستخرج من أوراق أشجار الكوكا ومفعوله أقوى من مفعول الأوراق بخمسين مرة.
5- التترا هيدروكانا ببتول: هو العنصر الفعال الأساسي في القنب ويستخرج من عصيره الريتاجى بشكل رئيسي.
6- المكالين والبسيلوسين وكلها مهلوسات حضرت أصلا من نباتات أو فطريات.
ثالثا: المركبات الكيميائية:
- هي مواد حضرت كيميائيا مثل بعض مسكنات الألم ومهدئات الأعصاب والمنومات والمنبهات وغيرها وهي تشابه في تركيبها ومفعولها تركيب ومفعول بعض المخدرات ويمكن حصرها في 3 مجموعات هي:
أ- المهبطات الصناعية:
1- قاتلة الألم القوية: مثل البيتيدين - ميثادون وكلها مخدرات مدرجة في الجدول الأول من اتفاقية عام 1961م للمخدرات.
2- المجموعة المنومة والمسكنة: بأشكالها وتأثيراتها المختلفة.
3- المهدئات الكبرى والمهدئات الصغرى: بأنواعها وكلها مواد نفسية.
ب - المنشطات:
- وتشمل الأمفتيامينات وبديلاتها.
جـ - مواد الهلوسة:
وفيها بعض أنواع عش الغراب ومنها المصنعة مثل عقار (LBC).
أنواع المخدرات
- المواد المخدرة: عدو للإنسان وصفتها الشيطانية تغري الإنسان فيزرعها بنفسه أو يصنعها بيده أو يسهم في صناعتها لكي يهيئ في النهاية الضرر الجسيم لنفسه ولغيره.
وهي كما جاء في كتيب المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان:
أولاً: المهبطات:
- وتتميز هذه المجموعة بتأثيرها المهبط للنشاط فمنها ما هو من أصل طبيعي ومنها ما هو مستحضر من مركبات كيميائية أو الاثنين معا.
أ- المهبطات ذات الأصل الطبيعي.
1- الأفيون:
- المصدر الوحيد الذي يؤخذ منه هذا الأفيون هو شجرة الخشخاش: كما توجد أنواع عديدة من الأفيون الخام مثل الهندي والتركي واليوجوسلافي وتختلف جودته باختلاف نسبة المورفين والكوديين.
- طرق تعاطي الأفيون متعددة ومختلفة ومنها:
- التدخين.
- الاستحلاب.
- يبتلع مباشرة مع قليل من الماء ثم يشرب مع القهوة.
- في المشروبات الساخنة.
> الآثار الخاصة بالأفيون:
- الشعور المؤقت بالنشوة والارتياح الزائف.
- زيادة الخمول والقلق والضيق في التنفس والدوار وانخفاض حرارة الجسم.
- يظهر الهزال بمعدلات سريعة وكل هذه الأعراض ناتجة عن تكرار التعاطي أي الوصول إلى مرحلة الإدمان.
2- المورفين.
- وهو من أقوى المواد المؤثرة في تخفيف الآلام وهو يستخدم علاجيا على نطاق واسع.
- طرق تعاطي المورفين:
غالبا ما يؤخذ بالحقن تحت الجلد أو على هيئة أقراص.
.