taslit onzar ....
عدد الرسائل : 165 تاريخ الميلاد : 04/04/1986 العمر : 38 كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: هل أتزوج وأندم أم يفوتني القطار وأندم؟ الثلاثاء فبراير 17, 2009 1:24 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أتزوج وأندم أم يفوتني القطار وأندم؟
أنا فتاة في أوائل العشرينات من عمري مشكلتي سيدتي هي الخوف من الزواج من أوله إلى آخره و الخوف من العنوسة أيضاً فأنا أخاف حينما أسمع أنه جاءني خاطب ، وبدون أن أسمع عنه أي شئ مثلاًً سوى طلب ، من طلباته في عروس أحلامه أن أتوقع عيوبه مسبقاً فإذا طلب أمرأة لها أهم ما فيها عائلتها ، أقول في نفسي ما كل هذا التعقيد ، وما دخل العائلة بذلك ؟
إنه صعب المهم أخوتها وأبوها وأمها ، وليس كل العائلة ، و حينما أسمع عن شخص يركز على أن يتزوج إمرأة تكون متدينة أغلبهم للأسف يركز فقط على المظهر الخارجي ، وبعضهم سمعت أنه يضل يسأل بتتفرجي على التليفزيون بتسمعي لمين ؟ والداعية الفلاني قال كذلك ومكنش معاه حق في كذا؟ أقول في نفسي لو تزوجته لحول حياتي إلى جحيماً أو لعانى معي المشكلة أسببها هي أني أشعر في كثير من الأحيان أن كلا من أبي وأمي يحيا مع الأخر تعيساً ، ولي قريبة مطلقة ، ولم أرى رجلاً يحب زوجته ولا امرأة تحب زوجها أبداً تقريباً سوى مرتان في جميع حياتي .
و أيضاً حينما كنت في سن الثامنة عشر تقدم لي شخص أكثر من ممتاز والله ولا أزكي أحد على الله وكانت الزيجة تنقصها سبعة أشهر لتتم ، ولكن توقف الأمر لأسباب لا يعلمها إلا الله فكلما جاءني أحد قارن به ، ضيفي على ذلك أنه كلما حدثتني واحدة عن عريس كلهم يريدون لأنفسهم البيضاوات فقط ولا يهم الباقي لا يهم شخصيتها أحيانا أقول في نفسي أصبر من الجائز أن يأتي أفضل منه بعد ذلك أخاف يا سيدتي أن يفوتني قطار الزواج و أندم بعد ذلك وأخاف أتزوج رجل لا أحترمه ولا أحبه فأندم أرجوك يا سيدتي ادعي لي و دبريني ماذا أفعل جزاك الله خيراً ولا تنسيني ولا ينساني أحد من الدعاء بالزوج الصالح.
أ. ع - مصر بنيتي أهلاً بك ، اسأل الله أن يرزقك بالزوج الصالح الذي تقر به عينيك وتنعم به دنياك ، لكن ألا ترين معي أنك صغيرة علي كل هذه الأمور التي تقحمين عقلك فيها وبالتالي تطلقين احكاماً خاطئة ، فأنت تدورين في دوائر عدة تجعلك تخلطين الأمور بين رفضك للزواج كمبدأ لأنه لا يوجد متزوجين سعداء، وبين رفضك للعرسان وشعورك بالذعر منهم لعيوب شخصية فيهم ، ومن جهة ثالثة رعبك من العنوسة رغم أن عمرك لم يتجاوز العشرين أي أنك في نظر القانون طفلة قاصر ، إذاً فخوفك من الزواج وخوفك من العنوسة فكلها مخاوف غير مبررة لأنها مخاوف متناقضة، فأنت مقتنعة تماماً بفكرة الزواج لكنك تخشين الفشل أو تخافين عدم التوفيق مع أي خاطب وعدم التوافق معه الأمر الذي يصل بك إلي العنوسة من دون أن تدري، وهي طبعاً مخاوف في غير محلها لعدة
أسباب :-
- أولاً من الطبيعي جداً أن تنتقي وتختاري وترفضي أكثر من خاطب ، خاصة لو كان الرفض لأسباب واقعية ومنطقية فليس من الضروري أن تتفادى الفتاة العنوسة فتبل بأول خاطب خاصة وإن كانت صغيرة في مثل عمرك
