* الشروق ـ تعريب وإعداد عواطف خميري
تباينت اوجه التعاطي مع مسالة اللقاح الخاص بانفلونزا الخنازير الذي تفشى في العالم وتراوحت ردود الفعل بين التحذير من خطر هذا الوباء على الانسانية وإثارة الرعب في سكان كوكب الارض,وبين الرأي الآخر الذي يشكك في خطورة الفيروس ويؤكد ان الخطر يكمن في اللقاح المزمع استخدامه وان هناك كارثة تهدد الوجود الإنساني.
ويتزعم الشق الأول اهم الدوائر السياسية في العالم وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية والتي قد تكون تبالغ في رسم صورة مرعبة للفيروس وتطالب بإجبارية التلقيح ’بل منها من ذهب الى حد فرض عقوبات على الأفراد الذين يرفضون اللقاح ,حيث هددت ماسوشيتس الأمريكية بفرض عقوبات على كل من يرفض اللقاح تتراوح بين 1000 دولار عن كل يوم وعقوبة بالسجن تصل إلى 30 يوما.
فيما أعلنت الولايات المتحدة ان الوباء سيؤدي الى وفاة قرابة 90 ألف شخص (يُذكر ان 36 الف امريكي يموتون كل سنة جراء الانفلوانزا الموسمية).
أما بريطانيا فتجاوزت مسالة التحذير الى تهيئة مقابر جماعية تحسبا لأي نتائج غير متوقعة , قد يحدثها الوباء.
في المقابل يرى اغلب الاكاديميين في العالم وخبراء الصحة والاطارات الطبية الذين يشكلون الشق الثاني ان الأمر ليس الا مجرد دعاية لخدمة مخابر الأدوية , مشككين في فاعلية اللقاح.
كما اثارت مسالة التلقيح ضد الفيروس ردود فعل كبيرة في الاوساط العالمية ترفض في اغلبها التلقيح ففي هونغ كونغ كشف استطلاع للرأي شمل 2255 طبيبا وممرضة أعلن نصفهم رفضهم التلقيح ضد انفلوانزا الخنازير مشككين في فاعليته.
وفي بريطانيا ,ذكر استطلاع للرأي ان ثلث الممرضات يرفض اللقاح باعتباره يساهم في ظهور تعقيدات صحية خطيرة من بينها الاضطرابات العصبية حسب ما أوردته مجلة «نورسينغ تايمز «وإذا عبّر 30% عن رفضهم اللقاح قال 60% انه يشكل خطرا كبيرا على الصحة خاصة وانه يحتوي على «السكوالين «squalene وقال احدهم :لا اريد ان اعرض حياتي لخطر أضرار غامضة وطويلة المدى من اجل حل وقتي».
وفي بريطانيا ايضا كشف استطلاع لمجلة «جي بي ان «ان 50% من الاطباء يرفضون اللقاح و يشككون في جدواه ,ومن بين 216 طبيبا عاما استطلعت آراؤهم أبدى 29% منهم رفضهم بشكل قاطع أي تلقيح في حين ان 71 ٪ قالوا ن اللقاح لم يقع تجربته بصفة كافية لضمان سلامته.
أما جمهورية تشيكيا فقد رفضت التعامل مع «باكستار» الدولية لمخابر الأدوية ,وقال وزير الصحة ان النقاشات مع الشركة توقفت لعدم قدرة المخبر المذكور على عدم ضمان ادنى حد من السلامة لللقاح وانه لايشكل أي خطورة عدم تحملها المسؤولية عن أي اضرار محتملة.
يذكر ان وزارة الصحة الأمريكية امضت عقدا ب 70 بليون دولار مع احد المخابر المنتجة لللقاح وتعفيهم من أي ملاحقة قانونية.
مخابر الادوية....أخطاء بالجملة
تتنافس خمس مخابر ادوية كبرى في العالم على انتاج لقاح لانفلونزا الخنازير لكن اغلب هذه الشركات او المخابر لها سجل اسود من الأخطاء أودى بحياة العديد من الأشخاص.
فشركة «باكستار» الدولية ارسلت في ديسمبر الماضي لقاحا ضد الانفلونزا الموسمية ملوثا بفيروس حي لانفلوانزا الطيور الى 18 دولة في العالم ورغم ذلك مكنتها الصحة العالمية من اذن لصنع لقاح لانفلونزا الخنازير.
اما «نوفارتيس» فقد أعلنت في 18 جوان الماضي انها تمكنت من صنع لقاح ضد انفلونزا الخنازير يحتوي على السكوالين وعديد المكونات الأخرى ,لكن بتجربته على الفئران ادى الى وفاتهم.
نفس الشركة تعرضت إلى ملاحقات قضائية في بولونيا سنة 2008 ,في قضية رفعها ممرضون وأطباء أعطوا حقنة من إنتاجها الى 350 شخص ادت الى وفاة 21 منهم.
