zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: زراعة اللوز في منطقة ورزازات الجمعة نوفمبر 13, 2009 8:06 am | |
| زراعة اللوز في منطقة ورزازات "الشجرة المباركة التي لا تأبه لوعورة التضاريس" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ارتبط النشاط الفلاحي في إقليمي ورزازات وتنغير في ذاكرة العديد من الأشخاص ،بتعاطي الفلاحين في هذه المنطقة أساسا لزراعة النخيل وإنتاج التمور، مع ممارسة بعض الأنشطة الزراعية المعاشية الموجهة للاستهلاك المحلي، جاهلين بذلك أن المنطقة تعتبر واحدة من أهم جهات المملكة التي لها باع طويل في إنتاج أصناف مختلفة من فاكهة اللوز
وتعود أسباب إقدام الفلاحين في هذه المنطقة على التعاطي لزراعة اللوز إلى مجموعة من العوامل السوسيواقتصادية والمناخية التي تتحكم في هذه الزراعة التي ظلت إلى وقت قريب تخضع لأساليب الإنتاج التقليدية، قبل أن تحظى باهتمام المصالح التابعة لوزارة الفلاحة التي أصبحت توليها ما يلزم من التتبع، والتي توجت مؤخرا بتخصيص هذه الزراعة بعناية خاصة في إطار مخطط المغرب الأخضر.
ومن خاصيات زراعة اللوز في هذه المنطقة أنها تنتشر على الخصوص في سفوح الجبال، وتتمتع بنوع من المناعة النباتية التي تجعلها قادرة على مقاومة البرد القارس الذي يسود في هذه المناطق خلال فترات طويلة من السنة.
كما تتميز هذه الشجرة بكونها تساهم في تثمين الإستغلاليات الزراعية الصغيرة التي تشكل ميزة خاصة بالمناطق الفلاحية المنتشرة في سفوح الجبال، فضلا عن كونها تتأقلم مع نوعية التربة التي تتواجد في هذه المناطق.
وتفيد المعطيات الصادرة عن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات أن المساحات الأرضية المشمولة بزراعة اللوز في منطقة تدخل المكتب تصل إلى 4 آلاف و400 هكتار، وتنتشر هذه الأراضي في مناطق أمرزكان وتوندوت وقلعة مكونة وتازناخت وتينغير وتالوين ، فيما يقدر مجموع أشجار اللوز في المنطقة ذاتها بحوالي 880 ألف شجرة.
ويصل متوسط إنتاج مادة اللوز (بعد إزالة قشرته) في المنطقة إلى حوالي 5 آلاف طن سنويا، حيث يتم ترويج جزء من هذا الإنتاج في الأسواق المحلية، بينما يخضع تصريف الجزء الآخر منه في الأسواق الوطنية لسلسلة من الوساطات التجارية قبل أن يصل إلى المستهلك.
ويتشكل الجزء الأكبر من هذه الثروة النباتية المنتشرة في إقليمي ورزازات وتنغير من أصناف محلية كثيرة ومتنوعة ليس بمستطاع الشخص العادي التفريق بينها، حيث توصلت دراسة ميدانية أنجزها المعهد الوطني للبحث الزراعي في الفترة ما بين سنتي 1976 و1984 إلى أن عدد هذه الأصناف يبلغ 63 صنفا متأقلما مع الظروف المناخية السائدة في المنطقة، بينما تم إدخال أصناف أخرى من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات من ضمنها "ماركونا" و" فورنا"، و" تيوونو" وغيرها من الأصناف الأخرى.
وعلى الرغم من كون فاكهة اللوز غير معرضة للتلف بسهولة كما هو الحال بالنسبة لأصناف كثيرة من الفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى، فإن المشاكل التي تواجه هذا النشاط الزراعي ناتجة أساسا عن قساوة المناخ، خاصة إبان فترة الربيع الذي تعرف فيه منطقتا ورزازات وزاكورة موجات من الصقيع مما قد تنجم عنه في الغالب أضرار كبيرة بإنتاج أشجار اللوز.
ومقابل ذلك، فإن امتداد المساحة الجغرافية التي تشغلها زراعة اللوز في الجنوب الشرقي للمملكة ، وتنوع المناخ فيها يفسر التنوع الكبير في أصناف اللوز التي تنتج في المنطقة، كما يساعد هذا العامل المناخي على التنويع في التعاطي لزراعة مختلف أصناف اللوز سواء منها التي تعطي إنتاجا مبكرا، أو التي يتأخر منتوجها حتى نهاية الموسم.
وأفاد مصدر من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بأن هذا الأخير بادر باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تطوير هذه الزراعة حيث أطلق منذ سنة 1981 حملة لتكثيف غرس أشجار اللوز في المنطقة، مما مكن من بلوغ 600 ألف شجرة من أصناف متطورة تم غرسها عند متم سنة 2008. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وحرص المكتب الجهوي عند تنفيذ هذه الخطة على تزويد الفلاحين بأصناف الأشجار المتميزة بتأخر إنتاج اللوز وذلك لتفادي تعرض الإزهار للصقيع الربيعي الذي يدمر الإنتاج، حيث تم التركيز على توزيع هذه الأصناف في المناطق الجبلية، وفي المساحات الزراعية الممتدة عند سفوح الجبال، بينما تم توجيه أصناف أخرى تعطي إنتاجا، لا هو بالمبكر ولا بالمتأخر، في مناطق واحات النخيل المنتشرة في فم زكيد وتينزولين ومزكيدة وميضر وسكورة وجنوب جبل صغرو حيث أعطت هذه الأصناف نتائج تبعث على الارتياح.
وعلاوة على هذه الإجراءات التي باشرها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، فإن مخطط المغرب الأخضر خصص حيزا مهما في الشق المتعلق منه بتطوير سلاسل الإنتاج التقليدية للنهوض بزراعة اللوز حيث تم اعتماد ثلاثة مشاريع هامة في هذا الإطار خصص لها غلاف مالي بقيمة 2 ر70 مليون درهم.
وتهم هذه المشاريع توسيع الاستغلاليات الزراعية المشمولة بأشجار اللوز على مساحة إجمالية تبلغ ألفا ومائة هكتار، وتجهيز هذه المساحات بنظام الري بواسطة التنقيط، ثم تقديم الدعم والتأطير اللازمين للمنتجين عن طريق تنظيم دورات تكوينية، ومعاينة إجراء التجارب والقيام بزيارات تأطيرية واستطلاعية.
ويبقى الجانب المتعلق بتثمين مادة اللوز في مناطق الإنتاج بإقليمي ورزازات وتنغير كما هو الحال بالنسبة لمناطق إنتاج أخرى عبر المملكة من بين الرهانات التي يتعين على مختلف المتدخلين العمل من أجل تحقيقها.
ويتطلع المنتجون المنضوون في إطار تعاونيات في ورزازات إلى إمدادهم بآليات استخلاص زيوت اللوز، لاسيما وأن تحقيق هذا التطلع سيمكن من رفع المدخول المادي للمزارعين، وتطوير شروط تسويق المنتوج، وبالتالي الحد من تدخل الوسطاء مما سينعكس إيجابيا على المنتج والمستهلك على حد سواء.
| |
|