المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

قدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، امس الجمعة بالرباط، حصيلة عمله منذ تأسيسيه سنة2001 إلى الآن، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة للخطاب الملكي السامي بأجدير.

وفي هذا الاطار، قال السيد محمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في ندوة صحفية بالمناسبة، إن اللغة والثقافة الأمازيغيتين عرفتا منذ إحداث المعهد دينامية مهمة ساهمت في ترسيخ مكانتهما في المجالات الاجتماعية والعلمية والإعلامية واندماجها في المنظومة التربوية وانفتاحها على محيطها الثقافي .
وأوضح السيد بوكوس أن المعهد قام، في مجال التعليم، بإعداد الكتاب المدرسي من السنة الأولى إلى السنة الخامسة ابتدائي، مضيفا أن المعهد يؤطر الماستر و المسالك التي تهم الدراسات الأمازيغية بجامعات ابن زهر باكادير ومحمد بن عبد الله بفاس ومحمد الأول بوجدة وعبد المالك السعدي بتطوان.
وفي مجال الإعلام ، أبرز السيد بوكوس أن المعهد يساهم مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومع وزارة الاتصال عبر لجنة مشتركة، في ورش إدماج الامازيغية في المجال السمعي البصري، كما قدم مجموعة من المقترحات تهم ضمان جودة البرامج المتعلقة بالأمازيغية وتنويعها فضلا عن مساهمته في النقاشات الموازية التي تهم مشروع إحداث القناة الامازيغية.
وفيما يخص مجال البحث، أكد السيد بوكوس أن المعهد أصدر ما يناهز مائة مؤلف تهم جميع مجالات المعرفة من سوسيولوجيا وآداب ولسانيات وانتروبولوجيا والديتاكتيك وعلوم التربية والترجمة.
من جهة أخرى، وفي إطار انفتاح المعهد على النسيج الجمعوي المهتم بالثقافة الأمازيغية، أوضح السيد بوكوس أن المعهد دعم مجموعة من المشاريع وعقد شراكات مع 178 جمعية مشيرا إلى أن المعهد يساهم كذلك في تشجيع المبدعين والباحثين والفنانين عبر تخصيص جائزة الثقافة الأمازيغية .
من جهته، ذكر السيد محمد صلو عضو وحدة الإنتاجات الدرامية والسمعية البصرية التابع لمركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري أن القناتين العموميتين التزمتا باتفاقية الشراكة التي تم توقيعها بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الاتصال في يوليوز2004 لإدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي.
واعتبر السيد صلو أن البرامج الأمازيغية التي تبث على القناتين العموميتين " مجرد نوافذ يجب العمل على توسيعها أثناء مراجعة دفتر التحملات وذلك استجابة لانتظارات المشاهد المغربي المتعطش لبرامج أمازيغية متنوعة في الإخبار والتثقيف والترفيه والإرشاد ".
أما السيد محمد بغدادي عضو مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية فقد أوضح لدى تطرقه إلى حصيلة المعهد في جانب اللغة والتعليم، أن المعهد وقع اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر سنة2003 لإدراج الأمازيغية في المنظومة التربية الوطنية.
وأضاف أن المعهد قام بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية بوضع " منهاج اللغة الأمازيغية في التعليم " يضم التوجهات الكبرى لتعليم الأمازيغية باعتبارها لغة وطنية بحرفها الأصلي تيفناغ على أن يتم توحيدها بالتدريج، مشيرا إلى أن المعهد قام بتنميط وتقعيد وتحديث الكتابة بالحرف الأمازيغي تيفناغ وملاءمته مع مقتضيات المعلوميات.
من جانبه، أكد السيد أحمد عصيد عضو وحدة الدراسات الفنية والأدبية التابعة للمعهد أن هذا الأخير يؤطر مرحلة الانتقال من الشفهي إلى المكتوب، وذلك من خلال العمل على تدوين التراث الشفهي الأمازيغي وتأهيل جيل جديد من الكتاب الأمازيغيين.
وذكر بأن المعهد قام بتعاون مع المركز السينمائي المغربي بتنظيم دورتين تكوينيتين لفائدة كتاب السيناريو الشباب وذلك من أجل تطوير الفيلم الأمازيغي وتشجيع الإنتاج السينمائي الأمازيغي .
أما السيد محمد ألحيان عضو مركز الأبحاث السوسيولوجية والأنتروبولوجية فقد أشار إلى أن المعهد قام بتحقيق ونشر العديد من النصوص التاريخية الأمازيغية أو التي تؤرخ للأمازيغ وحضارتهم، وذلك في أفق النهوض بالثقافة الأمازيغية في كافة مجالاتها.
كما يتولى المركز إنجاز أبحاث ميدانية في الديداكتيك والبيداغوجيا خاصة في المجالات المرتبطة بتدريس اللغة الأمازيغية في التربية غير النظامية ومحاربة الأمية وتعليم اللغة الأمازيغية لغير الناطقين بها.
يذكر ان المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحدث بمقتضى ظهير وبقرار من جلالة الملك محمد السادس الذي أعلنه في الخطاب التاريخي الذي ألقاه بأجدير في17 اكتوبر 2001 ، وهو مؤسسة أكاديمية أنيطت بها مهمة الحفاظ على الثقافة الأمازيغية وتطويرها وتعزيز مكانتها في المجالات التربوية والإعلامية والسوسيوثقافية الوطنية ،وحدد هدفها الرئيسي في العمل من أجل إعادة الإعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين في إطار مشروع مجتمع حداثي ديمقراطي تعددي منفتح على العالم والقيم الكونية .