فاير فوكس الجديد سرعة فائقة وسريّة في البيانات

الإصدار الجديد 3.5 من «فاير فوكس» يتيح لمستخدميه العديد من الإمكانيات

بات كثير من مستخدمي الإنترنت يفضلون قضاء أوقات فراغهم في تصفح شبكة المعلومات الدولية بدلا من الانطلاق بسياراتهم في المدينة.

وبناء عليه كان لزاما عليهم الإلمام بإمكانيات ومزايا متصفح الإنترنت، تلك البوابة السحرية التي تتيح لهم الدخول إلى عالم الإنترنت ليبحروا فيه بحثا عن كنوز المعارف أو رغبة في التسلية والترفيه أو أملا في التواصل مع الأصدقاء حول العالم.

ومن هذا المنطلق يتابع مستخدمو الإنترنت بشغف آخر المستجدات التي تطرأ على برامج تصفح الإنترنت ويترقبون صدور أحدث الإصدارات التي تطرحها الشركات المطورة لهذه البرامج.

ومن أشهر برامج تصفح الإنترنت التي حققت انتشارا منقطع النظير متصفح الإنترنت "فاير فوكس" والذي طرحت شركة موزيللا الأمريكية أحدث إصداراته 3.5 منذ أيام قليلة وأتاحت فرصة التحميل المجاني له على موقعها بشبكة الإنترنت.

وفي هذا السياق يشير مايك شيفر أحد رؤساء فريق التطوير بشركة موزيللا الأمريكية الذي يضم جيشا من المبرمجين ذوي الخبرة الطويلة والكفاءة العالية إلى أنه تم إدخال تحسينات على الإصدار الحديث 3.5 يزيد عددها على 5000 تعديل.

وأضاف شيفر أن معظم هذه التحسينات لا تتبدى للمستخدم من الوهلة الأولى ، غير أن الشيء الذي يلفت انتباه المستخدم على الفور ويجعله يدرك الفارق الشاسع ما بين هذه النسخة وغيرها من النسخ السابقة هي السرعة الفائقة التي يتمتع بها الإصدار الحديث والتي تعادل ضعف سرعة النسخة السابقة.

وعن المزايا التي يتمتع بها تصميم الإصدار الجديد يقول شيفر أن طريقة عرض صفحات الإنترنت أصبحت أكثر وضوحا وأن تشغيل التطبيقات على الإنترنت - مثل البريد الإلكتروني - أصبح أكثر سهولة. كما أن معالجة الصور على الإنترنت أصبحت أسرع بكثير من النسخ السابقة. ويؤكد جو بيجر من مجلة "c\'t " المتخصصة في الكمبيوتر والإنترنت والصادرة في مدينة شتوتغارت الألمانية على هذه الحقيقة ، حيث يقول إنه اختبر بالفعل هو وزملاؤه الإصدار الجديد وأنهم شعروا بالفارق الكبير بينه وبين الإصدارات السابقة. ويضيف بيجر أن الإصدار الجديد 3.5 من "فاير فوكس" يتفوق على منافسه "إنترنت إكسبلورر" من مايكروسوفت بمراحل ، غير أن سرعته لا تضاهي سرعة برنامج "كروم" من "غوغل" أو "سفاري" من "آبل".

ومن أبرز التحسينات التي تم إدخالها على الإصدار الجديد 3.5 من "فاير فوكس" استخدام أكواد الفيديو "كوديك" “Ogg Theora” والتي من شأنها عرض مقاطع الفيديو على الإنترنت بنفس سرعة عرض الصور، وبالتالي لا تكون هناك حاجة إلى استخدام برنامج إضافي لتشغيل الأفلام. وهذا يعني إمكانية الاستغناء عن برامج الوظائف الإضافية ” Plug-in” مثل برنامج "فلاش".

ومن ناحية أخرى حقق مطورو الإصدار الجديد 3.5 من "فاير فوكس" نجاحا باهرا في مجال حماية البيانات، حيث أصبح بإمكان مستخدميه - شأنهم في ذلك شأن مستخدمي المتصفح "كروم" من غوغل – بنقرة زر واحدة عقد "جلسة خاصة" يتم بعدها محو البيانات الخاصة بالمشتركين في هذه الجلسة أوتوماتيكيا.

وبالإضافة إلى ذلك تشتمل النسخة الجديدة على أدوات تتسم بالدقة المتناهية لمحو البيانات بعد تصفح الإنترنت: فعلى سبيل المثال يستطيع المستخدم محو بيانات التصفح الخاصة بيوم معين بساعة محددة أو بيانات موقع بعينه، وبذلك لا يكون لزاما على المستخدم محو جميع بيانات التصفح المخزنة إذا ما أراد محو بعضها فقط. وعن جدوى هذه الخيارات يقول بيجر: "تتضح أهمية هذه الخيارات جليا إذا ما أراد شخص ما مثلا محو بيانات شرائه هدية لزوجته عبر الإنترنت من جهاز الكمبيوتر الخاص بالعائلة أثناء زيارته لهم".

ومن الخصائص الرائعة التي يشتمل عليها الإصدار الجديد "وظيفة الاستعادة" التي تتيح للمستخدم إمكانية تحديد عدم تحميل صفحة معينة عند استعادة البرنامج ؛ إذ قد تكون هذه الصفحة هي السبب وراء حدوث عطل بالمتصفح.

كما يتضمن المتصفح خاصية متطورة للغاية ، ألا وهي خاصية تحديد المواقع: فإذا قام المستخدم بتنشيط هذه الخاصية – بعد التأكيد على موافقته الصريحة على اشتراطات استخدام هذه الخدمة - فسيقوم موقع مصمم خصيصا لهذا الغرض بإرسال معلومات له عن بعض الأماكن ، مثل أماكن بعض الفنادق أو المطاعم القريبة من محل إقامة المستخدم.

وفي هذا السياق يطمئن شيفر مستخدمي المتصفح الذين يرغبون في الاستفادة من هذه الخدمة قائلا "إننا لا نرى محل إقامة المستخدم، كما أننا لا نخزن بياناته". غير أن تريستان نيتوت المدير الإقليمي لشركة موزيللا في أوروبا لا يشاطره الرأي ، حيث ينصح المستخدمين بتوخي الحذر عند استخدام هذه الخاصية، فهو يقول:"ينبغي ألا يثق المستخدم ثقة عمياء في الموقع". ويُعزي نيتوت السبب في ذلك إلى أن المتصفح "فاير فوكس" هو برنامج مفتوح المصدر ، مما يعني أن أي شخص يمكنه الإطلاع على الكود الرئيسي للبرنامج، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث أخطاء أو ثغرات أمنية