المفعول المطلق
تعريفه :
اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .
نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما .
فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .
وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله .
ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 .
60 ـ أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 .
وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 .
ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .
أنواعه :
1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله .
نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا .
61 ـ ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 .
فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .
ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 .
وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 .
ــــــــــ
1 ـ 24 الغاشية . 2 ـ 46 إبراهيم .
3 ـ 19 الإسراء . 4 ـ 164 النساء .
5 ـ 4 ، 5 الواقعة . 6 ـ 21 الفجر .
28 ـ ومنه قول الشاعر :
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون
2 ـ لبيان نوعه .
نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .
ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .
فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله .
62 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 .
ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 .
وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 .
وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 .
29 ـ ومنه قول المتنبي :
لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ
3 ـ أو لبيان عدده .
نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .
" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .
فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة .
63 ـ ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 .
ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب . 2 ـ 1 الفتح .
3 ـ 13 آل عمران . 4 ـ 33 الأحزاب .
5 ـ 14 الحاقة .
* تثنية المفعول المطلق وجمعه :
1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :
انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .
2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .
نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .
بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .
3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .
نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق :
يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي :
1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما .
وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .
2 ـ المصدر . 64 ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 .
فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .
3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 .
صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .
4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .
قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .
5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما .
فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :
أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني