zakri74 ....
عدد الرسائل : 2133 تاريخ الميلاد : 01/01/1984 العمر : 40 العمل/الترفيه : كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: "محمد المختار السوسي "2/1 الخميس يوليو 23, 2009 2:43 pm | |
|
ولم يكن السوسي مهتما بتفوق منطقة سوس أو مدفوعا بالعصبية الضيقة أو العنصرية المقيتة بل كان يعتبر أن الوجه الصحيح لكتابة تاريخ الإسلام هو البدء بتاريخ رجالاته وأسرهم ثم مجتمعاتهم المحدودة فأقطارهم فالأمة الإسلامية جمعاء وذلك اتساقا مع إيمانه العميق بضرورة وحتمية العودة إلى التراث للحفاظ على الهوية ومواجهة التحديات ، قال : " نحن نوقن أنه سيأتي يوم يثور فيه أولادنا أو أحفادنا ثورة عنيفة ضد كل ما لا يمت إلى غير ما لآبائهم من النافع المحمود ، ثم يحاولون مراجعة تاريخهم ليستقوا منه كل ما في إمكانهم استدراكه . فلهؤلاء يجب على من وفقه الله من أبناء اليوم أن يسعى في إيجاد المواد الخام لهم في كل ناحية من النواحي التي تندثر بين أعيننا اليوم، وما ذلك إلا إيجاد مراجع التاريخ يسجل فيها عن أمس كل ما يمكن من الأخبار والعادات والأعمال والمحافظة على المثل العليا ." ( المعسول 1/د)
في سنة 1364 سمح للسوسي بالعودة إلى مراكش ، فعاد إلى سابق عهده بها مستأنفا نشاطه التعليمي والتربوي بزاوية الرميلة باعثا مجالسه الأدبية ودروسه بالمساجد ، وفي هذه المرحلة تقوى النشاط السياسي بمراكش تزعمه بعض طلبة السوسي القدماء ولم يكن الاستعمار غافلا عن ذلك فزادت ضغوطه ، وحرر الوطنيون عريضة احتجاج ضد القمع مطالبين بالحرية وقعها السوسي ، ولما رأى الجو مضطربا بمراكش انتقل إلى الدار البيضاء سنة 1370 ليتابع بها عمله غير أنه ما لبث أن ألقي عليه القبض ونفي من جديد إلى الصحراء الشرقية مع طائفة من زعماء الحركة الوطنية والسياسيين الوطنيين حيث قضوا حوالي سنتين . وفي ذلك المعتقل راجع حفظ القرآن وتابع التأليف والكتابة ونظم دروسا في مختلف المواد العلمية والأدبية ومسامرات أدبية وجلسات إخبارية سجل أحداثها ومجرياته في كتابه " معتقل الصحراء " .
في سنة 1374 انفرجت الأزمة السياسية وأطلق سراح المعتقلين ثم أعلن استقلال المغرب ، فعاد السوسي إلى الرباط وعين وزيرا للأوقاف في أول حكومة مغربية بعد الاستقلال ثم وزيرا في مجلس التاج وقاضيا شرعيا للقصور الملكية إلى وفاته سنة 1383 عقب مضاعفات ناتجة عن إصابته في حادثة سير وفي هذه المرحلة صرف جهده وهمته إلى إخراج مؤلفاته وكأنما كان يسابق الأجل .
كانت حياة السوسي مليئة بالانجازات العلمية والثقافية من أبرزها تأسيس جمعية علماء سوس التي أشرفت على بناء المعهد الإسلامي بمدينة تارودانت وعضوية اللجنة العلمية التي حررت مدونة الأحوال الشخصية المغربية كما أن مؤلفاته الكثيرة كانت - مع غيرها من مؤلفات معاصريه - تأسيسا للبحث العلمي الأكاديمي في مجال التاريخ والاجتماع والأدب والثقافة والفكر ومن أهم هذه المؤلفات :
- " المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم في العلم والتصوف وأصدقائهم وكل من إليهم." في نحو 8000 صفحة في 20 جزءا صدرت تباعا عن 3 مطابع ما بين سنة 1960 و1963 وهو موسوعة تراجم لنحو 4000 من العلماء والفقهاء والأدباء والرؤساء .
- " خلال جزولة " في أربعة أجزاء وهو وصف لأربع رحلات علمية في المناطق السوسية مليئة بالفوائد العلمية والأدبية والتاريخية ، مطبوع .