- ثانياً قد تكون وجهة نظرك في الزواج والرجال والحياة بشكل عام وجهة نظر سطحية جداً وهامشية جداً تنقصها الخبرة والحنكة التي نتعلمها من الأيام والسنين . إذاً فمن الحكمة أن تنتظري بضع سنوات تتعرفين فيها علي الدنيا أكثر وعلي مفهوم الزواج ومعناه ومقومات الزواج الناجح والصفات التي يجب أن تبحثين عنها في شريك الحياة ليكون اختيارك بالتالي علي أساس سليم وغير منقوص - ثالثاً بالنسبة للتعساء في الزواج من حولك أقول لك إن السعادة الكاملة غير موجودة في الدنيا فكما سترين أزواج تعساء فهناك في المقابل كم كبير من أزواج سعداء ، وهناك أيضاً عدد كبير من غير المتزوجين وغير المتزوجات وهم أيضاً تعساء ، والأمر نسبي صغيرتي يحكمه في النهاية الرضا بما قسم الله والقناعة بنصيب كل فرد من السعادة أو التعاسة ، فالحياة يا صغيرتي علم مؤسس علي التجارب كما يقول الأديب الفرنسي "مونتاني" والدنيا صغيرتي لا زالت أمامك وسيمر بك تجارب كثيرة وستقابلين بشراً كثيرين ، وكل ذلك سيجعلك تتعلمين الكثير في حياتك وستتغير نظرتك للأمور حتماً مع كل تجربة وكل خبرة حيايتة تسكبينها ، لتصبح نظرتك للأمور حيادية وموضوعية وقبل ذلك عقلانية ذلك لأنك في مثل عمرك الآن تكون أحكامك علي الحياة من حولك غالباً من منظور قلبي عاطفي مجرد من العقل وهي أحكام غالباً ما تنقصها الخبرة والحكمة
لذا أدعوك لطرد الأفكار السلبية جميعا من رأسك والتمتع بطاقة إيجابية في مواجهة الحياة طاقة تتناسب وعمرك الصغير واستعدادك الكبير للتعلم والتكيف مع معطيات الحياة والاستفادة بكل ما يتاح أمامك من خبرات ، والاحتكاك بالكبار لتعلم الحياة الحقيقية .
بعد كل ذلك ستأتيك الرؤية الواضحة التي من خلالها يمكنك الحكم الصائب علي الأمور ، والتأني في إصدار الأحكام واتساع الافق ورؤية ألوان الحياة المختلفة فهي ليست أبيض صافي أو أسود فاحم وإنما هناك تدرجات أخري للألوان .
ونصيحتي الأخيرة لك صديقتي هي أن تعرفي كيف تحبي نفسك أولاً ، وكيف تعملين علي إنضاج شخصيتك وصقلها بالخبرات التي تتيح لك وضع الأمور في نصابها الصحيح و تساعدك في اتساع مداركك وشمولية نظرتك للحياة من حولك ، وبالتالي تزيد قدرتك علي الاختيار السليم ، وسيتأكد لديك حينها أن الزواج ليس نزهة ترفية ولا هو جنة الله في الأرض لكنه حياة طبيعية حقيقية وواقعية ، فيها السعادة والشقاء وفيها الحزن وفيها الفرح وكل محتمل طالما الطرفان متفقان متوافقان . أرجو ألا تتعجلي إطلاق الأحكام قبل أن تصبح لديك الخبرة الكافية والقدرة الكافية علي الاختيار بعد وضوح الرؤية وتمام المعرفة ، ولا تشغلي بالك بأمر العنوسة لأنني أري أن العنوسة اختيار وليست إجبار فالفتاة الآن لم تعد مضطرة للقبول بأي خاطب لمجرد الزواج فقط ، بل من حق كل فتاة أن تنتظر الرجل المناسب طالما تسمح ظروفها بالانتظار وطالما أنها غير مضطرة للزواج ، لأن الانتظار علي أساس الاختيار السليم أفضل من التعجل وإساءة الاختيار الذي قد ينتج عنه فشل الزواج .
| |
|