ismail 3chab عضوخبير في مجال الاعشاب
عدد الرسائل : 345 تاريخ الميلاد : 15/04/1988 العمر : 36 كيف تعرفت علينا : عبر google تاريخ التسجيل : 07/04/2009
| موضوع: داء المكورات المشوكة الإثنين مايو 11, 2009 5:53 pm | |
| داء المكورات المشوكة.. مرض واسع الانتشار ومضاعفاته تقود الى الشلل والعقم والوفاة
خطر القطط واللعب معها ولمسها واليوم سنتحدث عن خطور الكلاب وتربيتها وما تسببه من امراض كثيرة سنذكر احدها وهو داء المكورات المشوكة وأحيانا يسمى (المرض الكيسي العداري او وحيد الفجوة)، وسمي بذلك لأنه يحدث أكياساً في الاعضاء المهمة في الجسم مثل الكبد والرئتين والعظام وغيرها كما سنذكر ذلك بعد قليل. وربما يسأل القارئ عن سبب الحديث عنها والحقيقة لما رأيته في إحدى الفتيات التي اصيبت بشلل مفاجئ، والذي تبين بعد ذلك ان سببه ذلك الداء حيث كانت هذه الفتاة تلعب مع الكلاب وهي صغيرة كذلك ان هذا الداء يصيب الانسان ولا تظهر آثاره الا بعد عدة سنوات.
تحدثنا في الحلقة الماضية عن كيفية الإصابة اولاً داء المكورات المشوكة من الامراض الواسعة الانتشار في العالم وسببه دودة شريطية بشرية خطيرة وهو مرض حيواني يصيب الإنسان وينتقل اليه من فصيلة الحيوانات الكلبية الأليفة منها والبرية فعادة تصاب الكلاب والذئاب والثعالب بعد أكلها اللحوم والاحشاء المصابة حيث تنمو الديدان بها وتصبح بعد خمسة اشهر تقريبا من 2- 6قطع. بعد ذلك تقوم هذه الديدان البالغة بإفراز بيوضها في براز هذه الحيوانات وتلوث التربة والماء القريب منها وخاصة في المستنقعات، وبقايا السيول، بالاضافة الى تلوث جلود الكلاب نفسها. فتقوم الحيوانات الأليفة مثل الغنم والماعز والماشية والجمال بابتلاع هذه البيوض من خلال الأعشاب أو المياه الملوثة بهذه البيوض او التماس المباشر مع الكلاب المصابة.. وبذلك تصاب هذه الحيوانات وتكون عرضة لإصابة الكلاب الأخرى بعد تناول احشائها. أما بالنسبة للإنسان فيصاب عندما تصل البيوض من ملامسة الكلاب او اماكنها، الى امعاء الطفل عن طريق الفم ثم تخرج منها اليرقة التي تخترق الأمعاء وتنتشر في الجسم عن طريق الدم حيث تقوم بانتاج وتكوين تكيسات داخل الكبد في حوالي ( 60- 70%) والرئتين ( 20- 25%) اما بقية الأعضاء الاخرى فتصاب بنسب متفاوتة مثل العظام والجهاز البولي التناسلي والانسجة تحت الجلد والدماغ. ومع مرور الزمن تتضخم هذه الكيسات داخل الأعضاء الحيوية وتتلف ما بوسطها ثم تضغط على الاعضاء القريبة منها وتسبب الأعراض حسب موقعها كما سنذكره ذلك في الاعراض والعلامات. والكيسات هذه تحاط بمحفظة ليفية قاسية ينتج الطفيلي داخلها والذي له القدرة على تكوين اكياس اخرى في حالة تسربة الى الخارج لأي سبب حتى في نفس العضو. والسائل في هذه الأكياس يكون صافياً ومائياً ولكنه بعد المعالجة بالأدوية تصبح ثخيناً ومصغراً.