وأعلنت «قلاغسو سميث كلاين» مؤخرا عن انتاج لقاح ضد انفلونزا الخنازير يسمى «pandermix يحتوي حسب وثيقة للوكالة الأوروبية للصحة على 10.68 ملغ من السكوالين وهي مادة اثير حولها عديد الشكوك.
في نفس السياق قال الدكتور راند ر ربران لورسن ان المخابر تقدم طلبا للحصول على ترخيص وهو في الحقيقة إجراء شكلي حسب رايه ,ويقع مدها بالموافقة في مدة وجيزة قد تصل الى خمسة ايام ,مما يثير التساؤل حول امكانية خضوع اللقاح الى اختبار كاف وموضوعي ,وبالتالي يترك سلامة اللقاح بيدي المخبر المنتج بصفة شبه كلية والذي بدوره يملك حصانة ضد أي أضرار محتملة.
وأكد لورسن ان هناك ناحية هامة يجب التعرض لها وهي مادة «السكوالين « حيث كان معدل وجوده في حقنة ضد «الانثراكس «خلال حرب الخليج تقدر ب 34.2 ميكروغرام في مليون ميكروغرام من الماء ,رغم ذلك اثبتت الدراسات انها وراء ظهور اعراض حرب الخليج لـ 25% من جملة 697 الف جندي امريكي.
اللقاح قد يكون اخطر من الفيروس...
كشف تقرير لماو مان وهو مختص في علم الجينات ان لقاح انفلونزا الخنازير يحتوي على مكونات سامة قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة مثل الشلل وقد تصل الى حد الوفاة مشيرا الى انه(اللقاح) قد يتسبب في وفايات اكثر من الوباء نفسه.
وقال في تقرير سلمه الى دوائر الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية اكد فيه ان اللقاح ليس له فاعلية كبرى باعتبار ان الفيروس يتغير بسرعة بينما اللقاح يستهدف بعض العناصر المعينة.
كما أرسلت وكالة حماية الصحة,المؤسسة الرسمية المكلفة بحماية العامة في بريطانيا , بيانا الى اطباء الاعصاب حول لقاح انفلونزا الخنازير , تلفت فيه نظر هم الى امكانية حدوث مضاعفات خطيرة تتمثل في اضطرابات عقلية تسمى بعوارض «غيليان بار» sandrome guilian bare sgb» الذي يهاجم الاعصاب وقد يسبب الشلل وصعوبة في التنفس وعديد الاعراض الاخرى.
وأرسل البيان الى 600 طبيب أعصاب مما سبب موجة غضب كبيرة وفتحت باب الشك في امكانية حصول مضاعفات خطيرة تذكر بلقاح مماثل ضد انفلونزا 1976 والتي تسببت في وفاة عدد كبير من الاشخاص تجاوز ضحايا الوباء وسجلت 5000 حالة يحملون اعراض» غيليان بار « وضاعفت امكانية الاصابة بهذه الاعراض 8مرات وسحبت الحقنة او اللقاح بعد عشرة ايام بعد ثبوت خطورتها و دفعت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لتعويض الضحايا.
مقاضاة الصحة العالمية..والمطالبة بتلقيح اوباما أولا...
تقدمت الصحفية النمساوية «جاين بيرجارميستار» بشكوى ضد منظمة الصحة العالمية وشركة «باكستار» الدولية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والادارة الامريكية والبنوك بتهمة ممارسة الارهاب والقتل البيولوجي الجماعي لتحقيق اغراض سياسية ومالية.واتهمت منظمة الصحة العالمية بالخصوص بتعمد تزييف الحقائق العلمية حول الفيروسات لخدمة مجموعة من المجرمين الدوليين مشيرة الى ان المنظمة هرعت الى رفع درجة التاهب الى المستوى السادس وتهويل الامور رغم ان عدد الضحايا مازال محدودا مقارنة بما تخلفه الانفلوانزا الموسمية من ضحايا يبلغ 36000 في امريكا في السنة.
وأكدت الصحفية النمساوية ان كل الهياكل الدولية والحكومات الكبرى متواطئة لابادة البشرية من اجل السيطرة على الموارد وتحقيق أرباحا مالية وايضا خفض عدد سكن العالم الى 5 مليارات في العشر سنوات القادمة.
اما ويليام اوندغال وهو خبير اقتصادي وكاتب امريكي فقد قال : امام تمتع شركة باكستار بحصانة تحميها من أي ملاحقة قانونية ضد حدوث اضرار ,فقد ان الاوان بالنسبة للعاملين في منظمة الصحة العالمية والادارة الامريكية وعلى راسها اوباما ,والامم المتحدة بان يكون هو اول من ياخذ اللقاح ضد انفلونزا الخنازير ,بالإضافة الى أعضاء الكنغرس الذين امضوا العقد مع «باكستار» بـ 7 مليارات دولار ومكنوها من حصانة ضد أي ملاحقة قانونية , واذا ثبتت جدوى اللقاح وفاعليته وخلوه من أي مخاطر عندها يقع مد سكان العالم به ,دون اعتبارهم فئران تجارب...».