من نحن وما دا نريد؟

زوول امغناس كما وعدتكم يا أصدقاء ها أنا اليوم أبدأ بأول موضوع واتمنى ان يكون في المستوى

نافق أنفسنا وندعي الثقافة

نحن من بين المجتمعات التي لا تعرف من هي وماذا تريد. لا تعرف ما لها وما
عليها. لا تعرف هدفها وإذ بها تبحث عن الطريق للوصول إليه . لا تعرف ماذا
فعلت وماذا يجب أن تفعل.
نختلق أعذارا باطلة لتفسير عجزنا عن التغيير ونختبئ وراءها هروبا من
الواقع . فهذا يفسر عجزه عن التغيير بالغش الذي طال صناديق الاقتراع.
والآخر يوجه التهمة إلى الدولة بالتهميش وتلك تشير إلى صاحب كرسي المجلس
البلدي ، والبعض الآخر يدعو إلى الثورة لإحداث التغيير والمتشائمون يكتفون
بالقول : هذه مشيئة الله وعلينا الرضا بقضاء الله وقدره.

نقضي حياتنا اليومية في التنافر
وتبادل الاتهامات والشتائم بين بعضنا البعض . الجيران في استخبارات بينية
للتلصص على بعضهم البعض . حوارنا لا يتجاوز النميمة والجدال الفارغ ونأكل
لحم بعضنا البعض. ومع ذلك ننافق أنفسنا وندعي الثقافة .
نصرف كل أوقاتنا في المقاهي واحتساء السجائر دون أي التفاتة إلى كتاب أو
مجلة أو جريدة ، ونتابع المسلسلات المدبلجة الفاضحة والمخلة بأخلاقنا
وقيمنا الاجتماعية ، وأوصلت بنا الأفلام الحربية إلى تقبل واقعنا ولم نعد
نتدخل لوقف المشادات الكلامية والخصومات بين الأفراد والجماعات ، واكتفينا
بنقل الخبر إلى من لم يحضر حلبة الصراع . نتسكع في الأزقة والشوارع وليس
لنا هدف إلا الكشف عن عورات الناس والمساس بكراماتهم . فهذا يحكي حواره
عبر الإنترنت مع صديقته التي لم يلتق بها قط، والآخر عن صديقته التي تلاعب
بشرفها وأودعها دور الدعارة، وتلك تتحدث عن استغلالها المادي لحبيبها
الموهوم، وفوق كل هذا ننافق أنفسنا وندعي الثقافة. فأنا لحالنا أن يستقيم
!.

في الدول المتقدمة مثلا عندما
تتوقف الحافلة منتصف الرحلة تتدخل مصلحة الصيانة لاستبدال قطع الغيار
الفاسدة بقطع جديدة لكي تواصل الحافلة رحلتها. بينما في مجتمعنا عندما
تتوقف الحافلة توجه أصابع الاتهام إلى قطعة واحدة، وهي سائق الحافلة. هكذا
وبنفس الطريقة نفسر عجزنا عن التغيير دائما باتهام المتربع على كرسي
الانتخابات.
فهل علينا أن نغير المحامين
والقضاة لوقف الرشوة ؟ وهل علينا أن نغير الموظفين ورجال التعليم ؟ وهل
علينا أن نغير الدكاترة والمسؤولين ؟ ...
إن كان هذا هو الحال فسنصل إلى نتيجة حتمية وهي استبدال مجتمعنا بمجتمع
آخر مثقف . وإن كانت هذه هي النتيجة ، لماذا لا ننطلق منها إذن ونسعى إلى
محو الجهل والأمية من واقعنا ونتوقف عن ادعاءاتنا الواهية بكوننا مثقفين ؟

فينا مثالب كثيرة ونقائص بلا حصر ومع ذلك لا نزال نتبجح ونصف أنفسنا بالمثقفين، ولا ندرك أننا أبعد من الثقافة على الشمس.

علينا بالتغيير ولن ندركه إلا بطريقة واحدة، طريقة واحدة ولا أقول اثنتين، مصداقا لقوله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
" صدق الله العظيم. ما بأنفسنا هو الجهل والأمية، ونحن نخاف من هذه
الحقيقة، لذلك ننافق أنفسنا وندعي الثقافة. وهنا لست مضطرا للبحث عن حكمة
أزكي بها هذه الخلاصة ، فمنتدانا والحمد لله أصبح زاخرا بالحكم والأمثال ،
وسأعيد قولة لأحد الأعضاء :

الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يريد أن يتقبله الناس.

مع أزكى السلام

تشكر أخي العزيز targatouchka على الموضوع الجيد

أقول بكل موضوعية وإن اختلفت أساليب كتابنا وأدبائنا فإنهم يجرون وراء مصطلحات أساسية الكل يطمح إليها الحرية والثقافة والابداع والدين والنجاح

لكن تطبيقهم لايأتي عبر الكتابة للاسف بل يأتي عن طريق تغيير العقلية وتبديلها تماما إلى جانب مغاير عن ماهو موجود حاليا من تكدس للمفاهيم وتشتت للثقافات وضياع للهوية ونسيان الابداع ..

لكن للاسف كما قلت فالكلام لايحقق لنا وللجميع المرجو منه ..