الأعراض والعلامات: يعتمد ظهور الأعراض على تأثير حجم هذه الأكياس ومكانها وما تسببه من الضغط على الأجزاء المجاورة لها وهي: 1- آلام في البطن مع قيء وتضخم في الكبد ومحيط البطن، وربما تضغط على مجاري المرارة نتيجة لتضخمها داخل الكبد وتسبب اليرقان واصفرار الجسم. كما أنها ربما تسبب نزيفاً دخل البطن في حالة اصابة الأوردة او الشرايين داخل البطن. 2- البيلة الدموية والعقم وهذا يحدث حينما تتسرب محتويات الكيسة الى مناطق حساسة مثل السبيل البولي والتناسلي مما يؤدي الى تلفه. 3- الم في الصدر او سعال او نفث الدم (السعال المصاحب بالدم). وهذا يحدث حينما تصاب الرئتان وتكون هذه الكيسات بها وربما تجد الطفيليات في بلغم المريض. 4- التشنجات او بعض انواع الشلل ويعتمد ذلك على موقع ودرجة ضخامة هذه الاكياس في الدماغ. 5- الكسور: وتحدث هذه حينما تصاب العظام بالكيسات العظمية ويسبب ذلك ايضاً آلاماً شديدة احيانا في العظام. 6- آلام شديدة في الظهر نتيجة لاصابة الكلى ويؤدي ذلك ايضا كما ذكرنا الى تسرب الدم في البول. كيف يتم تشخيصها؟ 1- بالكشف السريري على الطفل او الشاب وأخذ القصة المرضية منذ الطفولة وهل هناك احتكاك مع الكلاب او افرازاتها. فيمكن يجد الطبيب ضخامة في الكبد او البطن او عقيدات تحت الجلد وعادة لا يمكن كشف الطفيلي من أي سائل في الجسم الا اذا تمزقت هذه الأكياس اما في الرئة فيمكن رؤيته في البلغم وإذا تمزق في الكلى فيمكن رؤيته في البول وهكذا. 2- الأشعة الصوتية وهذا من الفحوصات التي يمكن أن تكتشف وجود هذه الكيسات خاصة في البطن والكبد والكلى. 3- التصوير الطبقي بالكمبيوتر وتستطيع اكتشاف هذه الطريقة الكيسات في جميع انحاء الجسم وخاصة الدماغ والعظام والاعضاء الأخرى. 4- استخدام المستفيدت المنتقاة جزئيا او خام والذي يؤدي الى تفاعل تصالبي في الاشخاص المصابين بهذه الطفيليات.
المضاعفات المضاعفات تعتمد على موقع الإصابة وتكون تلك الكيسات فيمكن أن تسبب: 1- العقم في حالة اصابة الجهاز التناسلي وخاصة المرأة. 2- الشلل ويعتمد على موقع الاصابة في المخ. 3- الوفاة وهذه ممكن ان تحدث اثناء تسرب الطفيليات خارج الكيس من نفسه او نتيجة اثناء العملية حيث يؤدي الى حساسية مفرطة وعدم التحكم بهذه التسربات. 4- الالتهابات الثانوية الجرثومية من جراء تسرب هذه الطفيليات وتكون عدة كيسات في عدة اماكن من الجسم. 5- ضمور جزئي للرئة نتيجة لانسداد المجاري التنفسية لبعض فصوص الرئتين. 6- تلف الكلى ومن ثم الفشل الكلوي. 7- تلف الكبد واستسقاء البطن. العلاج: مازال العلاج بالجراحة أحد أهم العلاجات، ولكن يحتاج الى احتياطات قبل الجراحة واثناءها، ويجب ان يقوم بذلك جراحون ذوو خبرة في هذا المجال، فقد توفي كثير من المرضى اثناء العملية ولكن مع تطور الخبرة والتقنية قلت نسبة الوفيات وفي بعض الاحيان يحتاج المريض الى علاج طويل ومراقبة ويعتمد ذلك على موقع ودرجة تلك الاصابة مع العلم ان الجراحة لا تصلح في بعض المواقع وقد نجحت جيدا في حالة اصابة الكبد والرئة.
الوقاية: ربما استطاع القارئ من خلال قراءته لما سبق ان يكتشف كيفية الوقاية ولكن سنلخصها في نقاط بسيطة. 1- غسل الايدي بالكامل وجيدا قبل تناول الطعام. 2- تجنب التماس مع الكلاب البرية والاليفة خاصة في الاماكن الموبوءة. 3- الكشف على هذه الحيوانات والتأكد من خلوها من تلك الأمراض ومعالجتها. 4- غلي أو تصفية الماء جيدا عند التخييم واستخدام مياه السيول والامطار التي قد تكون ملوثة ببراز الكلاب المصابة. 5- التخلص الكامل من جثث الحيوانات المصابة بالطرق الصحيحة وكذلك من نفايات المسالخ واتخاذ تدابير صارمة من قبل البلدية وصحة البيئة، ومتابعة ذلك والتأكد منه وابعادها عن متناول الكلاب وآكلات اللحوم البرية. 6- محاولة علاج مجموعات الكلاب الشاردة وكذلك المدللة والعاملة في المناطق الموبوءة. 7- عدم تربية الكلاب وفحصها اولاً بأول في حالة القيام بتربيتها. | |
|