ها نحن نودع شهر رمضان المبارك ونودع معه شهر من
الضحك على الدقون, شهر من الإهانات ,شهر من الضحك
الباسل والحموضة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ولكن في
موضوعنا هذا لن نناقش ولن نقيم مستوى رداءة ما قدم
من "فكاهة" طوال هذا الشهر الفضيل لأنها اصلا غير مصنفة ولا
تستحق اي تعليق ولكن ما يهمني ويهم اكثر من نصف سكان
المغرب الذين يؤدون كل شهر "ضريبة انعاش المجال السمعي
البصري" هو تعمد القائمين على قنوات قطبنا المتجمد
العمومي اهانت الأمازيغ بشكل عمدي وبدون مبرر الا لحاجة في
انفسهم وقبل ان يتسرع البعض ويتهمني بالمبالغة والتعصب
وانا من دلك بريئ تعالو احبتي نسترجع بعض الأدوار التي
ارادو من خلالها ان يقولوا ان هؤلاء هم "الشلوح" حسب
رأيهم طبعا وحسب تقافتهم البائدة , كل من تابع
سلسلة "العام طويل" شاهد كيف يتم السخرية والإستهزاء
بأمة بأكملها تحت دريعة الفكاهة والضحك عن طريق ممثل تحت
اسم "اغراس" تنازل عن مبادئه (ان كان يملكها اصلا) من
اجل حفنة من الدراهم لا تسمن ولا تغني من جوع , فبدل ان
يؤدي دوره بشكل عادي او تكون حواراته بالأمازيغية ان
كان الهدف هو تجسيد شخصية امازيغية كما هو الشأن بالنسبة
لباقي الممتلين ك "مادبيا" الدي ادى دور طالب تونسي
باللهجة التونسية و "ممادو" الدي جسد دور طالب افريقي
يتحدث بالفرنسية ,تعمد المخرج ومعه كل من ساهم في تلك
المهزلة تصوير الأمازيغ على انهم "نية" وحتى دون البشر في
بعض اللقطات, ونفس الشيئ بالنسبة للقناة الثانية ففي
الحلقة الأخيرة من سلسلتها الهزيلة "ياك حنا جيران" استغربت
اداء الفنانة القديرة "بشرى ايجورك" ( وهي بكل صدق من
الفنانين القلائل الذين يستحقون التقدير) لدور فتاة
امازيغية سادجة وصراحة لم افهم ما المقصود من طريقة
ادائها وكلامها؟!! رغم ان ذلك لا يمثل اي اضافة للدور الا
السخرية طبعا لأنه كما قلنا سابقا ان كان الهدف هو اشراك
شخصية امازيغية, فلماذا لا يكون الحوار باللغة
الأمازيغية؟ وهي اللغة الأم لأكثر من نصف المغاربة, او على
الأقل بالدارجة بطريقة عادية وبدون تصنع ,فطريقة ايجورك
في الكلام معروفة . وللمزيد يمكنكم ان تشاهدوا الوصلات
الإشهارية وكل ماتقدمه قناتينا ويتم اشراك الأمازيغ فيه
للتأكدو ان ما أتحدث عنه ليس مجرد صدفة او من وحي الخيال
بل هو حقيقة واقعة بل النادر هو تصويرنا على اننا امة
ذات تقافة عريقة ومتجدرة ولا نختلف عن احد الا بالتقوى ,
بالنسبة للإخوان الأمازيغ اظن انهم فهموا جيدا ما قصدته
واحسوا بما احسست كأمازيغي اما بالنسبة لغيرهم فلكي اقرب
الصورة اكثر اذكرهم بإحساسهم عندما يشاهدون كيف تصور
هوليود العرب وكيف تنظر الى تقافتهم وكيف تصورهم على
انهم اما ارهابيين او اغبياء فأنا شخصيا احس بالإهانة لما
ارى تلك المشاهد لكون العرب جزء من امة اعتز بها وهي
الأمة الإسلامية ,هذا لكي تكون الصورة واضحة ويفهم المقصود مما سبق.
تقبلوا فائق تقديري واحترامي