[center]السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه
أما بعد.
يسعدني أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع المهم ألا وهو
"كيفية الحفاظ على صلاة الفجر في جماعة"
1-أهمية صلاة الفجر في جماعة:
فإن للفجر أسراراً وعجائب أحببتُ ذكرها، وأسأل الله أن يعيننا وإياكم على أدائها والخشوع فيها، ومنها:
*اجتماع ملائكة الليل والنهار لشهود صلاة الفجر:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «فضلُ صلاة الجَمْع على صلاة الواحد خمسٌ وعشرون درجة، وتجتمعُ ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة
الصبح [أي الفجر]» يقول أبو هريرة: "اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78] [رواه البخاري ومسلم].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إن ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وفي صلاة العصر، ثم
يعرجُ إليه الذين كانوا فيكم فيسألهم- وهو أعلم- فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فقالوا: تركناهم يصلون، وأتيناهم يصلون» [رواه البخاري ومسلم].
* صلاة الفجر في جماعة تعدلُ قيام نصف الليل:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلَّى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة» [رواه مسلم].
* فضل ركعتي الفجر:
قال صلى الله عليه وسلم: «ركعتا الفجر خيرْ من الدنيا وما فيها» [رواه مسلم]، وفي روايةٍ: «لهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً».
* المشي للمسجد لصلاة الفجر، سبب للنور الساطع يوم القيامة:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة» [رواه الترمذي وصححه الألباني].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليُضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].
* لو يعلم الناس ما في جماعة الفجر والعشاء من الأجر لأتوهما ولو حبواً:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا [أي: لاقترعوا]، ولو يعلمون ما
في التهجير لاستبقوا إليه [أي: التبكير لصلاة الظهر]، ولو يعلمون ما في العتمة [أي: صلاة العشاء] والصبح [أي: صلاة الفجر]لأتوهما ولو حبواً [أي: زحفاً]» [رواه البخاري].
* أن المحافظة على صلاة الفجر والعصر سبب لدخول الجنة:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى البردين دخل الجنة» [رواه البخاري ومسلم].
وخص الفجر والعصر لزيادة شرفهما، أو لأنهما مشهودتان، تشهدهما ملائكة الليل والنهار.
* من حافظ عليهما لم يدخل النار أبداً:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج النار أحدٌ صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها» [أي: صلاتي الفجر والعصر] [رواه مسلم].
* أنهما أفضل الصلوات عند الله تعالى:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلوات عند الله، صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» [أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني].
* المحافظة عليها سبب لرؤية الله تعالى في الآخرة:
لقوله صلى الله عليه وسلم عندما نظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، قال: «إما إنَّكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تُضامّون في رؤيته [أي: لا
يصيبكم ضيم وهو المشقة والتعب]، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس [أي: صلاة الفجر]، وقبل غروبها [أي: صلاة
العصر] فافعلوا» ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] [رواه البخاري ومسلم].
* إن الملك يغدُو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد:
عن ميثم- رضي الله عنه- قال: بلغني: "أن المَلكَ يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد، فلا يزالُ بها معهُ حتى يرجع فيدخل بها منزلهُ، وأن
الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو، فلا يزالُ بها معهُ حتى يرجع فيُدخلها منزلهُ" [رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب].
* من صلى الفجر في جماعةٍ، فهو في ذمة الله تعالى:
لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى صلاة الصّبح فهُو في ذمَّة اللهِ، فلا يطلبنكمُ اللهُ من ذمّته بشيءٍ، فإنه من يطلبه من ذمَّته بشيءٍ يُدركهُ، ثمَّ
يكبهُ في نار جهنَّم» [رواه مسلم].
الأمور المعينة على أدائها جماعة:
* الاهتمام بصلاة الفجر وعدم التهاون في حقها.
* الخوف من عذاب الله.
* قصر الأمل وتوقع قرب الموت.
* الصبر على ما يلقاه العبد من مشقة لأداء الصلاة.
* ترك المعاصي لأنها تجعل صاحبها لا يحب الطاعة.
* الإكثار من ذكر الله تعالى، وأعظم الذكر"القرآن الكريم".
