zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: "القصبة الأمازيغية المعروفة بـ''تغرمت نايت عائشة'' السبت أغسطس 29, 2009 11:22 am | |
| القصبة الأمازيغية المعروفة بـ''تغرمت نايت عائشة''
القصبة الأمازيغية المعروفة بـ''تغرمت نايت عائشة'' تعد واحدة من أجمل القصبات في منطقة بوتغرار بأعالي جبال قلعة مكونة.. قصبة تعلوها أبراج أربعة، وتتميز بنمطها الأمازيغي المعتمد في مواد بنائه على الطين والخشب والقصب والقش.
أبراج مزخرفة بما يسمونه النقش على الطوب.. وهي في منحدر حافة جبل بوتغرار.. يمتزج جمالها المعماري بهذا الفضاء الطبيعي الخلاب ليشكلا لوحة آية في الجمال ويزيدها بهاء اتخاذ طير البلاشون لأحد أبراجها كعش من أعشاشه لتكتمل الصورة إبهارا.. قصبة يفوق عمرها ثلاثة قرون لتبقى صامدة أمام عواتي الزمن، و الجميل في هذه القصبة الموروثة أبا عن جد أن السكان مازالوا يقطنونها وهذا هو السر في صمودها وبقائها والحفاظ على رونقها وخصوصيتها وهي واحدة من الفضاءات التي تستقطب السياح وتثير انتباههم.. لكن هذا الجمال المعماري الفريد لا يمكن الوصول إليه إلا بعد معاناة لا تخلو من مخاطر لأن المسالك المؤدية إلى المنطقة غير معبدة رغم بعض الإصلاحات التي تعرفها الطريق بين الحين والآخر.. ومنطقة بوتغرار وايت مراو بأعالي جبال مكونة تزخر بفضاءات تمتزج فيها اللوحات الطبيعية بما أبدعته أيادي الصانع المغربي في المجال المعماري لتمكننا من رؤية إبداعات ومنحوتات زاخرة بنفائس يكون فيها للعشق موقع وللخيال فصول وللشعر قواف.. ومن هذه المنطقة تأتي فرقة أحيدوس قلعة مكونة المتميز برقصة النحلة الشهيرة.. وطبعا لهذه الفضاءات دور في تشكيل شخصية إنسان المنطقة بكل إبداعاته الفنية و المعمارية .
قصبة ايت عائشة ببوتغرار هي واحدة من عشرات القصبات الممتدة في هذه الجبال والقريبة من ينبوع وادي مكونة.. مازالت تزخر بالحياة لكنها معزولة عن العالم و لا يصلها إلا من يهوى المغامرة وركوب المخاطر، وهي دعوة نوجهها للمسؤولين ثقافيا وسياحيا قصد مد شبكة الطرق نحو فضاءاتنا السياحية الجميلة وربط التواصل معها والاهتمام بها وتقديم مساعدات لسكانها قصد الحفاظ على نفائس معمارية.. لأن ذلك يعد حصنا من آفات وتقلبات الدهر بل هو تواصل بين الماضي والحاضر لنتأمل تاريخنا ونستشف من خلاله مستقبل معمارنا، والذي يجب أن يبقى محافظا على خصوصيته وتمييزه ليتناسق مع الطبيعة لأن أي تخل عنه وإدخال أنماط غريبة عن المنطقة يعد مسخا وتشويها لمعمار من المفروض أن يصان ويحفظ. | |
|