- " الإلغيات " في 3 أجزاء تضمن مذكراته خلال نفيه إلى مسقط رأسه ، والكتاب حافل بالأدبيات شعرا ونثرا والمناقشات العلمية والأدبية والتاريخية والفوائد الاجتماعية ، مطبوع .
- " سوس العالمة " بمثابة مقدمة لموسوعة المعسول اشتمل نظرة عامة على العلم العربي وأعلامه ومؤسساته في منطقة سوس طبع مرتين .
- " إيليغ قديما وحديثا " تاريخ إمارة أسستها أسرة شريفة في قلب جبال جزولة السوسية منذ القرن 11 الهجري طبع مرتين بالمطبعة الملكية .
- " معتقل الصحراء " يشمل مذكرات المعتقل الصحراوي إثر النفي الثاني وفيه نبذة من نشاط النخبة السياسية المغربية في المنفى طبع جزؤه الأول .
- " رجالات العلم العربي في سوس " إحصاء للعلماء والأدباء السوسيين النابغين منذ القرن الخامس الهجري وحتى زمن التأليف وهم حوالي2000 وهو مطبوع .
- " حول مائدة الغذاء " تقييد للروايات الشفوية لأحد رجالات البلاط السلطاني في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في جزء واحد مطبوع .
- " من أفواه الرجال " تسجيل للروايات الشفوية لمريدي الزاوية الدرقاوية عن الشيخ علي بن أحمد الدرقاوي في 10 أجزاء .
- " مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء سوس" مخطوط في ثلاثة أجزاء تضمن تراجم مئة أديب سوسي نبغوا منذ القرن العاشر الهجري ألفه السوسي لسد الخلل الذي ظهر في كتاب النبوغ المغربي لعبد الله كنون حينما أهمل التعريف بأدباء سوس خاصة .
- ترجمة الأربعين حديثا النووية إلى الأمازيغية السوسية ، مخطوط .
- ترجمة الأنوار السنية إلى الأمازيغية السوسية ، مخطوط .
- أمثال الشلحيين وحكمهم نظما ونثرا ، تضمن حكم الأمازيغ السوسيين بلسانهم ، مخطوط .
- " بين الجمود والميع " بناء قصصي تضمن تحليل التيارات الفكرية بالمغرب في عهد الحماية وإبان الاستقلال من خلال أربعة إخوة أحدهما صوفي والآخر علماني الفكر والثالث نفعي يتبع هواه والرابع نموذج للإنسان المسلم السوي ، نشرت في حلقات بمجلة دعوة الحق .
- " من الحمراء إلى إلغ " وصف رحلة قام بها من مراكش إلى مسقط رأسه صحبة بعض تلامذته ، رقنها وأعدها للطبع ابن اخيه المرحوم الأستاذ عبد الله درقاوي .
- " قطائف اللطائف " نوادر وحكايات سوسية ، مخطوطة .
- " المجموعة الفقهية في الفتاوي السوسية " مجموعة من فتاوى الفقهاء السوسيين ، مطبوعة بإعداد وتعليق ابن أخيه الأستاذ عبد الله درقاوي .
- 90 حلقة من برنامج وعظي باللسان الأمازيغي السوسي أذيعت من الإذاعة المركزية بالرباط في أوائل سنوات الستين .
وإذا كان من إشارة ينبغي أن نختم بها هذه الوقفة السريعة على حياة السوسي فهي التعليق على بعض ما يذكر من أن حياته وإنجازاته قد لقيت اهتماما كافيا ودراسة حثيثة ، فقد ركزت الدراسات على الجانبين التاريخي والأدبي ولما تهتم بعد بالجانب الشرعي الإسلامي ثم بالجانب الاجتماعي السوسيولوجي والجانب الأنثروبولوجي والجانب التربوي إضافة إلى بقاء جوانب كثيرة من أدبه بعيدة عن الدراسة خاصة الجانب السردي القصصي والرسائل والمذكرات ، كما أن كثيرا من الدراسات التي احتضنتها الجامعة المغربية ومراكز التكوين والبحث عنه وعن فكره لما تطبع بعد كالدراسات المنجزة حول سيرته الذاتية ورحلاته وفكره التربوي ، ناهيك عن الدراسات الجارية خارج المغرب في الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا وفي أمريكا واليابان بجامعة هيروشيما وجامعة طوكيو .. | |
|