تندرج المآثر و المواقع التاريخية ضمن إطار عام يسمى الثرات الثقافي المادي الذي يعني مجموعة من القيم المادية؛ من مباني,كتب... والتي لها قيمة كبيرة في حفظ ذاكرة الأمم وتاريخها, كما لها دور هام في جلب السياح لما تضفه هذه الآثار من جمال فني و معماري للبلد.و المغرب زاخر بهذه الآثار وجهة سوس ماسة درعة -موضوع دراستنا- زاخرة بمواقع أثرية مهمة تأريخ لحقب موغلة في القدم و لحضارة الإنسان المحلي و الوافد على المجال وسوف نحاول في هذا البحت تسليط الضوء على خصائص و أهمية الزوايا و الاگـودار و المدن القديمة و التي تنتشر بشكل مهم بسوس, وعلى القصبات و النقوش الصخرية بدرعة.
1- المـﺁثر التاريخية بسوس و ماسة.
1 – الاگـودار
أگـادير مصطلح أمازيغي جمعه اگـودار؛ يعني المخزن الجماعي للمحاصيل الزراعية كما يستعمل للحراسة والحماية. ويحاط غالبا بسور ضخم, و نظرا للهاجس الأمني الـ ذي يطبع المجال فأگـادير يبنى غالبا على قمم الجبال أو ربوة و المواقع الإستراتيجية.
* حصن اگـادير:
, إلا أن الموقع لم gades يعود الحصن إلى عهد الرومان حوالي القرن 3-5 م ويعرف بـ يعرف أثارا مادية إلا في عهد البرتغاليين و تتمثل في حصن Santa gruz de copo de gure
نسبة إلى- أگـادير ءيغر- ويعود بناءه إلى سنة 1505 على يد – يوحنا لوبيز دو شكيرا – وهو مصنوع من الخشب فاشترته السلطة البرتغالية منه سنة 1513م , إلا أنه تعرض للدمار على يد السعديين, الذين ظهروا في جو ساده الفراغ السياسي وازدياد الأطماع الاسبانية على السواحل المغربية, كحركة دينية سياسية.
سنة 1540م وبعد الانتصار على البرتغاليين عمل الشيخ السعدي على بناء -أ گـادير ءوفلا- على قمة المرتفع وأحاطه بأبراج في أقل من شهرين ونصب فيه 40 مدفعا. استمر الحصن وميناءه في الازدهار إلى حدود عهد محمد بن عبد الله العلوي الـذي أمر بإغلاقه بعدما نهب المجاطي رسومه الجمركية, فأخذ الحصن في الانهيار إلى حدود أزمة خليج أگـادير سنة 1911م.
ونشير إلى أن جل تراب سوس يعرف هذه المخازن فكل قبيلة لها مخزن خاص بها. ونذكر أن أهم الاگـودار توجد بالأطلس الصغير الجنوبي كأگـادير المتواجد- بأيت باها- الذي يتميز بصفين من الغرف المتساوية يفصل بينهما ممر ضيق وطويل وترتفع غرفه من2 إلى 6 طبقات حسب عدد السكان.
أما عن تسيير المخازن فهناك مجلس مكون من 6 إلى 8 أعضاء مهمتهم الأولى حماية المخزن وتنظيمه ويطلق عليهم محليا انفلاس...
2 -المدن العتيقة؛ نموذج مدينة تارودانت:
إن تاريخ الجنوب المغربي مرتبط أساسا بمدينة تارودانت المتميزة بقدمها وموقعها الجغرافي، رغم ندرة الموارد التاريخية وفي بعض المرات تعارضها.
أصل تارودانت غير متأكد منه، يقال أنها بنيت من طرف أفارقة ينتمون إلى قبائل شتوكة وجزولة، في حين آخرون يعتقدون بكون تارودانت قد ظهرت في العصر الروماني بموقع مدينة كانت تسمى فالا، تواجد مكان فريجة على بعد 8 كيلومتر من مكان المدينة الحالي يشهد على هذا التأثير الروماني.
والبعض يرى أن تارودانت تعني بالامازيغية هضبة، وقد يتطابق هذا مع موقع فريجة الذي يهيمن على هضبة سوس. هذه الفرضية توضح بأن قرية فريجة الحالية هي الموقع القديم لمدينة تارودانت، زيادة على كون هذا الموقع الطبيعي يقدم إجابات متعددة : موقع استراتيجي في قلب هضبة خصبة، مأوى طبيعي ونقطة مراقبة لمداخل الهضبة.
ستعرف مدينة تارودانت مع ظهور المرابطين في القرن العاشر اهتماما سياسيا وعسكريا وستدخل المدينة مرحلة مهمة في التوسعات اتجاه شمال المغرب هذه المكانة ضمت مقر حكم محلي وستؤسس لمركز عسكري باتجاه أعالي الأطلس لهذا السبب ستصبح المدينة مكلفة بالمراقبة وردع القبائل المتمردة.
إبان القرن الثاني عشر وعهد الموحدين ستحتفظ المدينة بنفس الدور العسكري الاقتصادي والعاصمة الإدارية لمنطقة سوس.وهذا ما تؤكده كتابات مختلفة: "العاصمة تارودانت كانت قاعدة بلاد سوس ومكان إقامة نائب الملك".