* المحافظة على أذكار النوم، والنوم على الشق الأيمن.
* الحرص على النوم طاهراً [أي: متوضأً].
* الحرص على أذكار الصباح والمساء.
* المسارعة إلى ذكر الله عند الاستيقاظ.
* عدم الإكثار من الأكل والشرب قبل النوم.
* الحرص على القيلولة والنوم مبكراً.
وختاماً
فاعلم يا عبد الله!! أن الأصل الأول في هذه الأمور هي:
تقديم النية والإخلاص لله سبحانه وتعالى: وإرادة القيام إلى أداء الصلاة، والعزيمة الصادقة في ذلك، إذاً فاعقد النية، وخذ بالأسباب، وستجد أن
الله سبحانه وتعالى يعينك ويوفقك للقيام لأداء صلاة الفجر مع الجماعة، وتأمل قول الباري سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
إعداد
إبراهيم بن مهنا المشعان
دار الوطن
2-كيفية المحافظة عليها:
لقد تخلف كثير من المسلمين اليوم عن صلاة الفجر في جماعة المسجد وذلك بسبب النوم في الغالب ، وهناك عدة خطوات يمكن للمسلم إذا إتبعها
أن يزداد إعتيادا ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة فمن ذلك :
1_ الحرص على الطهارة (الوضوء) وقراءة الأذكار التي تقال قبل النوم وانظرها في كتاب (حصن المسلم) .
2_ أن تعزم عزما أكيدا وتعقد النية على أن تؤدي صلاة الفجر جماعة ، لأ، النائم كالميت فلا يدري هل يستيقظ أم تقبض روحه وهو نائم ؟ ومن لم ينوي أداء صلاة الفجر جماعة ومات فبئست الميته ؟.
3_ الإخلاص لله تعالى فهو خير دافع للإنسان للإستيقاظ للصلاة وهو أمير الأسباب المعينة فإذا وجد الإخلاص الذي يلهب القلب ويوقظ الوجدان ، فهو كفيل بإذن الله بإيقاظ صاحبه لصلاة الفجر مع الجماعة ولو نام قبل دخول وقت الفجر بدقائق .
4_ أن يدعو المسلم ربه ان يوفقه للإستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعه ويلح في الدعاء .
5_ لابد من الإستعانه على القيام للصلاة بالأهل الصالحين والتواصي بذلك قال الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ومثال ذلك:
أ_ تعاون الجيران في الحي حيث يطرق الجار باب جاره ليوقظه للصلاة .
ب_ تعاون بين الإخوان في الله فيعن بعضهم بعضا من خلال الطرق التاليه :_
بواسطة الهاتف ومن الطرائف....كان أحدهم يربط في يده عند النوم خيطا ، ويدليه من نافذة غرفته ، فإذا مر أحد أصحابه ذاهبا إلى المسجد جذب هذا الخيط فيستيقط للفجر .
6_ من وسائل التنبيه (الساعة المنبهه) وتوضع في مكان بعيد ورفيع من أرضية الغرفه ولقد قام بعض الحريصين على الإستيقاظ على إستعمال
ساعات منبهه ويجعل بين موعد تنبيه كل واحدة والأخرى بعض دقائق ، حتى إذا أطفأ التي دقت أولا ، دقت الثانيه بعدها بقليل وهكذا ..وقام
بعض الحريصين ايضا بكتابة الأحاديث الشريفه التي تذكر بفضائل صلاة الفجر مع الجماعة بخط عريض على ورقة ووضعها عند الساعة
المنبهه حتى عندما يريد أن يطفئ الساعة يرى تلك الأحاديث الشريفة ويتذكر فضائلها وإليك الأحاديث :
1_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر فهو في ذمة الله (حفظه) فلا يطلبنكم الله بشئ من ذمته ) حديث صحيح رواه الطبراني ومسلم بلفظ مشابه .
2_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم .
3_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامه ) صحيح .
4_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبوا ) رواه أحمد البخاري .
وأخيرا ....إن المحافظة على الفجر تدل على صدق إيمان الرجل ومعيار يقاس به إخلاصه .
عن عبد الله بن عمر _ رضي الله عنهما _ قال ( كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن )