منذ ما قبل التاريخ عرف الإنسان العقاقير المؤثرة على العقل وقام بتعاطيها لإحداث حالة مغايرة أو غير طبيعية من الوعي والإدراك، أو لتخفيف وإزالة الألم النفسي أو البدني، أو لإحداث شعور بالنشوة وزيادة النشاط. وفي يومنا هذا تتداول كميات ونوعيات عديدة من هذه العقاقير منها الطبيعية ومنها المصنع، كمشتقات" الأمفتامين" "والباربيتيورات".
عدد كبير من الشباب يقع في فخ هذه العقاقير غير الطبية بدون قصد. فكثير منهم يتعرف عليها عن طريق الأصدقاء والأنداد. و بالرغم من معلوماتهم المسبقة عن آثارها السلبية، إلا أن حب الاستطلاع والاستكشاف يدفعهم لتجربتها لمعرفة مفعولها، سلبياً كان أم إيجابياً. والبعض يقع تحت طائلتها تحت ضغط الأصدقاء لكي ينسجم مع المجموعة أو في محاولة منه لتقليدهم والتمثل بهم. وعدد غير قليل استطاع أن يغرر بهم بعض المروجين مدعين لهم أن استعمالها سيكسبهم شعور بالثقة والجرأة والراحة النفسية مع السيطرة على النفس، أو يزيل عنهم الشعور بالقلق والتوتر والخوف والشعور بالدونية والإحباط، أو يرفع من معنوياتهم ويقوي من اعتدادهم بذاتهم. ثم يقومون بتزويدهم بهذه العقاقير مجاناً إلى أن يتأكدوا من تعودهم عليها، وهنا فقط يطالبونهم بالمقابل المادي بعد أن يوقعوا بهم في الفخ.
أتضح أخيراً أن نسبة كبيرة من هؤلاء المروجين هم من بين المتعاطين الذين ليس لديهم المال الذي ينفقونه على استهلاكها اليومي بعد أن فقدوا مالهم الخاص أو مصدر رزقهم من العمل وأبتعد عنهم الأهل والأصدقاء. لذلك يضطرون للتورط في الترويج مقابل استهلاكهم اليومي من العقار، وبهذا يتمكنون من تأمين احتياجاتهم من العقار.
فئات المتعاطين
متعاطو هذه العقاقير الضارة بالعقل ينقسمون إلى ثلاثة فئات رئيسية:
استعمال لغرض التسلية.( Recreational use)
هذه الفئة تستعمل العقار في أوقات متقطعة وفي مجموعات صغيرة لتمضية والاستمتاع بالوقت والتمتع بالنشوة التي يحققها لهم العقار. ولذلك قلما يعانون من مشاكل مثل التسمم والتعود، والأعراض الإنسحابية أو الاضطرار لزيادة الجرعة. ومعظم هؤلاء ابتدءوا عن طريق التجربة أو حباً للاستطلاع. ولكن البعض قد يتدرج إلى المرحلة اللاحقة وبدون قصد.
إساءة الاستعمال(Drug abusers)
هذه الفئة تتناول العقار بصورة متكررة أو مستمرة ولمدة طويلة بالرغم من حدوث نتائج سلبية في مجال العمل، أو ذات طابع اجتماعي أو قانوني، أو بالرغم من تعريض النفس للأخطار وهو تحت تأثير العقار. ويعتقد أن هذه الفئة لها استعداد وراثي للسعي وراء اللذة لوجود مركز في المخ للإشباع الحسي، كلما نبه بشيء يثير اللذة، ارتبط ذلك بدافع قوي لتكرار نفس المثير للحصول على مزيد من اللذة كمكافأة لذلك السلوك. وهذا يوضح لماذا يتدرج البعض من الاستعمال المنضبط الاجتماعي إلى الإدمان مروراً بإساءة الاستعمال. ذلك لأن الدافعية لديهم للسعي وراء اللذة أقوى من تلك التي لدى الذين يقفون عند الاستعمال المتقطع والذي غالباً ما يتوقف نهائياً لعدم دعم أو مكافأة سلوكهم ذالك بشكل محسوس
فئة المدمنين. (Drug dependants
هذه الفئة هي التي وصلت إلى درجة الاعتماد الكامل على المخدر نفسياً وفسيولوجيا وأضحت تحت سيطرته. تقضي يومها في البحث عن و تأمين العقار بكل وسيلة أو الانهماك في الاستعمال أو تكون تحت تأثيره. وبالتالي تكون هنالك لامبالاة كاملة بكل أنشطة الحياة الأخرى وذلك يقود إلى تدهور مريع في حياتهم صحياً ونفسياً ومهنياً واجتماعياً. وأخطر ما في الأمر ما يحدثه الاعتماد الفسيولوجي من ظهور الأعراض الإنسحابية المؤلمة والمرعبة عند التوقف لسبب ما عن التعاطي أو تخفيض الجرعة وكذلك الحاجة لزيادتها من آن لآخر. زد على ذلك النزعة المستمرة والقوية للتعاطي التي لا يستطاع مقاومتها.
من العقاقير التي تسبب الاعتماد الفسيولوجي: الكحول، ومشتقات المورفين كالهروين، والكوكايين والأمفاتمين. أما تلك التي تحدث اعتمادا نفسيا فهي: الحشيش، والمهلوسات، والقات، والنكوتين، والمواد المتطايرة، والكافين، ومضادات القلق.