بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين والصبر والمصابرة؟
يعرف العلماء "الصبر" بأنه حبس النفس على ما تكره، وذلك
يشمل الصبر على فعل الطاعة، ولو كرهت ذلك نفس الصابر،
مثل: القيام لصلاة الفجر في أيام البرد القارص، مع شدة
ثقل النوم ورغبة النفس في الاستمرار على الراحة وبقاء
الجسم متغطيا بما يقيه البرد، ومثل الصبر على مقارعة
الأعداء في ميدان القتال، أمام هجمات الأعداء بالنبال
والسيوف، أو المدافع والصواريخ، و تحت نقع غبار الخيل أو
الدبابات أو أزيز الطائرات ذات السلاح الفتاك.
ويشمل كذلك الصبر على ترك المعصية،
هذا هو معنى الصبر، وهو أن يحبس المسلم نفسه على ما تكره،
سواء كان ما تكرهه فعل طاعة، أو ترك معصية.
وقد ينفد صبر الصابر، فتغلبه نفسه وهواه والشيطان، فيترك
طاعة الله، أو يرتكب معصيته.
أما المصابرة، فهي أن يجاهد المسلم نفسه مجاهدة لا تنقطع،
حتى يحقق المجاهد رضا ربه عنه، بفعل الطاعة وترك المعصية،
ذاكرا قول الله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)(99))
الحجر.
وقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما
جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم
المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم
وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج: (78
)
ومن أهم أمثلة ذلك: مصابرة المجاهد عدوه، أي أن يشارك
عدوه في الصبر، ولكنه يثبت على صبره ويلازمه ويستمر عليه
حتى ينفد صبر عدوه وهو ثابت، فينتصر على عدوه ويهزمه،
وقد يكون صبره دقائقَ محدودةً مصابرةً، ونفاد صبره في الدقائق
هزيمة.
ولهذا أمر الله تعالى بالصبر والمصابرة معا، فقال تعالى:
(ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله
لعلكم تفلحون) آل عمران: (200) فلم يكتف بالأمر بالصبر
وحده.