في نفس الفترة، مصادر تاريخية ترسم التطور الملحوظ للنسيج الاقتصادي المحلي : الفلاحة، صناعة السكر.
في عهد الوطاسين وفترة ارتباك وفوضى، وكان علينا الانتظار حتى ظهور السعديين (1510) حيث ستعرف مدينة تارودانت أوجها مع عهد محمد الشيخ السعدي ملك سوس،الذي سيعطي المدينة كل اهتمامه فقد أصلح أسوارها وأعمرها بالتجار والحرفيين مما جعل من تارودانت مقر قوته ومصدرا دائما للتجارة بين أفريقيا وأوروبا،وهذا ما جعلها تحمل اسم الحضرة المحمدية نسبة إلى محمد الشيخ السعدي.
مع نهاية حكم الملوك السعديين ستدخل مدينة تارودانت في عهد الفوضى، مما سيجعل الملوك العلويين في نهاية القرن السابع عشر يقومون- بحركات- في المنطقة لردع القبائل المتمردة وصد الثورات المناوئة قصد توطيد دعائم حكمهم
3- الزوايا:
لقد ظل مفهوم الزاوية مرتبطا بالنموذج المغربي.لكن لتبسيط الموضوع يمكن القول أن الزاوية هي مكان للتعبد و العلم و التعاون والاقتصاد... و السبب في صعوبة إعطاء تعريف جامع هو كثرة وظائف هذه المؤسسة التي ظلت في تاريخ المنطقة محركا أساسيا في أحداث المجال.
وعرفت سوس مجوعة من الزوايا الكبيرة, نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الزاوية السملالية والجزولية...لقد كانت لهذه المؤسسة دور فعال في رسم معالم الحضارة والتاريخ بسوس وحفظ الهوية الإسلامية من الخطر الأجنبي الدخيل.وفي تنشيط الاقتصاد ويتمثل دالك في المواسم كموسم سيدي احمد أو موسى.
كما تتوفر سوس وماسة على مدارس عتيقة لتعليم الدين كمدرسة ايت باها, بالإضافة إلى بداية أبحاث أركيولوجية في عدة مواقع من سوس؛ فبين منطقتي إيغرام وتالوين باقليم تارودانت (شرق ا ﯕـ ادير) توجد نقوش صخرية تمثل مجموعة من المحاربين...
2- المـﺁثر التاريخية بدرعة:
* القصبات:
تتسم منطقة درعة بنموذج أخر من المـ ﺁثر التاريخية ويتعلق الأمر بالقصبات والقصور والمواقع الصخرية ساهمت هي الأخرى في الغنى الحضاري للمجال.ولقد لقبت ورزازات القطب الحضاري لدرعة؛ بمدينة ألف قصبة وقصبة.
تمداخت
قصرأگـدز
مكان تواجدها وسنة البناء
اسم القصبة
مركز مدينة ورزازات القرن 19م. ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو. تأسست سنة 1754 من طرف حماد أمغار وهو واحد من أهم أثرياء المنطقة
تاوريرت
أگـدز
قصر أگـدز
سكورة وقد أسست هذه الأخيرة في القرن 12، خلال حكم السلطان يعقوب المنصور الموحدي.
امرديل
أيت بن حدو على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات. ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو.مند عام 1987. ولقد شيد القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن بعض الاثاريين يؤكدون انه بني لأول مرة في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي،
أيت بن حدو أوقصر- اقدار- فيما قبل
* النقوش الصخرية:
كما تتميز درعة بتواجد مواقع للنقوش الصخرية حيث يضم وادي درعة بورزازات ما لا يقل عن ثلاثين موقعا للنقوش الصخرية اشهرها:
مكان تواجده
اسم الموقع
تازرين قرب أكدز 65 كلم جنوب ورزازات
أيت واغزيق
أولاد يحيى
جرف الخيل
جماعة تنزولين
فم الشنة
بجوار الزاوية الناصرية ، تامكروت حوالي 30 كلم جنوب زاكورة
تيباس كسوتين
وهناك مواقع أخرى كموقع أيت ويغين وموقع الشعبة البيضاء... الخ. وأكد الباحث أحمد التوفيق أن يعد من بين أهم المواقع الأثرية في المغرب لكونه يشتمل على نماذج من الكتابة الليبية . موقع فم الشنة
وذلك على أكثر من 30 لوحة تعود إلى ما قبل الميلاد وهي تحمل في طياتها العديد من الامازيغية
المؤشرات التراثية على الحضارتين الليبية القديمة والأمازيغية.
وحسب الباحث, فإن المقابر التي توجد أيضا بكثافة في منطقة تازارين, ترتبط بتقليد كان سائدا قبل الفترة الإسلامية في المنطقة والمتمثل في انتشار ظاهر المقابر العائلية المسحية بحيطان. وبخصوص, شكل هذه المقابر فهي أهرامات بدائية؛ تضم لوحات ورسوم تشبه إلى حد كبير لوحات الأهرامات ورسوم للآلهة القرابين... والبعض منها يذكر ببعض مظاهر الحياة والحرب بين فرسان وراجلين..